بحث مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجددا اليوم الخميس ملف إيران النووي خلال اجتماعه الذي يستمر حتى يوم غد الجمعة فيما بدأ ينفد صبر القوى الكبرى ازاء رفض طهران عرض تسوية دولية لتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي تنتهي ولايته في نهاية نوفمبر الحالي عبر أمام المجلس عن خيبة أمله ازاء المماطلة الإيرانية في تقديم رد على عرض التسوية الذي قدمه . مؤكدا ان عرضه متوازن وعادل ومن شأنه ان يسهم الى حد كبير في تبديد المخاوف الناتجة عن برنامج طهران النووي. ودعا البرادعي الى الانتقال من المواجهة الى التعاون وفتح الطريق أمام حوار واسع النطاق بين إيران والأسرة الدولية. وينص العرض الذي رأى فيه البرادعي فرصة فريدة يتحتم على إيران اغتنامها على ان ترسل طهران 70بالمائة من مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى روسيا لاستكمال تخصيبه قبل نقله الى فرنسا لتحويله الى وقود لمفاعل الأبحاث في طهران. واقترح البرادعي اجراء بديلا يقضي بعملية تخزين تمهيدية في تركيا الدولة التي تقيم علاقات جيدة مع إيران ومع مجموعة الدول الست. وبهذه الطريقة لن يكون من الممكن استخدام هذا اليورانيوم الايراني لاغراض عسكرية محتملة وهو ما يشكل مصدر القلق الرئيسي للقوى الكبرى. كما اعتبر البرادعي ان تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول الطبيعة الفعلية للبرنامج النووي الإيراني يراوح مكانه. وقال منذ اكثر من سنة لم يحصل تحرك من ايران حول كل المسائل العالقة بخصوص برنامجها النووي. وأضاف لقد وصلنا في الواقع الى نقطة المراوحة الا اذا قبلت ايران الالتزام بشكل كامل بالتعاون معنا. وأفاد أن المؤشر الاخير على رفض العمل مع الوكالة كان انتهاك ايران التزاماتها بخصوص ابلاغ الوكالة الدولية ببناء الموقع الجديد قرب قم. وأوضح البرادعي ان إعلان إيران المتاخر يطرح أسئلة عن احتمال وجود منشآت نووية أخرى قيد الانشاء بدون ابلاغ الوكالة عنها متحدثا بالتالي عن غياب الثقة. وللمرة الأولى خلال اربع سنوات أعدت مجموعة الدول الست المعنية بالمفاوضات حول الملف النووي الإيراني وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولاياتالمتحدة وبريطانيا والصين وروسياوفرنسا) وألمانيا مشروع قرار يدين إيران ويمكن ان يطرح على حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ال 35 للتصويت. ويدين النص طهران لاخفائها حتى الخريف الماضي موقعا نوويا جديدا قيد البناء في جبل فوردو قرب مدينة قم وقد قام خبراء الوكالة بالكشف عليه مرتين منذ ان اعلنت عنه ايران. يشار الى أن الدول الكبرى ووكالة الطاقة الذرية تطالب إيران بتوضيح طبيعة برنامجها النووي الحقيقية للتثبت مما اذا كان محضا مدنيا كما تؤكد طهران أم يخفي شقا عسكريا كما تشتبه به الدول الكبرى. وردت طهران على الفور فهدد مندوبها لدى الوكالة علي سلطانية بخفض التعاون مع الوكالة الى الحد الأدنى في حال صدور القرار. وكانت موسكو قد دعت الخميس ايران الى احترام التزاماتها في الملف النووي وذلك إثر لقاء بين نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف مع السفير الايراني محمود رضا سجادي. // انتهى //