سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القوات الاميركية تقتل "مقاتلاً اجنبياً" وتأسر خمسة كانوا يحاولون الفرار في اتجاه سورية رؤية اميركية - بريطانية للعراق بعد الاحتلال ولندن "الحصينة" استقبلت بوش بالاحتجاجات
وصل الرئيس الأميركي جورج بوش في وقت متأخر ليل امس الى العاصمة البريطانية في زيارة دولة ليكون ضيف الملكة اليزابيث الثانية، فيما تحولت لندن الى قلعة حصينة لضمان أمنه، وخصصت الشرطة 16 ألفاً من عناصرها لحراسة محيط منطقة وايتهول حيث يقع قصر باكنغهام الملكي ومقرات الحكومة، وأغلق المجال الجوي فوق هذه المنطقة تحسباً لأي هجوم ارهابي. وفي واشنطن أكد مسؤولون في البيت الابيض أمس ان الرئيس بوش سيعلن في لندن عن رؤية اميركية - بريطانية مشتركة لمستقبل العراق بعد انتهاء الاحتلال في حزيران يونيو المقبل. أما في بغداد فتتسارع الخطوات لتفعيل الاتفاق الذي وقعه مجلس الحكم الانتقالي العراقي مع قوات التحالف السبت الماضي، وأعلن المجلس انه سيطلب من مجلس الأمن التصويت على قرار جديد يدعم الاتفاق ويؤيد روزنامة نقل السلطات. وعلى الصعيد الأمني، أعلنت القوات الاميركية أمس قتل "مقاتل أجنبي" وأسر خمسة آخرين قرب الحدود لدى محاولتهم الفرار في اتجاه سورية، ولم تحدد القوات جنسياتهم. كما تعرضت شبكة انابيب النفط في شمال العراق لانفجار جديد ليل الاثنين - الثلثاء. وفي لندن، حققت المنظمات المناهضة للحرب وانتشار الاسلحة النووية نصراً كبيراً بعدما رضخت الشرطة لمطالبتها السماح للتظاهرة المزمع تنظيمها غداً ضد زيارة بوش باختراق الحي الحكومي والمرور أمام مقر رئيس الوزراء والتجمع امام مجلس العموم البرلمان. وجاء هذا التراجع بعد تصاعد المخاوف من وقوع صدامات دموية بين المتظاهرين ورجال الشرطة. وكانت سيدة بريطانية ستينية اطلقت أمس اشارة البدء بحملة الاحتجاجات عندما ارتقت البوابة الرئيسية للقصر الملكي ورفعت علماً اميركياً حمل شعارات تنديد بسياسة بوش. الى ذلك شن عمدة لندن كن ليفنغستون، الذي سينظم غداً "احتفال سلام" في مقر البلدية، هجوماً حاداً على بوش فاعتبره "أكبر خطر على الحياة فوق كوكبنا". وقال في تصريح الى مجلة بريطانية ان "سياساته بوش التي يتخذها ستقودنا الى الانقراض ... انا لا اعترف ببوش لأنه لم ينتخب رسمياً، لذلك نحن ننظم حفلة استقبال بديلة لاستضافة أي شخص ما عدا جورج بوش". فيما اعتبر النائب العمالي جورج غالاوي أن زيارة بوش تعتبر "غزواً للمملكة المتحدة". وفي واشنطن، قال مسؤول في مجلس الامن القومي عن انعكاس التطورات العراقية على الزيارة، ان بوش "سيتجاوز الجدل الدائر على مبررات شن الحرب لإطاحة النظام العراقي السابق ليتحدث عن مستقبل العراق"، وذلك في خطاب سيلقيه في لندن، وسيشدد على "عبثية اضاعة الوقت والجهد في مناقشة مبررات الحرب في الوقت الذي يتوجب النظر إلى أمام لضمان مستقبل مزدهر للشعب العراقي ودول المنطقة". وكان بوش شدد عشية مغادرته إلى لندن على التزام بلاده ابقاء القوات الأميركية في العراق حتى بعد انتهاء الاحتلال منتصف العام المقبل، لضمان نجاح المرحلة الانتقالية. وقال خلال لقاء حضرته "الحياة" في المكتب البيضاوي مع مجموعة من القيادات النسائية العراقية، بينها عضوان في مجلس الحكم الانتقالي، ان انهاء الاحتلال في العراق "لا يعني التخلي عن العراق"، ولن يعني نهاية الوجود العسكري فيه. واضاف: "طمأنت القيادات العراقية الى أن الولاياتالمتحدة لن تغادر. عندما يسمعونني أقول اننا لن نرحل، فإن ذلك يعني أننا لن نرحل، لأن ذلك هو تماماً ما يريده الإرهابيون، أي أن نرحل قبل تمكين تلك القيادات من إقامة حكومتها وتحقيق السلام". وكانت عضو مجلس الحكم الانتقالي سنجل تشابوك تركمانية طلبت من بوش عدم سحب القوات الأميركية إلى أن يتم تدريب قوات أمنية عراقية قادرة على القيام بمهمة حفظ الأمن والاستقرار. وقالت: "ليست لدينا قوات قادرة على حماية الحدود وليس عندنا جيش وليس عندنا ما يكفي من قوات الشرطة لتحقيق الأمن". كما أكد مسؤول بريطاني رفيع المستوى ان محادثات بوش ورئيس الوزراء بلير ستتركز ب"التفصيل" على كيفية تحسين الوضع الأمني في العراق. وأشار الى ان الشهر المقبل سيشهد "تركيزاً خاصاً" على ضبط الوضع الأمني في العراق وسبل تحقيق استقراره و"هذا لن يحصل فقط عن طريق القوة، بل عبر طرق أخرى أيضاً"، مؤكداً ان قوات التحالف ستستمر في استخدام وسائل القوة الضخمة، بما فيها الطائرات، لضبط الأمن. وقال هذا المسؤول ان الجانبين الاميركي والبريطاني "مقتنعان بأنه يجب ان يشعر السنة في العراق بأن لهم دوراً في الصيغة المستقبلية للدولة". الى ذلك، سقط صاروخان في منطقة مكشوفة قرب مطار تستخدمه القوات الاميركية في مدينة كركوك من دون ان يحدثا اضراراً او اصابات. وفي بغداد، دوت سلسلة انفجارات عنيفة مساء أمس، وقال شهود انها صادرة عن راجمات "كاتيوشا". وواصلت القوات الاميركية عملياتها العسكرية، واعلنت انها قتلت ستة من انصار النظام السابق واعتقلت 99 مشبوهاً به في شمال بغداد. كما قتل ثلاثة عراقيين في أحد أسواق مدينة الصدر. في حين قتل مجهولون ناشطاً من المؤتمر الوطني العراقي واصابوا اثنين آخرين بجروح في بغداد.