واصل مجلس الحكم الانتقالي في بغداد امس البحث في تشكيل حكومة عراقية بعد سلسلة قرارات اتخذها الاثنين فيما اختلف مبعوثوه الثلاثة الى مجلس الامن امس حول من يتحدث باسم الوفد. وقد شكل المجلس يوم الاثنين لجنة للتشاور مع قوات التحالف الاميركي البريطاني بشأن عمليات المداهمة والاعتقال التي تجريها هذه القوات ضد عدد من الاحزاب. وقال عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق محمد بحر العلوم ان المجلس سيعمل على تشكيل الحكومة العراقية فور الانتهاء من اعداد النظام الداخلي ومنهج العمل والبيان السياسي، حسبما افاد بيان للمجلس. كما ناقش المجلس مسودة البيان السياسي وقرر تشكيل لجنة لاعادة صياغته بشكله النهائي وتشكيل لجنة اخرى من القانونيين العراقيين لاعادة دراسة القوانين العراقية بهدف الغاء وتعديل تلك التي لا تتماشى مع المرحلة الجديدة، في خطوة تهدف الى اصلاح النظام القضائي. وكانت القوات الاميركية نفذت حملة مداهمات في مراكز تابعة لاحزاب ومجموعات شيعية في بغداد واعتقلت عشرة اشخاص تم الافراج عن بعضهم، حسبما ذكرت مصادر في هذه المنظمات. وقال بيان صادر عن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الاثنين ان القوات الاميركية اقتحمت وحطمت مركزا للمجلس في البتاوين جنوببغداد. وتم اقتحام مكاتب صحيفة العدالة الناطقة باسم المجلس في المبنى نفسه. من جهة اخرى أعلن متحدث عسكري اميركي هو الميجور دين ثورموند ان قائد القيادة العسكرية الاميركية الوسطى الجنرال جون ابي زيد حضر عمليات القوات الاميركية على الارض في العراق الاثنين. ويقوم الجنرال ابي زيد بأول زيارة له منذ تعيينه على رأس القيادة العسكرية الاميركية الوسطى خلفا للجنرال تومي فرانكس في السابع من يوليو.ورفض ثورموند الادلاء بتفاصيل عن برنامج زيارة ابي زيد لأسباب أمنية. وترافقت زيارة المسؤول العسكري الاول في العراق مع زيارة لنائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفوفيتز يقوم بها منذ اسبوع دون ان يكشف عن هدفها سوى انها لرفع معنويات الجيش الاميركي الذي يتعرض يوميا لهجمات توقع مزيدا من الخسائر في صفوفه. فقد قتل يوم الاثنين جندي اميركي وعراقي يعمل مترجما مع الجيش الاميركي في عملية تفجير عبوة ناسفة استخدمت فيها ايضا الاسلحة الخفيفة في حي السليخ شمال بغداد، بحسب ما افاد متحدث عسكري. واشار اللفتنانت كولونيل جون كيم من الفرقة الاولى المدرعة الاميركية الى استخدام متزايد للعبوات الناسفة في العمليات ضد القوافل الاميركية على الطرق الفرعية. وبذلك يرتفع الى 38 عدد الجنود الاميركيين الذين قتلوا في هجمات في العراق منذ الاول من مايو، تاريخ اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش انتهاء العمليات العسكرية الاساسية في العراق. واحتجاجا على الاعتقالات والمداهمات، تظاهر مساء الاثنين في بغداد حوالى 1500 شخص امام قاعدة اميركية. وتجمع المتظاهرون في حي الكرخ غرب بغداد مطالبين بالافراج عن المعتقلين. وهتفوا بشعارات ضد الاعتقالات والاحتلال والارهاب، مؤكدين ان المسيرة سلمية اليوم اما غدا فالحرب. وشهد تجمع لممثلي اكثر من 400 عشيرة من كل الطوائف العراقية الاثنين جدلا بشأن منح العشائر دورا محتملا في الحفاظ على الامن وحماية المنشآت الحيوية في العراق. وطالب بيان صدر عن امانة تحالف العشائر العراقية بمنح تحالف العشائر العراقية الدور الاساسي في عملية حفظ الامن والاستقرار في البلاد والمحافظة على ثروات العراق من العبث والتخريب لحين اعادة تنظيم قوى الامن الداخلي. الا ان هذا البند اثار رفضا لدى عدد كبير من زعماء عشائر جنوبية مشاركين في اللقاء. وقال هؤلاء انهم يرفضون ان يحلوا محل الشرطة العراقية والجيش العراقي. وعين المستشار الاميركي للشؤون الامنية لدى الادارة المدنية الاميركية في العراق برنار كيريك الاثنين قائدا لشرطة بغداد بالوكالة هو الضابط السابق في نظام صدام حسين حسن علي العبيدي.