سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الهجمات تستهدف مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر و4 مراكز للشرطة ، بوش : نستهدف بقدر نجاحنا ، خبراء : الاميركيون سينسحبون من العراق ، الكبيسي يتهم ايران بالوقوف وراء اغتيال رجال دين سنة . يوم الانتحاريين في بغداد : 42 قتيلا و216 جريحاً وأميركا تتهم "أجانب"
في اليوم الاول من شهر رمضان، قتل 42 شخصاً وجرح 216 آخرون في بغداد، بينهم عسكري أميركي واحد، في سلسلة هجمات انتحارية استهدفت عدداً من المواقع، بينها مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العاصمة العراقية والتي قررت سحب موظفيها الدوليين. راجع ص 2 و3 و 4 وفي حين توقع الرئيس الاميركي جورج بوش المزيد من الهجمات، معتبراً ذلك دليلاً على ما يحققه الاحتلال من نجاح على الأرض، أعاد تفجير مقر الصليب الاحمر الدولي الى الأذهان الهجوم الانتحاري على مقر الاممالمتحدة في بغداد في 19 آب اغسطس، في تأكيد على استهداف "الغطاء" الدولي للاحتلال واخلاء الساحة للمواجهة بين المقاومين والقوات الاميركية. في موازاة ذلك، اتهم مسؤول العلاقات العامة في هيئة العلماء المسلمين في العراق الشيخ عبدالسلام الكبيسي ايران بالوقوف وراء اغتيال عدد من رجال الدين السنة في العراق. ورأى خبراء في لندن أ ف ب ان الهجمات تشكل "بداية حرب عصابات تقليدية" ضد قوات الاحتلال الاميركية - البريطانية، وتوقعوا انسحاب الاميركيين "قبل ما هو متوقع وقبل الانتخابات الرئاسية" في الولاياتالمتحدة. وكشف قائد شرطة بغداد اللواء حسن هادي ل"الحياة" عن احباط هجوم انتحاري سادس وضبط سائق السيارة المفخخة السوري الجنسية، في حين أكد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع لدى استقباله في دمشق وفداً من المجلس المركزي لشيوخ العشائر العراقية على ضرورة "انهاء الاحتلال الأجنبي للعراق". وأكد بوش، الذي التقى الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر بحضور مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد وقائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال جون ابي زيد، ان الولاياتالمتحدة لن تتراجع عن خططها لإعادة إعمار العراق بغض النظر عن أي هجمات ارهابية تشنها "فئات يائسة من القتلة". وقال إن الهجمات امس "تشير الى مدى اليأس الذي وصل اليه القتلة الذين يمارسون جرائمهم بدم بارد ويقتلون عراقيين ابرياء"، مضيفاً ان هدفهم "بث الفوضى والخراب ونزع ثقة العراقيين بمستقبلهم". وشدد على ان "مستقبل العراق لن يقرره هؤلاء القتلة". وأبلغ بريمر بوش ان الحياة في العراق تشهد تحسناً مطرداً، مشيراً إلى ان المستشفيات والمدارس عادت الى العمل وشبكة الكهرباء افضل حالاً مما كانت عليه قبل الحرب، فضلاً عن تزايد عدد العراقيين الذين يساهمون في جهود حفظ الامن. وأثارت سلسلة التفجيرات امس قلق الادارة الاميركية في ضوء تحول الوضع في العراق واحدة من أسخن القضايا التي يستخدمها المعارضون الديموقراطيون لتقويض صدقية بوش في سياق حملة الانتخابات الرئاسية. وتزامنت الانتكاسات التي تتعرض لها الادارة الجمهورية في العراق مع مطالبة لجنة تحقيق مستقلة ان يسلم البيت الابيض وثائق سرية تتعلق بأحداث 11 ايلول سبتمبر 2001 لم تسلم الى لجنة التحقيق التابعة للكونغرس. وقال بوش امس ان الوثائق المطلوبة "حساسة جداً"، وان المستشار القانوني للبيت الابيض البرتو غونزاليس يتعاون مع رئيس لجنة التحقيق توماس كين حول الموضوع. وتشمل الوثائق اجتماعات مجلس الامن القومي التي ترأسها بوش في اعقاب الاعتداءات. حصيلة دامية وأفادت حصيلة تم الحصول عليها من مصادر المستشفيات في بغداد ان عدد قتلى هجمات الأمس بلغ 42 قتيلاً بينهم عسكري اميركي واحد والباقون من العراقيين، و216 جريحاً بينهم عشرة جنود اميركيين. وبين القتلى طفلان و19 امرأة. وبدأت الهجمات في حوالى الساعة الثامنة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي عندما هاجم انتحاري بسيارة اسعاف مفخخة مقر الصليب الاحمر الدولي في ساحة الاندلس في بغداد، ثم توالت الانفجارات التي استهدفت خمسة مراكز للشرطة ثم تبعها سادس في الرابعة بعد الظهر على طريق المطار. وقال اللواء هادي ل"الحياة" إن كل الانفجارات وقعت خارج مراكز الشرطة، ولكنها قتلت بعض عناصر الحماية الخارجية ومواطنين كانوا يمرون بالصدفة من امام هذه المراكز الخمسة وهي مركز الخضراء والدورة وحي العامل وبغداد الجديدة ومنطقة الشعب. أما بالنسبة للمواطن السوري، الذي اعلنت الشرطة اعتقاله، فقد افاد مصدر أمني انه كان متوجهاً بسيارته الشيفروليه البيضاء الى منطقة بغداد الجديدة، واوقفته الشرطة العراقية واكتشفت وجود عبوة ناسفة كبيرة في سيارته تزن طناً وثلاثة قذائف هاون، وافادت معلومات اخرى ان الشرطة العراقية تعتقد ان مواطناً سورياً آخر كان ضمن مجموعة منفذي الهجمات الانتحارية امس. وكان العميد مجيد العبيدي صرح صباح اليوم لوكالة "فرانس برس" بأن "سورياً حاول تفجير سيارة مفخخة امام مركز للشرطة في بغداد الجديدة... لكن رجال الشرطة اطلقوا عليه النار قبل ذلك". ونقل الرجل الذي اصيب برصاص الى المستشفى. وأفاد مصدر من الشرطة ان عدداً كبيراً من المتطوعين العرب السوريين والاردنيين سقط اثناء مواجهات مع الاميركيين والشرطة في الأسابيع الماضية. وكشف المصدر اسم اثنين من هؤلاء هما الأردني هيثم ناجي صالح عبدالله من مواليد الزرقاء، والسوري محمد عبدالعزيز من منطقة قطيفة في فضاء تدمر. وفي دمشق، أكد وزير الخارجية السوري "دعم بلاده الشعب العراقي بمختلف فئاته لنيل حريته واستقلاله". وأفادت مصادر رسمية ان الشرع استقبل امس كلاً من وفد المجلس المركزي لشيوخ العشائر العراقية والعربية برئاسة الامين العام علي ابراهيم الفارس الدليمي حيث "تم التأكيد على انهاء الاحتلال الاجنبي للعراق وضرورة المحافظة على وحدة الاراضية العراقية وسلامتها"، ووفد تجمع مؤتمر العراق برئاسة الشريف علي بن الحسين حيث كانت "وجهات النظر متطابقة حول مستقبل العراق واختيار شكل الحكم الذي يريده الشعب العراقي بعيداً عن أجواء الاحتلال وبما يضمن سلامته الاقليمية واستقراره ووحدة أراضيه".