بدأ الرئيس الامريكي جورج بوش مساء امس الثلاثاء زيارة دولة الى المملكة المتحدة تستمر ثلاثة أيام هي الأولى لرئيس امريكي يقوم بها بهذه الصفة منذ عام 1918، وتعتبر مناسبة لاصدار اعلانات حول مسائل أساسية، لكنها تواجه رفضا من قبل عموم البريطانيين الذين فقدوا ثقتهم بحليف واشنطن رئيس الوزراء توني بلير. ورغم استياء الكثير من البريطانيين من السياسة الأمريكية الخارجية، سيحل بوش ضيفا على الملكة اليزابيث الثانية، وسط اجراءات أمنية استثنائية تشهدها بريطانيا حيث نشرت شرطة سكوتلاند يارد 14 ألف شرطي لضمان الأمن ودعم حوالي 250 عنصر أمن يرافقون الضيف من الولاياتالمتحدة. والمواضيع الحساسة حاضرة بقوة: تسريع نقل السلطة الى العراقيين الذي اعلنه بوش الاسبوع الماضي ووافقت عليه لندن لاحقا والصراع الفلسطيني الاسرائيلي الذي تقوم خلافات حوله بين البلدين في الكواليس. وسيجدد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على الارجح امام حليفه الامريكي التأكيد على ان تأييده لسياسة دفاع اوروبية لا تهدد حلف شمال الاطلسي. وقد اعتبر بلير ان زيارة الرئيس الامريكي الى بريطانيا تأتي في الوقت المناسب، مشددا على ضرورة نبذ اي تردد في مواجهة الارهاب. واضاف بلير مهما قيل، فان غالبية الناس تعرف ان تحالفنا مع الولاياتالمتحدة وموقفنا في اوروبا يؤمن لنا تأثيرا لا مثيل له في الشؤون الدولية، بالنسبة لدولة بحجم دولتنا. وقد سمح لمعارضي بوش ان يتظاهروا في وايت هول حيث مقر الحكومة البريطانية. وتوقع هؤلاء ان يجمعوا مئات الالاف من معارضي الحرب في التظاهرة التى تنتهي وسط لندن في ساحة ترافلغار في احتفال رمزي يجري خلاله اسقاط تمثال من الورق ارتفاعه ستة امتار للرئيس بوش على غرار ما حصل لتمثال صدام حسين في التاسع من ابريل الماضي حين اسقطته دبابة امريكية. واوضحت ليز هاتشينز نائبة رئيسة الحملة من اجل نزع السلاح النووي التي تشارك في تنظيم التحركات المعارضة لبوش لوكالة فرانس برس، ان قلب تمثال بوش يرمي الى القاء الضوء على مدى زيف اسقاط تمثال صدام حسين في التاسع ابريل الماضي. وقالت: كانت عملية احتيال تامة لان القوات الامريكية ساعدت في اسقاط تمثال صدام حسين (في بغداد) والعراقيون الحاضرون كانوا من الاوساط المقربة من الولاياتالمتحدة. يشار الى ان معارضي الحرب كانوا قد تمكنوا من جمع مليون متظاهر في لندن في فبراير الماضي قبل شهر واحد من شن الحرب على العراق. ووصف كين ليفنغستون رئيس بلدية لندن الرئيس بوش بأنه يمثل اكبر خطر نشهده على الحياة فوق كوكبنا. واضاف ليفنغستون في مقابلة مع مجلة ايكولوجيست ماغازين التى تعنى بالبيئة ان السياسة التي ينتهجها بوش ستقودنا مباشرة الى الدمار الكامل. وتابع رئيس بلدية لندن انه سينظم استقبالا بديلا لاستقبالات بوش يستضيف فيه كل من ليسوا جورج بوش. واوضح: نحاول استضافة المخرج الامريكي مايكل مور ليكون الصوت الامريكي البديل اضافة الى جميع الحركات السلمية في "حفل مضاد لبوش". وقال ليفغسنتون انه لا يعترف ببوش رئيسا للولايات المتحدة لانه لم ينتخب رسميا في اشارة الى الجدل الذي رافق انتخاب بوش وفوزه بفارق مئات الاصوات فقط على منافسه الديموقراطي آل غور عام 2000. ويعتبر هذا اعنف هجوم يشنه ليفغستون المعروف بمعارضته الشديدة للحرب على العراق. وكان ليفنغستون قد انتخب رئيسا لبلدية لندن في الخامس من مايو 2000 في اول اقتراع مباشر لهذا المنصب تشهده العاصمة البريطانية وفاز على منافسه مرشح حزب العمل. وعشية التظاهرة الوطنية الكبرى التي ستقام غدا الخميس ستطوف الملكة والضيف في عربة فاخرة تجرها الجياد وسيقومان بتحية الجماهير. وتعتزم " لحملة من اجل نزع السلاح النووي" القيام بمسيرة مع صاروخ نووي عملاق من المطاط المنفوخ يحمله مفتشو اسلحة من الاممالمتحدة باللباس الابيض والقناع. والفكرة من وراء ذلك بحسب ليز هاتشينز هي اظهار عثورنا على اسلحة دمار شامل .. لكن هنا في بريطانيا.- ويعقد بوش غدا الخميس مؤتمرا صحفيا ومحادثات من المتوقع ان تتطرق الى العراق ومشاغل بريطانية بشأن احتجاز مواطنين بريطانيين في قاعدة امريكية بجوانتانامو بكوبا والتعريفة الجمركية الخاصة بالصلب الامريكي التي تهدد بنشوب حرب تجارية بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي. ويحضر الرئيس الامريكي مأدبة تقام على شرفه في قصر بكنجهام مساء اليوم الاربعاء. كما يقيم بوش مأدبة للملكة اليزابيث في السفارة الامريكية غدا. ويختتم بوش زيارته لبريطانيا يوم الجمعة بزيارة لمنزل بلير في شمال انجلترا. بوش وزوجته لورا يلوحان من باب الطائرة الرئاسية لدى وصولهما مساء امس الى مطار هيثرو بلندن