أكد الاتحاد الأوروبي اتساع الخلاف مع اسرائيل حول مقاطعتها المسؤولين الأوروبيين الذين يعقدون اجتماعات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال الممثل السامي للاتحاد الأوروبي مسؤول السياسة الخارجية خافيير سولانا ان الاتحاد "يقرر مع من يعقد اجتماعاته" وأوضح وجود اتفاقات مع كل من قادة الفلسطينيين والاسرائيليين و"يعود القرار للاتحاد لاختيار محاوريه". وكان سولانا يرد على تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم، في مؤتمر صحافي مشترك جدد فيه شالوم هجماته المعتادة ضد الرئيس ياسر عرفات لتبرير المقاطعة التي فرضتها الحكومة الاسرائيلية ضد المبعوث الأوروبي لعملية السلام مارك اوتي. وحاول شالوم التقليل من شأن محاولات اسرائيل تهميش دور اوتي وقال ان اسرائيل "قررت إقامة علاقات طبيعية مع مارك اوتي الذي كنا أجرينا معه اتصالات البارحة وفي الأسبوع الماضي، وسنواصل إجراء الاتصالات معه لكن اسرائيل تعتقد أن الرئيس عرفات يمثل عقبة أمام عملية السلام". وكانت حكومة اسرائيل حظرت عقد لقاءات مع المبعوث الأوروبي لعملية السلام لأنه اجتمع مع الرئيس ياسر عرفات في تشرين الاول اكتوبر الماضي. وأضاف شالوم أن "مواصلة التعامل مع ياسر عرفات تضعف الزعماء المعتدلين". ورد سولانا في المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير الخارجية الاسرائيلي بالاشارة الى "وجود اتفاقات بين الاتحاد وكل من قادة الفلسطينيين والاسرائيليين. ويعود القرار للاتحاد حول هوية محاوريه". ودعم سولانا بقوة المبعوث الأوروبي اوتي وقال انه "رجل سياسي وسفير اوروبي" مثل غيره من الديبلوماسيين والوزراء الأوروبيين و"ان ما حدث مع مارك اوتي يمكن أن يتجدد مع فرانكو فراتيني وزير الخارجية الايطالي رئيس المجلس الوزاري الأوروبي أو معي أو مع المفوض كريس باتن في حال قرر أحدنا عقد لقاء مع الرئيس ياسر عرفات. إلا أن الاتحاد يظل يبحث عن مخرج للأزمة مع اسرائيل". وقال سولانا: "نريد حلا لهذه المشكلة". ومن ناحيته قال المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية كريس باتن انه "يستحيل بناء علاقة في حال الحاح طرف ما على اختيار ممثلي الطرف الآخر". وبحث الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تدهور الوضع في الأراضي العربية المحتلة في اجتماعات وزراء خارجية البلدان الأعضاء مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول امس. وأبدى رئيس المجلس الوزاري الأوروبي فرانكو فراتيني مسايرة لموقف نظيره الاسرائيلي. ويعترف فراتيني بأن الرئيس عرفات "رئيس منتخب" إلا أنه "استنادا الى وثيقة خريطة الطريق، لا يمنكه مراقبة أجهزة الأمن. فهو يظل الرئيس المنتخب حتى موعد الانتخابات المقبلة". ويؤكد كلام الوزير الايطالي حديث الديبلوماسيين عن محاولات ايطاليا، خلال الاجتماعات التحضيرية، التخفيف من لهجة البيان المنفصل الذي اصدره الاتحاد في نهاية اجتماعات مجلس الشراكة بين الجانبين. واعتبر الاتحاد الأوروبي في بيانه ان "الحظر الذي تفرضه اسرائيل على ممثلي الاتحاد الذين يلتقون رئيس السلطة الفلسطينية لا يتناسب مع روح المقترحات التي قدمتها اسرائيل" وطلبت فيها الاندماج أكثر فاكثر في الاتحاد الموسع. كما طلبت اسرائيل المشاركة في البرنامج التكنولوجي العلمي للاتصالات "غاليليو" الذي يعده الاتحاد الأوروبي لمنافسة النظام الأميركي للاتصالات عن طريق الأقمار الاصطناعية "جي. بي. آس". وجدد الاتحاد الأوروبي في بيانه الالتزام بخيار الدولتين جنباً الى جنب "اسرائيل والدولة الفلسطينية القابلة للحياة والديموقراطية" على أساس الحل السلمي الذي رسمته "خريطة الطريق". ويعتقد الاتحاد باستحالة بلوغ الحل السلمي "الا بالمفاوضات" ويتمثل الهدف "في انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية الديموقراطية والقابلة للحياة والمسالمة على اساس حدود عام 1967 وبإجراء بعض التعديلات عند الاقتضاء وبموافقة الطرفين". وأعرب الاتحاد عن قلقه الشديد "حيال المسار الذي تسلكه اسرائيل في بناء ما يسمى بالجدار الأمني داخل الضفة الغربية والقدس الشرقية". واكد الاتحاد في البيان ان "المسار الذي يسلكه الجدار يعرض المفاوضات المستقبلية للخطر ويجعل قيام الدولتين صعب التحقيق من الناحية المادية". واشار البيان أيضا الى العواقب السلبية التي يعانيها السكان جراء الجدار الاسرائيلي على جميع الصعد الاقتصادية والاجتماعية. وأعرب الاتحاد عن "فزعه إزاء إعلان اسرائيل الأراضي الممتدة بين الجدار والخط الأخضر مناطق عسكرية". وفي المقابل أكد الاتحاد الأوروبي حق اسرائيل في الدفاع عن مواطنيها وطالب السلطة الفلسطينية ورئيسها ب"اتخاذ كافة الاجراءات الحاسمة لتوحيد كل الأجهزة الأمنية تحت رقابة رئيس الوزراء ووزير الداخلية" كذلك "مواجهة الأشخاص والمجموعات التي تخطط وتنفذ العمليات الارهابية". وقال البيان الأوروبي ان "الهجمات الارهابية ضد اسرائيل تفتقد اي مبرر مهما كانت طبيعته".