ربما قوبل رئيس الوزراء الاسرائيلي إرييل شارون بالترحيب كصديق مقرب وحليف في إيطاليا هذا الاسبوع لكن الدول الاخرى في الاتحاد الاوروبي تتخذ موقفا متشددا تجاه السياسات الاسرائيلية. ووصف شارون بعد زيارته لروما التي استمرت ثلاثة أيام إيطاليا في عهد رئيس الوزراء سيليفو برلسكوني بأنها "أفضل صديق لاسرائيل في أوروبا". كما أشاد رئيس الوزراء الاسرائيلي برئاسة الحكومة الايطالية الحالية للاتحاد الاوروبي بأنها "الاكثر ودا في أي وقت من الاوقات". من ناحية أخرى وفي تناقض واضح اتسمت الاجتماعات التي عقدت في بروكسل هذا الاسبوع بين وزير الخارجية الاسرائيلي سليفان شالوم ونظرائه الاوروبيين باختلافات شديدة فيما يتعلق بمجموعة من القضايا المرتبطة بالسعي الشائك لتحقيق السلام في الشرق الاوسط،حيث قال الدبلوماسيون إن المباحثات كانت "صريحة وودية للغاية" حيث تحدث الجانبان بوضوح عن كثير من القضايا الجارية. وأدلى شالوم ببعض التفاصيل عن مخاوف إسرائيل من تزايد مشاعر معاداة السامية في أوروبا وطلب من حكومات الاتحاد الاوروبي إتباع "موقف أكثر توازنا" في سياساتها الخاصة بالشرق الاوسط. وقال وزراء الاتحاد الاوروبي إنهم مصرون على محاربة مشاعر معاداة السامية لكنهم حذروا الاسرائيليين أيضا من الخلط بين انتقاد سياسات الحكومة الاسرائيلية وبين مشاعر معاداة السامية. وأعرب بيان أصدرته حكومات الاتحاد الاوروبي عقب المباحثات مع شالوم عن القلق بالنسبة للمسار المحدد لما يسمى بالجدار الامني الذي تبنيه إسرائيل على حدود الضفة الغربية والقدس الشرقية. واضافوا ان الجدار سيسبب مصاعب إنسانية متزايدة في الاراضي الفلسطينية ويعرض للخطر خطط الحل الذي يتضمن إقامة دولتين تعيش في ظله إسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة جنبا إلى جنب، داعين إسرائيل إلى وقف سياستها في بناء المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية. ورغم موافقة شالوم على إنهاء المقاطعة الدبلوماسية لمبعوث أوروبا في الشرق الاوسط مارك أوتي قالت حكومات الاتحاد الاوروبي إنها لا تستطيع قبول سياسة إسرائيل المتمثلة في تجاهل كافة الوزراء والمسئولين الاوروبيين الاخرين الذي يلتقون بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. حيث اكد خافيير سولانا مسئول السياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي للصحفيين عقب اجتماعه بشالوم "مازالت هناك خلافات بيننا ذات طبيعة سياسية". ورغم أنه وصف مباحثاته مع شالوم بأنها كانت بناءة أكد سولانا أن الاوروبيين لن يوافقوا على المطالب الاسرائيلية والامريكية بعزل عرفات، مؤكدا ان الامر يرجع لنا بالنسبة لتحديد من نلتقي به" وأضاف أن استئناف الاتصالات بين إسرائيل ومبعوث الاتحاد الاوروبي (أوتي) ليس كافيا لان الاتحاد الاوروبي يريد "قنوات اتصالات مفتوحة ودون عراقيل" بالنسبة لكل ممثليه. وقال الدبلوماسيون إن وزراء الاتحاد الاوروبي أوضحوا ذلك بصورة أقوى في مباحثاتهم مع شالوم. وحذر وزير الخارجية البريطاني جاك سترو من أنه إذا لم يستطع مسئولو الحكومات الاوروبية الالتقاء بالاسرائيليين والفلسطينيين فإن الكثيرين منهم سيتوقفون عن الحضور إلى المنطقة. وقال المسئولون إن خافيير سولانا ومفوض الشئون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كريس باتن لم يزورا إسرائيل منذ عدة أشهر بسبب سياسة الحكومة الاسرائيلية. وجاءت مباحثات الاتحاد الاوروبي مع شالوم متناقضة مع الترحيب الحار والخالي من الانتقاد الذي قوبل به رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون في روما. ووصفت المباحثات التي أجراها شارون مع برلسكوني بأنها "ودية" وذكر بيان للحكومة الايطالية أن المباحثات تركزت على عملية السلام في الشرق الاوسط التي أصابها الجمود ومخاوف إسرائيل من تزايد مشاعر معاداة السامية في أوروبا. ويشير البيان بوضوح للخطط الاسرائيلية لبناء ما يسمى بالجدار الامني في الاراضي الفلسطينية. ولكنه أوضح حق إسرائيل في "اتخاذ أي إجراء يهدف إلى حماية مواطنيها من الهجمات الارهابية". وكانت إسرائيل قد ثار غضبها في الاسابيع الماضية بعد إعلان نتائج استطلاع للرأي موله الاتحاد الاوروبي أوضح أن غالبية الاوروبيين يرون أن إسرائيل تمثل تهديدا للسلام العالمي. واستنكر برلسكوني نتائج استطلاع الرأي. وكان قد أشار في تصريحات في مطلع العام إلى أنه يتعين أن تطلب إسرائيل الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. ورغم أن عضوية ما يسمى "بأوروبا الاوسع نطاقا" عرضت على إسرائيل إلى جانب دول أخرى في جنوب البحر المتوسط وفي البلقان يقول المسئولون في الاتحاد الاوروبي إن انضمام إسرائيل إلى الاتحاد الاوروبي ليس مطروحا. شارون اثناء القائه كلمة مؤخرا في ايطاليا