حمل وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم اوروبا قدرا من المسؤولية عقب الهجمات التي استهدفت معبدين يهوديين في اسطنبول وهي الهجمات التي أسفرت عن مقتل 24 شخصا، فقد قال شالوم ان الانتقاد الاوروبى المتزايد لموقف إسرائيل من الصراع في الشرق الاوسط اوجد إرهابا خطابيا أدى إلى إرهاب مادي وفقا لرؤية اسطنبول. وخلال زيارة شالوم لبروكسل قال لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبى ان هناك حاجة لان يكون الاتحاد أكثر توازنا في سياساته تجاه إسرائيل والفلسطينيين وان يبدى ودا تجاه تل أبيب. وتوجه رئيس الوزراء الاسرائيلى إرييل شارون أمس الاول إلى روما للاجتماع برئيس الوزراء الايطالى سيلفيو بريرلسكونى حيث سيبحث ما يصفه المسؤولون الاسرائيليون "بتصاعد نبرة العداء للسامية في أوروبا في الاونة الاخيرة". وكان شارون قد وصف ايطاليا بأنها افضل الاصدقاء. وقد تصاعدت الشكاوى الاسرائيلية في هذا الصدد بعد كشف النقاب عن نتائج استطلاع أوروبى أظهر ان غالبية الاوروبيين يرون ان إسرائيل هي أكبر تهديد للسلام العالمى قبل الولاياتالمتحدة وكوريا الشمالية وايران. وقالت الحكومة الاسرائيلية إن الاستطلاع يكشف المخططات الخفية ضد إسرائيل من جانب الاتحاد الاوروبى. وأسهمت الهجمات ضد أهداف يهودية مثل الذي استهدف مدرسة يهودية في أحدى ضواحي باريس يوم السبت الماضي في تصاعد الشعور بالمرارة والغضب لدى إسرائيل التي تعتبر نفسها الضحية في النزاع في الشرق الاوسط. وطبقا لوجهة النظر الاوروبية فان موقف شارون السلبي تجاه الاتحاد الاوروبي أسهم بدوره كثيرا في تراجع العلاقات بين الجانبين. حيث أعلن مسؤولون بالاتحاد الاوروبى ان قرار إسرائيل الأخير رفض الاجتماع مع المسؤولين الاوروبيين الذين التقوا بالرئيس الفلسطينى ياسر عرفات أعاق التحركات الدبلوماسية الاوروبية الاسرائيلية، معتبرين أعلان اسرائيل ان المبعوث الاوروبى للشرق الأوسط مارك اوتى شخص غير مرغوب فيه في القدس بعد لقائه مع عرفات مطلع أكتوبر امرا من شأنه ان يعمق الجراح بين الطرفين، اذ حذر المسؤولون الاوروبيون من الأثر السلبي لهذا الاجراء على مستقبل الحوار بين إسرائيل واوروبا. من جانبه تجنب خافيير سولانا منسق السياسات الخارجية والأمنية بالاتحاد الاوروبى التوجه إلى القدس أو مقر القيادة الفلسطينية فى رام الله خلال رحلته الاخيرة في المنطقة حتى لا يلقى المعاملة التي لقيها اوتى من جانب إسرائيل. وفي مسعى من جانب إسرائيل لتجاوز دور الدول التي وصفها الرئيس الامريكى جورج بوش بأنها وجه أوروبا القديم تعمل إسرائيل حاليا على تدعيم علاقتها مع الدول التي وصفها بوش بأنها الوجه الجديد لاوروبا ومعظمها من دول شرق وجنوب أوروبا التي أعلنت في السابق دعمها الكامل لموقف واشنطن في الحرب على العراق والتي دأب مسؤولوها على زيارة اسرائيل في الآونة الاخيرة. بدورها حذرت صحيفة هاأرتس الاسرائيلية حكومة شارون من موقفها إزاء المبعوث الاوروبى اوتى و قالت ان عليها ان تكون أكثر إدراكا للخطأ الذي ارتكبته برفض لقائه واشارت الى ان الدول التي تتبع سياسة خارجية جادة قد تبدأ في اتخاذ إجراءات مضادة لدبلوماسية الرفض الاسرائيلي.