فيما أعادت اجهزة الأمن محمد خونه وليد هيداله المرشح الرئيسي للانتخابات الرئاسية الموريتانية ومدير حملته النائب في البرلمان اسماعيل ولد اعمر الى السجن، شنت الشرطة حملة اعتقالات في صفوف أنصار هيداله، وعززت مواقعها حول بعض الأماكن الحساسة في العاصمة. وحمل مرشحو المعارضة السلطة مسؤولية اي مضاعفات سلبية لما قالوا انه "تلاعب بالنتائج". أما مؤيدو الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع فانتقدوا سلوك المعارضة الذي وصفوه بأنه "غير ديموقراطي ولا يحترم ارادة الناخبين". واقتادت الشرطة ولد هيداله فجر امس من بيته الى سجن "بيلا" في العاصمة، كما اعتقلت مدير حملته. وتحدثت أنباء عن اعتقالات طاولت عشرات الشبان من مناصري هيداله، لكن ذكر انها كانت لفترات قصيرة. وجاءت الاعتقالات بعد الاعلان يوم السبت عن نتائج الانتخابات الرئاسية التي حقق فيها الرئيس الطايع فوزاً كاسحاً، واحتل هيداله المنزلة الثانية. وقال هيداله قبل اعتقاله في مؤتمر صحافي مشترك مع حليفيه مرشحي الرئاسة احمد ولد داداه ومسعود ولد بلخير انه وزملاءه يرفضون نتائج الانتخابات التي يعتبرون انها مزورة، ودعا الى اعادة الاقتراع مشيراً الى لجنة متابعة شكلت لتحديد الطرق المناسبة للرد على تزوير الانتخابات. وقال انه سيتم اللجوء "الى كل الطرق المشروعة من تظاهرات واعتصامات". وخلال المؤتمر الصحافي فسر هيداله اختفاءه عن الانظار من مساء الجمعة الى مساء السبت، قائلاً انه كان متأكداً بأن اجهزة الأمن ستعتقله. ولذا: "ابتعدت عن بيتي لأتمكن من التنسيق مع حلفائي وأصدقائي قبل ان اعتقل". ولم تفسر السلطات أسباب الاعتقالات الحالية، لكن يعتقد انها استمرار لاعتقالات جرت قبل يوم الاقتراع وشملت هيداله نفسه ومدير حملته وعدد من مساعديه الذين أبقي عليهم رهن الاعتقال. وفسر هيداله الافراج عنه يوم الجمعة بأنه "لجعل الانتخابات ممكنة". وتقضي النصوص بوقف الانتخابات في حال إعاقة أحد المرشحين لأسباب قاهرة. وقال وكيل الجمهورية محمد الغيث ولد عمر ل"الحياة" انه يجري الاستماع الى هيدالة ورفاقه في اثر ابلاغات عن وضع خطة لانتزاع السلطة بطريق غير قانونية، مشيراً الى خطة "غراب 1" التي تضمنتها وثيقة وزعها مدير حملة الرئيس الطايع. وأوضح الوكيل انه لم توجه بعد رسمياً التهمة الى المجموعة، وان ما يجري لحد الآن هو الاستماع الى الموقوفين. وقال مصدر قضائي ل"الحياة" ان الافراج عن هيدالة بعد اعتقاله ساعات قبل موعد الاقتراع واعتقاله الآن "مسألة طبيعية ما دام الأمر مجرد استماع لا تهمة رسمية، فتوجيه التهمة أو عدمه يتوقف على ما سيتبادر للمحققين بعد استكمال الاستماع". ومن بين الذين اعتقلوا قبل الاقتراع وبقوا في السجن الناطق باسم هيداله علي ولد صنيبه. ومحمد يحظيه ولد بريد الليل الزعيم البعثي السابق المعروف. وقد ضم اليهم الجمعة نقيب الجيش السابق بريكه ولد مبارك الذي كان يتولى أمن هيداله طوال الحملة الانتخابية. وبريكه عضو سابق في "لجنة الانقاذ الوطني" العسكري التي كانت تحكم أيام رئاسة هيداله في الثمانينات. وتتهم السلطات هيداله وزملاءه بالضلوع في مؤامرة لقلب نظام الحكم عبر العصيان المدني في حال فوز ولد الطايع. وطبقاً لوثيقة وزعتها ادارة حملة ولد الطايع - ووجهت على اساسها النيابة العامة تهماً للمجموعة - يتم في حال تأكد المعارضة من تزوير الانتخابات تشكيل حكومة انتقالية والسيطرة على القصر الرئاسي عبر عصيان مدني - وقد نفى هيداله ان تكون له صلة بهذه الوثيقة. وفي الواقع يدخل اعتقال هيداله ومساعديه في اطار جهود أمنية هدفها الحد من قدرة المعارضة على الاخلال بالأمن. وانتقد ناطقون باسم الطايع رفض المعارضة للنتائج. واعتبروا ذلك "سلوكاً غير مقبول". وقال عبدالودود ولد عبدالله المسؤول في الحزب الحاكم ان "هؤلاء لا يؤمنون بالديموقراطية، فهدفهم هو الوصول الى السلطة، فإذا وصلوا عبر الانتخابات كان بها، وإلا فهي عندهم مجرد تغطية لخطط عنيفة وصولاً الى الهدف".