قالت مصادر سورية مطلعة ل"الحياة" ان وفداً من الكونغرس الاميركي برئاسة النائب جيم كولبي سيبدأ اليوم زيارة الى دمشق تشمل محادثات مع الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع، في اطار جولة تشمل لبنان وسورية والعراق. وتكتسب الزيارة اهمية باعتبارها الاولى منذ اقرار مجلس النواب مشروع "قانون محاسبة سورية" بغالبية 398 صوتاً، ولأنها جاءت بعد ترشيح الرئيس جورج بوش الديبلوماسية المخضرمة مارغريت سكوبي لشغل منصب سفيرة لأميركا في دمشق. وقال مصدر مسؤول في الخارجية السورية ل"الحياة" ان "تعيين السفيرة أمر جيد، ربما يؤشر الى بداية الحوار بين سورية واميركا حول القضايا العالقة بينهما"، علماً ان مسؤولين سوريين ابدوا استعداداً ل"فتح حوار موضوعي حول القضايا الخلافية للبحث في الاهتمامات العقلانية المتبادلة للطرفين". ولم توافق المصادر على الاعتقاد بأن النواب التسعة هم من "صقور" الكونغرس الذين وقعوا على مشروع "قانون المحاسبة"، لافتة الى ان "بعضهم كان متردداً في التصويت لصالح مشروع القانون، ولم يصوت الى آخر لحظة" والى ان النائب ديفيد براس "قدم مداخلة شدد فيها على استمرار الحوار" مع دمشق. ولم تحدد المصادر السورية جدول اعمال وفد الكونغرس الذي يضم نواباً من لجنة المخصصات المالية. لكنها لم تستبعد البحث في موضوع العراق والودائع العراقية في المصارف السورية، باعتبار ان "أحد الاهداف الرئيسية لجولة الوفد الاطلاع على ارض الوقائع على مشاريع اعادة اعمار العراق بعد اقرار الكونغرس مبلغ 87 بليون دولار اميركي لهذا الغرض". وكانت دمشق اتخذت خطوات ايجابية في التعاطي مع الملف العراقي، بينها استقبال خبراء اميركيين وعراقيين للتدقيق في حسابات النظام العراقي السابق في المصارف السورية بعدما نشرت مجلة "تايم" ان المبلغ ربما يصل الى ثلاثة بلايين، الامر الذي نفته دمشق. وقالت المصادر السورية ل"الحياة": "ربما تزيد قيمة الاموال السورية العائدة من تصدير بضائع وطنية، ما هو موجود في مصارفنا". كما اظهرت دمشق رغبة في ضبط البوابات الرسمية الثلاث القائمة على الحدود السورية - العراقية للحيلولة دون تسلل ارهابيين، مع اشارتها الى "صعوبة" ذلك بسبب طول الحدود لتتجاوز 500 كيلومتر، والى وجوب قيام قوات الاحتلال بحماية الجانب العراقي من الحدود.