حذر نائب رئيس جهاز الأمن العام شاباك سابقاً اسرائيل حسون من فشل "المشروع الصيهوني" اذا لم يتخذ قادة الدولة العبرية قرارات سياسية واضحة لحل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي، مضيفاً ان الحديث عن احراز "نصر على الارهاب" ليس سوى هراء. وقال حسون، الذي خسر حظوظه لترؤس "شاباك" لمصلحة رئيسه الحالي آفي ديختر، إن اسرائيل تسير نحو الهاوية "الزمن سينتهي بعد قليل والسقوط آت لا محالة اذا لم يتخذ قادتها قراراً بإحداث تغيير في السياسة، فالأرضية مهيأة لانفجار قريب وتبقت مسألة من يبدأ به". ويسخر حسون في سياق مقابلة مطولة أجرتها معه صحيفة "يديعوت احرونوت"، من البيانات الصادرة تباعاً عن جيش الاحتلال حول اغتيال هذا الناشط أو ذاك من التنظيمات الفلسطينية ويقول: "ضربنا قواعد الارهاب 300 مرة وسنضربها 300 مرة أخرى"، لكن اسرائيل لن تنجح في منعه طالما لم تبحث في دوافعه ومسبباته "أما البحث في معالجة الارهاب عبر القنابل والقصف فسخيف تماماً كسخافة المقولة انه ينبغي تحقيق انتصار على الارهاب". ويبدي المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات قلقه مما يصفه "اتفاق الآراء المطلق" بين عموم الاسرائيليين وعدم الاعتراض على سياسة الحكومة، فضلاً عن التغطية الاعلامية النمطية والاعلام الداجن الذي يعكس موقف الحكومة من دون مساءلتها "على غرار ما فعلت الصحافة السوفياتية سابقاً"، مضيفاً ان تبلد الحس يسيطر على الاسرائيليين "لا وحدة هدف ومصير الا في القول اننا ضحايا ارهاب". ويرى ان المخرج الوحيد من الجمود السياسي الحاصل يتمثل في "بروز زعيم اسرائيلي يطرح على الاسرائيليين أجندة واضحة يتم انتخابه بناء عليها ليقول بعدها للفلسطينيين: اننا نعرف الى أين نريد الوصول وسنصل شتئم أم أبيتم". ويرى حسون ان اساس الحل ينبغي ان يعتمد ضمان وجود اسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية يقبل بها معظم الفلسطينيين. ويهاجم حسون رئيس هيئة اركان الجيش الجنرال موشيه يعالون الذي اختلق مصطلح "حسم الوعي" الفلسطيني ويعتبره مصطلحاً وهمياً، مكرراً ان جهاز الأمن العام فشل في اخماد المحفزات على تنفيذ عمليات استشهادية "بل ربما قمنا بتعزيزها". ويتابع: "إننا في أوج صيرورة ستأتي بحركة المقاومة الاسلامية حماس الى رأس السلطة الفلسطينية"، مضيفاً ان اسرائيل "حرقت الجسور" مع الجهات الفلسطينية المعتدلة مثل العميد جبريل الرجوب "الذي يمكن التفاوض معه وبمقدوره مساعدتنا في ايجاد حل للصراع". وزاد ان "الغضب والإحباط هما نتاج الحرب، واذا لم تقدم اسرائيل شيئاً للفلسطينيين كمكافأة لمنعهم الارهاب والامتناع عنه فإنها في واقع الأمر توفر مسببات للإرهاب". وفند حسون الذي شارك في مفاوضات كامب ديفيد عام 2000 الادعاءات الاسرائيلية بأن الرئيس ياسر عرفات رفض عروضاً اسرائيلية مغرية لإنهاء النزاع، وقال ان ما قدمته اسرائيل "على الطاولة" كان بعيداً عن اقتراحات حقيقية لانجاز تسوية "لقد دفعنا عرفات الى وضع يختار فيه بين الصمت أو عدمه من دون ان نمنحه هامشاً لمواصلة الحوار. من غير المعقول ان نقوم بما قام به رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك عندما قال للاسرائيليين عشية سفره الى كامب ديفيد ان "القدس الموحدة ستبقى عاصمة اسرائيل"، ثم التظاهر "ببحث قضية القدس".