أبلغ رئيس جهاز الأمن العام شاباك آفي ديختر لجنة الخارجية والأمن البرلمانية امس ان اجهزة الأمن ألقت القبض، خلال العام المنصرم على 25 تنظيماً في صفوف عرب الداخل فلسطينيي 1948 خططت لعمليات عدائية ضد اسرائيل، مضيفاً انها انتمت بغالبيتها الى حركتي "المقاومة الاسلامية" حماس و"فتح". وأضاف ان تصعيداً طرأ على ما اسماه "النشاط التخريبي" في صفوف المواطنين العرب في اسرائيل. واستغل النائب اليميني المتطرف ميخائيل كلاينر أقوال ديختر ليشن هجوماً على عرب الداخل ويتهمهم بالانشغال في التخطيط لإقامة خلايا انتحارية، مضيفاً ان الكشف عن 25 تنظيماً يعني وجود عشرات التنظيمات الاخرى التي لم يتم الكشف عنها حتى الآن. من جهته، دعا النائب العربي الوحيد في اللجنة هاشم محاميد التنظيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة الى "عدم استغلال الأوضاع الحالية من أجل تجنيد العرب في اسرائيل، لأن هذا يتنافى ومصلحتهم"، مضيفاً ان المواطنين العرب يناضلون من أجل المساواة والسلام في اطار القانون من دون إراقة دماء. ودافع النائب موشيه ارينز عن غالبية المواطنين العرب "الذين أكدوا ولاءهم للدولة" واتهم الحركة الاسلامية في الداخل بالتحريض على التطرف والعداء للدولة. الى ذلك، أعلنت الشرطة الاسرائيلية امس اعتقال مواطن عربي من احدى قرى النقب بشبهة تقديمه المساعدة لمنفذَيْ الهجوم المسلح في مدينة بئر السبع الاحد الماضي. وقالت الشرطة، انهما مكثا في المدينة أياماً عدة قبل تنفيذ الهجوم. وقال ديختر ان المواطنين العرب الذين اعتقلوا لم يقوموا بنقل "مخربين" من الضفة والقطاع الى اسرائيل فحسب، انما خططوا ايضاً لعمليات عدائية وقاموا بها. وأشار الى القاء القبض على "خلية" خططت لتفجير مصرف في مدينة العفولة. وزاد ان مدينة ام الفحم في المثلث الشمالي هي "عاصمة الارهاب" في اسرائيل وان اجهزة الأمن ألقت القبض على خمسة تنظيمات ارهابية في المدينة. ورد رئيس بلدية ام الفحم الدكتور سليمان اغبارية على اتهامات رئيس "شاباك" ووصفها مجرد هراء وكلام فارغ وقال: "التنظيمات الخمسة التي يتحدث عنها رئيس شاباك كانت ضالعة في تهريب الأسلحة وتم اطلاق سراح غالبية المعتقلين بعد فترة وجيزة من اعتقالهم وهو يعلم ذلك جيداً أما الباقون الذين ما زالوا رهن الاعتقال فلم يتم تقديمهم للمحاكمة". واستهجن الدكتور اغبارية توقيت حديث رئيس الجهاز عن "تنظيمات ام الفحم" بعد أكثر من عام على كشفها. وأضاف للاذاعة العبرية ان الحكومة الاسرائيلية مطالبة بتقديم الاجوبة عن الأوضاع التي يعيشها عرب الداخل وجنوح الشباب الى الاجرام، وبعضهم قاصر. وزاد: "أود ان اسأل الحكومة عما قدمته لمعالجة أزمة البطالة في مدينتنا، ثاني أكبر مدينة عربية في الداخل". من جهتها قالت النائبة نعومي حزان ميرتس ان الوسط العربي يعاني الاجحاف والتمييز منذ 53 عاماً والحكومات لا تحرك ساكناً "وما زال صدى أحداث تشرين الأول اكتوبر 2000 يجلجل عالياً من دون أن تعي هذه الحكومة الحاجة الملحة لمنح المواطنين العرب في الدولة المساواة التامة". وأعطت تصريحات ديختر فرصة لليمين الاسرائيلي لشن هجوم حاقد على فلسطينيي 48. وأوردت وسائل الاعلام المرئية والمسموعة تصريحات ديختر في صدر نشراتها الاخبارية. وأبلغ ديختر أعضاء اللجنة أنه يؤيد الداعين إلى الانفصال من جانب واحد عن الضفة الغربية وإقامة جدار فاصل حتى في مدينة القدس "لمنع تسلل انتحاريين إلى المدن الإسرائيلية". وزاد انه منذ مطلع الشهر الجاري شهدت هذه المدن 15 عملية تفجيرية، فيما أحبطت أجهزة الأمن 7 عمليات أخرى. وأضاف ان جهاز الأمن العام يرى أن زيارة رئيس الكنيست إلى مقر المجلس التشريعي الفلسطيني في رام الله تحمل في طياتها مخاطر حقيقية، و"ان الجهاز غير قادر على تأمين سلامته". من جهته، رفض بورغ أن يقرر الجهاز في مسألة زيارته، وقال إنه سيعدل عنها في حال نصحه القائد العسكري لما يعرف ب"المنطقة الوسطى" في الجيش الإسرائيلي بذلك لأسباب أمنية.