لمع اسم غريس ديب فجأة في عالم الغناء العربي بعدما شاركت المغني عاصي الحلاني أغنية "وان كان عليّ". لكن ديب كانت بدأت مشوارها الفني قبل سنوات طويلة وأسست مع ثلاث من صديقاتها فرقة حملت اسم "يوكي غيرلز" كن يؤلفن أغانيها ويلحنّها. ثم شاركت أربعة من أصدقائها الشبان تأسيس فرقة "سترينجرز" لغناء الجاز والروك والبلوز. وكانت غريس تكتب كلمات الأغاني باللغة الإنكليزية وتتولى مهمة التلحين والتوزيع أيضاً. هنا حوار معها: بدأت الغناء في سن مبكرة وأسست فرقتين، لماذا لم يعرفك الجمهور إلا عندما غنيت مع عاصي الحلاني؟ - عندما كنت أغني الجاز والبلوز كنت معروفة لدى المهتمين بهذا الفن، ومن الطبيعي ألاّ ألاقي شهرة وانتشاراً في البلداد العربية لأن هذا النوع من الغناء الغربي غير منتشر في شكل كثيف في الأقطار العربية. وأستطيع القول ان الغناء الأجنبي لا يأخذ حقه في لبنان أو في البلدان العربية، والغناء العربي هو السائد أكثر وعدد المغنين الذين يؤدون الأغاني الأجنبية محدود جداً. كنت معروفة قليلاً ولكن ليس في شكل كافٍ الى أن غنيت ديو مع عاصي الحلاني مع انني غنيت الجزء الانكليزي في الأغنية. هل ستحترفين الغناء باللغة العربية بعدما غنيت بلغات عدة؟ - بالطبع، فقد بدأت الغناء باللغة العربية وسأبحث عن الكلمة التي تمس إحساسي أولاً وتناسب طبقة صوتي، خصوصاً أن أدائي بالعربية جيد ولا يقل شأناً عن أدائي بالفرنسية أو الإسبانية أو الإنكليزية. هل ستحيين حفلات في دول عربية وأجنبية كمغنية عربية؟ - أحييت الكثير من الحفلات في الدول العربية، وكنت أؤدي فيها اغانيَّ الأجنبية وبعض الأغاني العربية التي سجلتها في السابق، ومن الدول التي غنيت فيها الأردن وسورية ومصر. أما في أوروبا فقد أحييت حفلات عدة خصوصاً في فرنسا وكنت أؤدي أغاني الأجنبية. ما صحة الأخبار التي تحدثت عن تعاون بينك وبين عمرو دياب؟ - لم نقدم أغنية مشتركة، ولكن صودف أننا كنا نتشارك في الحفلات منذ ما يقارب الأربع سنوات في لبنان وخارجه فتخيل البعض أن أغنية دويتو ستسجل كما حصل مع عاصي. ولكن إذا حصل الأمر وأعجبتني أي فكرة تكون حافزاً لي سأنفذها. كتبت أغاني باللغتين الانكليزية والفرنسية، هل لديك تجربة الكتابة باللغة العربية؟ - كتبت بعض الأفكار ولحنتها وأؤكد أنني لا أكتب القصائد بل أضع أفكاراً غنائية فقط. ومن الأغاني العربية التي كتبت كلماتها "ولا بتمون" و"هيّ" باللهجة المصرية و"ما عاد يعنيلي" التي قدمت فكرتها واستكمل كتابتها الشاعر طوني أبي كرم. تخصصت في الصحافة والإعلام، لماذا لم تعملي على ترويج نفسك إعلامياً؟ - لأنني أتبع إحساسي في الحياة وأتوجه نحو ما يشدني أكثر، ومنذ ولادتي أشعر بأن الموسيقى تشدني إليها أكثر ومنذ طفولتي وانا أحب الوقوف على المسرح. أما من ناحية الترويج فأنا أعمل وحدي في السابق واليوم. ألم تجدي ضالتك كمغنية في شركتك المتخصصة في تنظيم حفلات الأفراح؟ - أنا أعمل في هذا المجال إنطلاقاً من مبدأ أنه يجب على الإنسان يتقدم من الحسن الى الأحسن. بالطبع وجدت نفسي فيها على الصعيد العملي، ولكن طموحاتي أكبر من العمل نفسه، لهذا تجدني أبحث دائماً عن ضالتي في الغناء. عرض عليك التمثيل لكنك رفضته، لماذا؟ - عرض عليّ التمثيل في عملين، ولكنني لم آخذ الأمر على محمل الجد ولم أعره أهمية لأن المواضيع لم تعجبني من ناحية النص والإخراج، ولم يحركني الموضوع ولم أشعر بأنني سأجد نفسي فيهما، لأنني أعتبر أن أي دور تمثيلي يجب أن يبرز موهبتي ويدفعني الى الأمام ليكون بصمة إيجابية في مسيرتي الفنية. فعندما يوجد هذا العمل سأقبله بسرعة إن كان في المسرح أم في التلفزيون أم في السينما. ما هي الظروف التي حالت دون بث فيديو كليب أغنية Comme toi التي أخرجها سهيل العبدول؟ - صورنا الفيديو كليب مرتين: الأولى باللغتين العربية والانكليزية، والثانية باللغتين الفرنسية والعربية، وصورا بطريقة السينما كليب ولكن لم يبثا لأن الإشكالات التي وقعت لم تحل فتناسيت الموضوع ولم أعد أريده. ينسب البعض ان العبدول لا يعطي اهتماماً لمطربة غير زوجته ديانا حداد، هل شعرت بهذا الأمر؟ - لا أعتقد ابداً، فكل مطربة لها توجهها وأسلوبها وهو متعاقد في شركته مع مطربين معروفين، كما أن سهيل لم يدفع شيئاً من جيبه لأن الكليب من إنتاجي الخاص وليس من إنتاج شركة العبدول. أطلق عليك البعض لقب "سلطانة الطرب الأجنبي" والمعروف أن الطرب هو للغناء العربي. هل تستطيعين أن تطربي المستمع بالغناء الأجنبي؟ - طبعاً، السلطنة ليست للغناء العربي فقط، السلطنة تعني أن يستمتع المرء بسماع الأغاني وينسجم معها عندما تمس إحساسه عبر الكلمة والصوت والموسيقى. ويمكن أن تكون السلطنة بكل اللغات. فهناك الكثير من الأغاني الأجنبية الكلاسيكية القديمة مثيلة لأغاني أم كلثوم العربية القديمة وصعبة الأداء جداً تمس الإحساس، ويطرب إليها المستمع، ويتفاعل مع أنغامها ومعانيها ويستعرض المغني من خلالها طبقات صوته الواسعة ويستطيع أن يصل الى القرار ويعود الى الجواب عبر النغمات الصوتية. ولا أعرف من نسب كلمة السلطنة الى الغناء العربي فقط. أتعتقدين أنك من خلال الغناء بالأسلوبين العربي والغربي تقصرين المسافة التي يسلكها البعض في دمج الموسيقى الأجنبية بالأغاني العربية؟ - الأسلوب الذي أقدمه ليس جديداً بل ادخلته في أغانيّ منذ ثماني سنوات، وحان الوقت لأعرضه على الناس. أنا أغني الأغنية الغربية بأسلوبي الخاص ولا ننسى أنني مواطنة عربية، ولغتي الأساسية هي العربية إلا انني أميل نحو أداء الأغاني الأجنبية واليوم أقدم اسلوباً قد يعتبره البعض مشابهاً لغيري، إلا انني اقدم نفسي كغريس ديب المعروفة بأدائها المختلف. ماذا تحضرين حالياً؟ - أحضر ألبوماً جديداً جميل الأسلوب والأفكار من ناحية الغناء والصوت، تعاملت فيه مع الشاعر طوني أبي كرم والملحن طارق أبو جودة وعمر ورافي والموزع هادي شرارة. ولا استطيع الكلام عليه كثيراً لأنه لا يزال قيد التحضير، لكنني سأتعامل مع عدد من الشعراء والملحنين المعروفين، إضافة الى أغان ألفتها ولحنتها بنفسي وسيكون الألبوم من إنتاج شركة روتانا. وبالطبع سيرافق الإصدار فيديو كليب لأغنية لم أحددها بعد.