نجاح المطرب اللبناني عاصي الحلاني بغناء اللون الشعبي والهوارة والميجانا والعتابا أكسبه لقب فارس الهوارة أو فارس الأغنية اللبنانية بدون منازع، لكنه فاجأ الجميع بقدرته على أداء الأغنية التراجيدية الحزينة: "باب عم يبكي" ألهمته إياها والدته -رحمها الله- فرغم أنه سجلها قبل مرضها ورحيلها، إلا أنه عندما يغنيها يتخيل وجهها الحنون فيبكي حنيناً وشوقاً فتبكي كل أبواب العالم معه. ؟ كيف تتعاطى مع ظلال الحرب في لبنان والعالم العربي؟ - نشأتي في لبنان الذي عايش حروب وظروف كثيرة جعلتني أكثر إنسانية وقوة وصلابة، وعلمتني أهمية الوقوف والمواجهة؛ لهذا لم أتردد في زرع البسمة والفرح في قلوب الجماهير العربية التي غنيت لها في أهم المهرجانات العربية بالأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة. الضيعة ؟ كيف أقنعك عبدالحليم كركلا ببطولة أوبريت "الضيعة" وأنت لا وقت لديك للتفرغ؟ - تربطني بعبدالحليم كركلا صداقة قوية وقديمة؛ لهذا استطاع من خلال عدة جلسات ودية إقناعي بالفكرة؛ وذلك احتفالاً باليوبيل الذهبي لمهرجان بعلبك من خلال أوبريت حواري غنائي خاص وفريد من نوعه فنياً. ؟ اخترت فنانة جديدة في الوقت الذي كان بإمكانك اختيار مطربة أكثر شهرة وخبرة وموهبة لماذا؟ - لا تشدني الأسماء الكبيرة الشهيرة إطلاقاً ولا تهمني، وفي أعمالي الفنية أحرص على اختيار الصوت الجميل بغض النظر عن حجم الشهرة الحاصل عليها، وكان هذا واضحاً عند اختياري المطربات اللائي قدمنّ معي دويتات، ففريس ديب لم تكن معروفة، وكارول صقر تتميز بصوت نادر جداً. دويتو ؟ من صاحبة الصوت التي تطربك وتحب غناء دويتو جديد معها؟ - تطربني المطربة أصالة نصري ويوجد مشروع دويتو بيننا لم نتفق عليه بعد لانشغالنا، كما أحب جداً صوت وأداء رويدا عطية ويسعدني غناء دويتو معها في المستقبل. ؟ ستخوض تجربة السينما مع الفنان المصري سامي العدل لكنك تؤجل موعداً بعد آخر ما السبب الحقيقي؟ - تم تأجيل تصوير فيلمي القادم مع النجمة غادة عبدالرازق لانشغالي بعملي الغنائي تارة، ولإصابة سامي العدل بوعكة صحية مفاجئة، وعندما تعافى منها كنت أسير ارتباطات فنية عديدة فآثرنا التأجيل معاً حتى إشعارٍ آخر. ؟ ما سر هذا النجاح العربي الكبير لأغنيتك "باب عم يبكي"؟ وهل حقاً استلهمتها من روح والدتك المرافقة لك حتى بعد رحيلها من حياتك؟ - الموت عاجز عن حرماننا من الأشخاص الذين نحب، فهم أحياء باقون في ذاكرتنا وقلوبنا، وللصراحة أنا عندما سجلت أغنية "باب عم يبكي" فعلت لأنها أثارت مشاعري وكان ذلك قبل وفاة أمي بفترة، لكني عندما بدأت أصورها فيديو كليب وأغنيها كنت أتخيل وجهها الحنون الطيب، حيث تنطبق كلمات ومعاني الأغنية على شدة شوقي الجامح إليها وإلى حنانها فبكيت بعمق وبكى آلاف البشر معي في كل حفل أو مهرجان عربي تأثراً وتذكراً لأحبائهم الذين رحلوا عنهم مرغمين بالهجرة أو بالموت. وللحزن على الأحباء طعم إنساني خاص يشعرنا بقيمة كوننا بشراً لنا قلب يحس وضمير يؤنب وروح تشتاق لمن أحبها بصدق صافٍ لا تشوبه مصلحة أو شائبة، ولا حب يعدل حب الأم، فقد كانت أهم شيء في حياتي ولا يمكن أن أنساها يوماً.