خيم الجدل في شأن معاملة المعتقلين في غوانتنامو كوبا على زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش امس لكانبيرا، المحطة الاخيرة في جولته المكوكية التي شملت ست دول في منطقة آسيا - المحيط الهادئ. وأجرى بوش محادثات مع رئيس الوزراء الأسترالي جون هوارد، كما القى خطاباً امام البرلمان الاسترالي حيث استقبله المتظاهرون بهتافات معادية لسياسته، اشار فيه الى المسؤولية الاقليمية لاستراليا في الحرب على الارهاب. وتعرض بوش للمقاطعة مرتين من جانب عضوين في البرلمان حول معاملة المواطنين الاستراليين ديفيد هيكس ومحمود حبيب المعتقلين في غوانتنامو. وقال بوش إن من "السخف التام" ان يلمح احد الى أن الاستراليين هيكس وحبيب يتعرضان للتعذيب في غوانتنامو حيث يحتجزان منذ أواخر عام 2001. وصرح بأن "هناك عملية تجري للتعامل مع هذين الاثنين اللذين اعتقلا داخل ساحة حرب". ويذكر ان هيكس اعتقل وهو يقاتل في صفوف حركة "طالبان" في افغانستان في تشرين الثاني نوفمبر عام 2001، فيما لم يحتجز حبيب اثناء القتال، بل اثناء عبوره من باكستان الى افغانستان في تشرين الاول اكتوبر من العام نفسه. واكد بوش: "تحدثت مع رئيس الوزراء عن الاجراءات المتبعة وطمأنته الى انهما سيلقيان رعاية تتوافق مع قواعدنا ولوائحنا". وفي المقابل، صرح وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر بأن بلاده تجري حالياً محادثات مع الولاياتالمتحدة في ما يخص هيكس وحبيب، ولكنه قال إنه لا يشعر "بتعاطف كبير" تجاه الاثنين. وقال داونر: "هذان الاثنان احتجزا كمقاتلين خارجين على القانون خلال الحرب على الارهاب. انهما من مؤيدي القاعدة وطالبان، وهذا لا يجعلني أشعر بقدر كبير من التعاطف تجاههما". وغادر بوش استرالياً عائداً الى بلاد بعدما زار منذ الجمعة الماضي، اليابان والفيليبين وتايلاند حيث شارك في المنتدى الاقتصادي لآسيا - المحيط الهادئ ايبك ثم سنغافورة واندونيسيا. ويتوقف بوش في طريق عودته في جزر هاواي وبيرل هاربور التي يعتبرها المحللون آخر هجوم كبير على الولاياتالمتحدة 1941 قبل هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001. نواب اوروبيون يطالبون بالعدالة لمعتقلي غوانتنامو ومن جهة اخرى، طالب رؤساء البرلمانات الاوروبية ب"العدالة" ل26 اوروبياً محتجزين لأجل غير مسمى فى معتقل غوانتنامو، في حين رفضت رئاسة الاتحاد الاوروبي التدخل في هذا الامر في شكل مباشر. واشعل غراهام واطسن الزعيم الديموقراطي الليبرالي الذي ينتمي الى تيار اليمين - الوسط الاوروبي، 26 شمعة فى مقر البرلمان احتجاجاً على فشل ايطاليا التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في اثارة هذه القضية مع الولاياتالمتحدة. وقال للنواب ان "استمرار اعتقال 26 شخصاً اوروبياً في غوانتنامو وجميع المعتقلين هناك امر غير مقبول، ويعتبر فشل مجلس الرئاسة في مناقشته الاسبوع الماضي فضيحة". وشدد هانز غيرت بوتيرنغ زعيم اكبر كتلة برلمانية وهي حزب الشعب الاوروبي المحافظ على ضرورة ان يحصل جميع المعتقلين على محاكمة عادلة.