شارك 150 ألف مواطن بوسني ونحو 80 شخصية عالمية في ساراييفو أمس، في تشييع الرئيس السابق علي عزت بيغوفيتش الذي غيبه الموت الأحد الماضي عن عمر ناهز ال78 عاماً. وسجي جثمان بيغوفيتش منذ صباح أمس حتى الظهر في صالة التشريفات في مبنى هيئة الرئاسة البوسنية لإلقاء نظرة الوداع عليه، ثم نقل الى الساحة المقابلة لمبنى برلمان البوسنة - الهرسك حيث صلى عليه رئيس علماء مسلمي البوسنة - الهرسك مصطفى تسيرتيش ورجال الدين المسلمين الذين قدموا من انحاء البوسنة. وبعد ذلك نقل الجثمان محمولاً على عربة، عبر الشوارع المحاذية لنهر "ملياتسكا" وسط ساراييفو، الى مقبرة الشهداء في الحي القديم في المدينة. وقبل وصوله الى المقبرة بحوالى 500 متر، أُنزل جثمان بيغوفيتش من العربة وحمله المواطنون على أكتافهم الى المكان المعد لدفنه. تجاهل صربي وأعلن أمس الحداد الرسمي في الاتحاد الفيديرالي المسلم - الكرواتي من دون أن يشمل ذلك أنحاء البوسنة - الهرسك، لأن هيئة الرئاسة المكونة من ثلاثة ممثلين مسلم وصربي وكرواتي أخفقت في التوصل الى اتفاق في هذا الشأن، كما أفاد عضو هيئة الرئاسة المسلم سليمان تيهيتش رئيس حزب العمل الديموقراطي - الإسلامي، الذي كان أسسه بيغوفيتش عام 1990. وأعرب تيهيتش عن أسفه لهذا الاخفاق من دون الإشارة الى العضو الذي حال دون ذلك، لكن ساد الاعتقاد في ساراييفو ان المعارضة لإعلان الحداد العام في البوسنة - الهرسك جاءت من العضو الصربي في الرئاسة بوريسلاف بارافيتش. وإزاء عدم قدرة مدرج مطار ساراييفو على استيعاب طائرات العدد الكبير من الشخصيات الأجنبية التي شاركت في التشييع، تم نقل الطائرات بعد نزول ركابها مباشرة الى مطارات بانيالوكا وتوزلا وموستار في البوسنة وسبليت ودوبروفنيك في كرواتيا حيث تتم اعادتها تباعاً الى مطار ساراييفو بعد انتهاء التشييع لإعادة المشاركين الدوليين في الجنازة الى بلادهم.