انتهت مساء أمس الأحد الانتخابات العامة في البوسنة - الهرسك وسط توقعات بأن التغييرات ستكون محدودة، خصوصاً في ما يتعلق بالمجالس الاشتراعية. وأظهرت المؤشرات إلى فوز المعسكر الذي يصفه المسؤولون الدوليون بالاعتدال ولكن بنسب متفاوتة أيضاً. وفي غضون ذلك، أكد المنظمون الأوروبيون لهذه الانتخابات حصول أخطاء متنوعة، واعتبروها بشرية وفنية غير متعمدة. وألقى المنسق المدني لعملية السلام كارلوس ويستندورب مسؤولية هذه الأخطاء التي أربكت الاقتراع في أكثر من مئة مركز انتخابي على أجهزة الكومبيوتر التي قال عنها بأنها "من أحدث أنواع التكنولوجيا الحالية، إلا أنها ليست معصومة من الخطأ". ولم تستبعد فئات بوسنية أن تكون المشاكل التي حصلت ضمن ترتيبات الوسطاء الدوليين لتوزيع السلطات والمؤسسات البوسنية في المرحلة المقبلة. ونقلت اذاعة موستار عن مسؤول في الاتحاد الديموقراطي الكرواتي في البوسنة أنه "إذا ظهر أن الأخطاء التي حصلت كانت بقصد التلاعب بالنتائج لمصلحة منافسي الاتحاد، فإن الكروات سينظمون استفتاء بينهم لتحديد وضعهم في البوسنة". وبدأ مساء أمس فرز الأصوات في ظل حراسة مشددة من وحدات حلف شمال الأطلسي والشرطة الدولية. وتوقعت مصادر البعثة الأوروبية المنظمة لهذه الانتخابات أن تظهر بعض النتائج الأولية الأربعاء المقبل، في حين لن تعلن لوائح الفوز الكاملة قبل الأسبوع المقبل على أقل تقدير. ودلت الاستطلاعات التي أجريت خلال عملية التصويت واستندت إلى الأسئلة الموجهة إلى الناخبين أمام مراكز الاقتراع، أن تغييرات محدودة ستحدث بالنسبة إلى الطاقم الحاكم للأطراف الثلاثة، خصوصاً في المجالس الاشتراعية، وسيكون ذلك لمصلحة العناصر الأكثر التزاماً وتنفيذاً للاجراءات الدولية. وأجمع المحللون على أن الرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش سيحتفظ بالمقعد المسلم في هيئة الرئاسة، اعتماداً على التأييد الذي يحظى به في وسط البوسنة والمناطق الريفية، على الرغم من الانصراف الواضح للناخبين عنه في ساراييفو وتوزلا لمصلحة منافسه الرئيسي زلاتكو لاغوميجيا زعيم الاشتراكيين الديموقراطيين الذي يحظى بمساندة كبيرة من المانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى. وأشار رئيس الوزراء البوسني المناوب عن المسلمين حارث سيلايجيتش في تصريح صحافي الى أن ترجيح فوز بيغوفيتش دليل على أهمية تحالف حزب العمل الديموقراطي بيغوفيتش والحزب من أجل البوسنة - الهرسك سيلايجيتش وحزبين اثنين آخرين في قائمة "البوسنة الموحدة والديموقراطية". واستبعد سيلايجيتش حصول تغييرات استثنائية في الوضع البوسني مهما كان الشكل الذي تفرزه الانتخابات لأن البوسنة تخضع لانتداب عسكري وإداري دولي تعتبر أوامره واجراءاته ملزمة "ويتوقع ان يستمر هذا الوضع في السنوات الأربع المقبلة". ويذكر ان بيغوفيتش لن يكون رئيساً لهيئة الرئاسة البوسنية اعتباراً من ظهور نتائج الانتخابات الحالية. وستكون الرئاسة بالتناوب لفترات متساوية بين اعضائها الثلاثة بحيث تبدأ بالممثل الصربي ويليه الكرواتي وأخيراً المسلم. وفي المجال الصربي، اظهرت الاستطلاعات تراجعاً بسيطاً للعضو الحالي في هيئة الرئاسة مومتشيلو كرايشنيك المدعوم من الحزبين الديموقراطي والراديكالي لمصلحة منافسه الرئيسي جيفكو راديشيتش المدعوم من الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش وكل من الرئيسة بيليانابلافيتش ورئيس وزرائها ميلوراد دوديك. لكن يبدو أن فوز بلافيتش ذاتها برئاسة صرب البوسنة تبدو غير مؤكده بسبب التحدي الذي تواجهه من مرشح التحالف الديموقراطي - الراديكالي نيكولا بوبلاشين.