بدأ الرئيس جورج بوش اتصالاته مع زعماء الدول للضغط عليهم من أجل زيادة مساهماتهم في إعادة إعمار العراق، وبدأ أمس جولة آسيوية وهو أكثر تفاؤلاً، بعد صدور قرار مجلس الأمن بالاجماع. وأعلن الاتحاد الأوروبي أمس رغبته في أن تحدد الولاياتالمتحدة "جدولاً زمنياً واقعياً لنقل السلطة إلى العراقيين"، وفيما انتقد رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد فرنسا والمانيا لرفضهما المساهمة عسكرياً أو مالياً، وطالبهما بالتزام بنود قرار الأممالمتحدة الذي صوتا لمصلحته، دعت اليابان الدولتين إلى إعادة النظر في قرارهما وزيادة مساهمتهما. حض زعماء الاتحاد الأوروبي الولاياتالمتحدة امس على تبني "جدول زمني واقعي" لنقل السلطة إلى الشعب العراقي وتعزيز الوضع الامني في البلاد. وحدد الاتحاد الذي يضم 15 دولة في بيان له أربع نقاط وصفها بأنها أساسية لنجاح جهود إعادة إعمار العراق وتتمثل في: تهيئة مناخ أمني ملائم وإعطاء الاممالمتحدة "دوراً قوياً وحيوياً وتبني جدول زمني واقعي لتسليم المسؤولية السياسية إلى الشعب العراقي وتأسيس صندوق تبرعات دولي يتميز بالشفافية لنقل المساعدات من المجتمع الدولي إلى بغداد". وتعهد الزعماء بالمشاركة في مؤتمر الجهات المانحة للعراق المقرر عقده في 24 تشرين الاول اكتوبر في مدريد، لكن المستشار الالماني غيرهارد شرودر أعلن أن برلين وباريس "لن ترسلا قوات عسكرية إلى العراق أو تقدما اسهامات عينية إضافية". من جهتها، أعلنت السلطة العراقية أنها ستحاول "احترام المهل التي حددها قرار الاممالمتحدة الذي طالب بوضع برنامج يؤدي الى تنظيم انتخابات في البلاد قبل 15 كانون الاول ديسمبر". ورداً على سؤال عن قدرة مجلس الحكم على احترام القرار 1511 الذي صوت عليه مجلس الامن بالاجماع، أعلن رئيسه اياد علاوي: "سنحاول". وأضاف على هامش قمة منظمة المؤتمر الاسلامي في بوتراجايا: "لكننا سنعمل حسب الظروف في العراق". وأوضح: "نريد فعلاً تنظيم انتخابات في أسرع وقت ممكن". لكنه جدد رفضه ارسال قوات الى العراق من دول مجاورة. وقال إن المحادثات ستتواصل مع الولاياتالمتحدة حول هذا الملف. وعلى رغم معارضة الرأي العام التركي والاستياء العراقي الواضح، فإن البرلمان وافق الاسبوع الماضي على ارسال قوات إلى العراق لمساعدة "التحالف". استراليا تنتقد الموقف الفرنسي انتقد رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد أمس فرنسا وروسيا والمانيا لرفضها ارسال قوات إلى العراق وتقديم مساعدات مالية اضافية الى هذا البلد. وقال إن على هذه الدول الثلاث ترجمة تصويتها لمصلحة قرار مجلس الأمن الذي صدر الخميس، بأفعال ملموسة. وأضاف في مقابلة اذاعية ان "هذا يكشف مرة اخرى ان الدول الأكثر انتقاداً للسياسة الاميركية في العراق تترك الاميركيين ينفذون القسم الأكبر من العمل حتى بعد اعتماد القرار في مجلس الامن". وتابع: "هناك كثيرون في العالم يكونون دائماً جاهزين لانتقاد الولاياتالمتحدة والطلب منها تقاسم المسؤوليات، إلا أنهم يرفضون عندما تطلب منهم مساهمات حقيقية". في طوكيو أعلن ياسوا فوكودا، كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، أمس ان على الدول الاعضاء في مجلس الامن، من بينها فرنسا وألمانيا، أن تزيد اسهاماتها في عمليات إعادة إعمار العراق. وأضاف في مؤتمر صحافي في طوكيو إن "فرنسا والمانيا دولتان كبيرتان ومعنيتان بهذا الصدد ونريد أن يكون لهما دور نشط في هذه القضية". وزاد ان رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي والرئيس جورج بوش سيناقشان خلال قمتهما الحاجة إلى مطالبة دول مثل فرنسا والمانيا بزيادة ما تقدمه من تمويل لإعادة إعمار العراق أو نشر قوات هناك. في واشنطن، أعلن وزير الخارجية الأميركي كولن باول أن الدول المانحة التي ستجتمع في مدريد الاسبوع المقبل ستكون أكثر سخاء عقب الموافقة على قرار مجلس الأمن، مما سيخفف العبء عن الولاياتالمتحدة. وزاد ان "الخلافات الرئيسية انتهت". وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية سافر مع بوش إلى آسيا لإجراء محاثات مع زعماء الدول هناك، إن الرئيس يضغط شخصياً على زعماء العالم ليقدموا مساهمات توجه الى إعادة إعمار العراق. وأضاف انه أجرى عدداً من المكالمات الهاتفية، ومن الواضح ان هذه الاجتماعات في آسيا ستسمح له بأن يدعم قضيته.