دعا رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود الولاياتالمتحدة الأميركية الى لعب دور فاعل في إعادة إحياء عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط من خلال دعم الأممالمتحدة وتمكينها من تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تحقق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة. وأبلغ لحود السفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل في دارته في بعبدات، ان استمرار الوضع على ما هو عليه من تدهور سيعرّض الاستقرار في الشرق الأوسط للخطر، ويفسح المجال أمام اتساع رقعة التوتر، الأمر الذي لن يكون في مصلحة التوجهات الدولية الداعية الى وقف موجة العنف وتغليب منطق قوة الحق على واقع حق القوة. وعلمت "الحياة" ان الرئيس لحود طالب باتل بإبلاغ حكومته وجوب تعديل موقفها من الوضع في المنطقة وممارسة ضغوط على اسرائيل لوقف تصعيدها وعرقلتها لعملية السلام وممارساتها ضد الجانب العربي. وقال لحود في هذا السياق للسفير الأميركي ان عقد مجلس الأمن غداً اليوم لاتخاذ موقف من مشروع قرار إدانة العدوان على سورية مناسبة كي تتخذ الادارة الأميركية موقفاً يلجم التطرّف الاسرائىلي. واذا حصل ذلك فإنه يعطي أملاً بإمكان التهدئة بدلاً من ان تذهب المنطقة الى الكارثة "كما وصفها لنا المنسّق الدولي لعملية السلام تيري رود لارسن". واعتبر لحود ان الاعتداءات الاسرائىلية الأخيرة على لبنان وسورية تعطي الدليل الاضافي الى ان الحكومة الاسرائىلية لا تعمل من أجل السلام، بل تحبط من خلال ممارساتها العدوانية كل مبادرة في اتجاه تعزيز الهدوء والاستقرار في المنطقة. من جهته، نقل السفير باتل الى لحود وجهة نظر بلاده من التطورات الأخيرة، مؤكداً المواقف التي صدرت عن الادارة الأميركية أخيراً. وقال: "كان اللقاء جولة أفق في التطورات الاقليمية والدولية، اضافة الى الوضع اللبناني الداخلي". المر بعد جفاء وكان لافتاً لقاء لحود مع نائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر، وهو الأول بينهما منذ 26 تموز يوليو الماضي بعدما توقفت الاجتماعات بينهما في أعقاب إشكال بلدة بتغرين حين منع أنصار المر معارضون من دخولها وسبّب ذلك جفاء بينهما. واجتمع لحود الى وفد الكنيسة الانجيلية المُصلحة في أميركا برئاسة القس ويس ميكايلسون وهي كنيسة مناهضة للكنائس المسيحية - الصهيونية في أميركا المتعاطفة مع اسرائيل. وأوضح ميكايلسون ان الوفد يتولى تنفيذ عدد من المشاريع الانمائية في البقاع والجنوب والمناطق الريفية من خلال الاهتمام باعادة إعمار لبنان. وأشاد بالجهود التي قام بها الرئيس لحود من أجل إعادة توحيد لبنان، والتزامه العمل من أجل السلام في لبنان والمنطقة على أسس العدالة والمساواة. وأكد لحود الذي نوّه بدعم الكنيسة المُصلحة للقضايا العربية، أهمية عودة الاستقرار الى دول المنطقة، معتبراً ان استمرار الوضع على ما هو عليه وتزايد الاعتداءات الاسرائىلية واتساعها ستجعل من الصعب تدارك الأسوأ، الأمر الذي دفع لبنان الى الطلب من الأممالمتحدة تكثيف جهودها من أجل تحريك عملية السلام من جديد. من جهة ثانية، أكد نائب رئيس الحكومة عصام فارس الحرص على تنفيذ مقررات مجلس الوزراء وخصوصاً تلك المتعلقة بعمل اللجان التي يترأسها والالتزام ما أمكن في المهل التي يحددها المجلس. وقال في رد غير مباشر على رئيس الحكومة رفيق الحريري "أستغرب ان يقال ان غالبية القرارات غير المنفّذة هي في عهدة اللجان الوزارية التي يترأسها فارس، خصوصاً ان المشاريع التي لا تزال قيد الدرس لا يتجاوز عددها العشرة في حين ان القرارات التي تحتاج الى متابعة قد يتجاوز عددها العشرات".