تصاعدت وتيرة الاعمال العسكرية في جنوبلبنان مجدداً أمس وهاجم "حزب الله" بصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون تسعة مواقع اسرائىلية داخل مزارع شبعا المحتلة وتلال كفرشوبا فيما اطلقت مدافع الميدان الاسرائىلية عشرات القذائف على منطقة العرقوب اتبعتها بسلسلة غارات جوية، في وقت اعلن لبنان "التزامه ضمان الاستقرار على الخط الأزرق". أعلنت المقاومة الاسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" ان مجاهديها هاجموا عند الرابعة عصر أمس تسعة مواقع للعدو في مزارع شبعا المحتلة على دفعتين مستخدمين الاسلحة الرشاشة والصاروخية المناسبة. وتحدثت عن تحقيق اصابات مباشرة. وتصدت وحدة الدفاع الجوي التابعة لها للطائرات الاسرائىلية". وأفاد شهود عيان عن اصابة موقع رويسة القرن اصابة مباشرة واندلاع حريق كبير فيه حيث شوهدت ألسنة دخان كثيفة تندلع منه، اضافة الى وقوع سلسلة انفجارات داخله، فيما نقلت وكالة "فرانس برس" عن اجهزة الأمن اللبنانية ان دبابة من نوع ميركافا اصيبت بصاروخ في هجمات "حزب الله". وتولت المدفعية الاسرائىلية من عياري 175 و155 ملم قصف اطراف بلدات شبعا، كفرشوبا، كفرحمام، راشيا الفخار، عين عطا، حلتا، المجيدية، الهبارية، الماري، عين عرب، الوزاني، سهل الخيام ومزرعتي بسطرة وشانوح والطرق المؤدية الى القرى المذكورة. وأحصت مصادر أمنية سقوط اكثر من 150 قذيفة خلال ساعتين، ما أدى الى تضرر منازل عدة. وشنت طائرات حربية اسرائىلية سلسلة غارات استهدفت اطراف بلدات كفرشوبا وحلتا وأحراج الهبارية. وكانت قوات الاحتلال اطلقت من مواقعها داخل المزارع ظهر امس خمس قذائف على محيط كفرشوبا. وسبق القصف وأعقبه تحليق كثيف لطائرات حربية اسرائىلية فوق الجنوب منفذة غارات وهمية. وشددت قوات الاحتلال من اجراءاتها الأمنية امس على الحدود وأقامت منصة صواريخ قرب خزان المياه في مستعمرة المنارة المحاذي للشريط الشائك. وسيرت دوريات مكثفة فيما وضع الجنود في حال استنفار. وفي المقابل سيرت القوات الدولية دوريات مؤللة على الخط الازرق على الجانب اللبناني، فيما وضعت المقاومة في حال تأهب قصوى. الى ذلك، ذكرت الاذاعة الاسرائىلية صباح امس ان أربعة جنود اسرائىليين قتلوا في مستعمرة غيساريا على الحدود مع لبنان بعدما انحرفت بهم الآلية كانوا في داخلها. على صعيد آخر، طالبت هيئة ابناء العرقوب الحكومة، في ظل تصاعد الاعتداءات الاسرائىلية، بتعزيز صمود منطقتي العرقوب وحاصبيا باجراءات عملية وفاعلة. مواقف وفي المواقف من تصعيد الوضع جنوباً اكد وزير الدفاع خليل الهراوي بعد لقائه الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا "التزام لبنان بضمان الاستقرار على الخط الازرق كما اعترف به ابان انسحاب اسرائىل. عارضاً ما تقوم به الدولة اللبنانية في هذا المجال ومن خلال وسائل سياسية وأمنية وعسكرية وظهرت نتائجه عبر افشال الكثير من الهجمات الفردية". وشدد على ان "لبنان ماض في ضبط هذه المحاولات التي تحصل على خلفية الهجوم الاسرائىلي الوحشي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. ووصف هذه الاعمال على الخط الازرق بأنها تعبر عن غضب الشارع العربي، لكنها لا ترقى الى تهديد الخط الازرق وتحويله الى أحمر، كما لا تبرر التهديدات الاسرائىلية الا اذا كانت اسرائىل تبيت نيات عدوانية، ذلك ان خطر انفلات الامور يترتب على السياسة الاسرائىلية التي تمضي في عدوانها فتقطع الطريق على مبادرات السلام وتحشد تعزيزات على الحدود مع لبنان وسورية". وسأل نائب رئىس المجلس النيابي ايلي الفرزلي ما هي المصلحة من فتح جبهة في الجنوب؟ وأكد بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير "ان القوى الامنية قادرة على ضبط الاوضاع عسكرياً وسياسياً". وقال: "ان خطاب رئىس الجمهورية اميل لحود ألغى كل الادوار الاخرى التي قد تسول لنفسها تحت شعار المزايدة عربياً وفلسطينياً واسلامياً ان تأتي على حساب الدولة اللبنانية، والرئىس لحود يستطيع ان يلعب دوراً متميزاً في ضبط ايقاع الامور". وقال السفير الاميركي في لبنان فنسنت باتل بعد لقائه رئىس المجلس النيابي نبيه بري: "ان هناك سلسلة حوادث حصلت على الحدود في الجنوب وقد اخذنا علماً بها، وهناك عدد من الاصابات في الجانب الآخر من الحدود". واذ وصف الوضع بالخطير، قال: "ان الحكومة اللبنانية هي ايضاً مهتمة بالحؤول دون التصعيد المحتمل في الجنوب، ونتطلع معاً الى عدم حصوله". وأضاف: "لقد اخذنا علماً بما قامت به القوى الامنية من توقيفات لمن لهم علاقة ببعض النشاطات، وسنستمر بمراقبة الوضع والعمل مع الحكومة اللبنانية في شأن هذا الوضع". وعلم ان بري قال لباتل: "لا تعتقد ان اصدقاءك العرب في وضع جيد امام شارعهم اليوم. مع الأسف وعلى رغم كل المجازر التي ترتكبها اسرائىل بحق الشعب الفلسطيني فإن اميركا لا تزال تنظر بعين واحدة". وسأل: "هل ان وزير الخارجية كولن باول آت الى المنطقة لحل المشكلة ام لرعاية استمرارها؟ وكيف يمكن ايجاد حل للمشكلة وايجاد جو سلام في المنطقة من دون زيارة سورية ولبنان؟". وقال السفير الاسباني في لبنان ميغل انجيلو كاريدو بعد لقائه وزير الخارجية محمود حمود: "نصحنا لبنان وطلبنا منه ان يوقف "حزب الله" موقتاً عملياته في مزارع شبعا للحؤول دون زعزعة الاستقرار لأن الاوضاع اصبحت مقلقة وخطيرة". وأضاف: "على طول الخط الازرق ثمة وضع لا نفهمه والمطلوب هو اقامة السلام وليس زعزعة استقرار المنطقة اكثر". وقال كاريدو الذي ترأس بلاده حالياً الاتحاد الاوروبي: "وجهنا تنبيهاً ودياً الى لبنان"، مؤكداً "ان ما يحدث منذ عشرة ايام لا يمكن ان يستمر".