نفى رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود "ان يكون السفير الأميركي فنسنت باتل نقل اليه انذارات او تهديدات بعد عملية "حزب الله" الأخيرة في مزارع شبعا المحتلة". وقال: "ان لبنان لا يقبل ان يهدده احد عندما يكون في موقع الدفاع عن حقه وعن كرامته، وكل ما قيل عن هذا الموضوع غير صحيح اما الارهابي في مزارع شبعا، فهو من يحتلها خلافاً للقرارات الدولية وليس الارهابي من يسعى الى تحريرها ومساندة تلك القرارات الدولية". وأكد الرئيس لحود امام وفد الاتحاد الدولي للصحافة الفرنكوفونية "ان الممارسات الاسرائيلية هي من الاسباب الرئيسية للمشاعر العربية المتأججة"، داعياً دول العالم الى اعادة تقويم الموقف بعد 11 أيلول سبتمبر بهدوء وواقعية وبراغماتية وحل الازمات الاقليمية التي تعقّد المناخ الدولي وعلى رأسها أزمة الشرق الأوسط"، قائلاً: "ان الظلم يولّد الانفجار". وأشار الى ان "سورية كانت السباقة في مساعدة لبنان على اعادة بناء جيشه الوطني وتوحيده"، معتبراً "ان العلاقات بين البلدين متينة ومبنية على قاعدة الاحترام المتبادل والتعاون التنسيق" وكان وزير الخارجية اللبناني محمود حمود نفى ان تكون الولاياتالمتحدة وجهت تحذيراً الى لبنان اثر العملية التي نفذها "حزب الله" الاثنين الماضي في مزارع شبعا. وأكد "ان هذا الكلام لا اساس له من الصحة وكل ما هناك اشارة الى دقة الوضع في المنطقة ودعوة الى ضبط النفس والتهدئة". وكان السفير الاميركي لدى لبنان فنسنت باتل زار أمس رئىس الجمهورية اميل لحود، بعدما كانت الخارجية اللبنانية تلقت، اول من امس، تنبيهاً عن الوضع في الجنوب من مسؤولة في السفارة الاميركية. وقالت مصادر رسمية ل"الحياة" ان ما نقله الجانب الاميركي من "تنبيه" للبنان بوجوب وقف العنف على الحدود مع اسرائىل، مخافة مزيد من التصعيد الاسرائىلي، لا يخرج في مضمونه عن المطالبات الاميركية السابقة بوجوب ضبط النفس، عقب كل توتر عسكري يحصل بعد عملية ل"حزب الله" في منطقة مزارع شبعا، والقصف الاسرائىلي الذي يتبعها. أضافت المصادر: "ان ما يمكن تسميته التنبيه جاء عبر المستشارة السياسية في السفارة الاميركية في بيروت آن بوداين التي اتصلت بالخارجية اللبنانية مساء اول من امس لنقل رسالة اميركية بهذا المعنى، وهي رسالة تحمل وجهة نظر اسرائىلية، تعبر عن التوتر الاسرائىلي في الظروف الراهنة". وأكدت المصادر الرسمية ل"الحياة" ان سبب اخفاء صفة الاستعجال من الجانب الاميركي في ابلاغ الرسالة يعود الى ان واشنطن متيقظة هذه الايام اكثر من العادة حيال احتمالات تدهور الوضع العسكري على الحدود اللبنانية - الاسرائىلية وتفاعلاته المحتملة، نظراً الى حرصها على نجاح جهودها من اجل التهدئة على الساحة الفلسطينية، التي تبذلها بممارسة ضغوط على رئيس الحكومة ارييل شارون للانسحاب من اراضي السلطة الفلسطينية. وهي لا تريد لأي احداث في المنطقة ان تفشل جهودها هذه التي تستكملها مع وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز في واشنطن. وكانت بعثة لبنان الى الأممالمتحدة تسلمت من الخارجية اللبنانية لائحة تتضمن كشفاً مفصلاً بالخروق الاسرائىلية للأرض والبحر والجو خلال الشهر الماضي وبلغت 53 خرقاً، وأشارت اللائحة الى ان قوات الاحتلال اطلقت 85 قذيفة مدفعية هاون ودبابات قرب بوابة شبعا ومنطقة كفرشوبا والمناطق القريبة منها على ان تسلم البعثة اللائحة الى الامانة العامة للأمم المتحدة. وسجل الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لجنوب لبنان ستافان دي ميستورا "تسعة خروق للأجواء اللبنانية الاثنين، نفذتها عشر طائرات عسكرية اسرائىلية وطائرة واحدة من دون طيار، كما سجل خمسة خروق اضافية قامت بها 14 طائرة عسكرية اسرائىلية عبر الخط الازرق وداخل الاجواء اللبنانية وتضمنت الخروق الاخيرة خرقاً قام به ما مجموعه سبع طائرات وسجل ايضاً خروقاً لجدار الصوت فوق الجنوب الثلثاء. وجدد دي ميستورا تأكيده ان "من شأن هذه الاعمال الا تساعد على تفادي تدهور الوضع المتوتر اصلاً". وناشد "كل الاطراف المعنية للتخلي عن القيام بخروق اخرى واحترام الخط الازرق احتراماً كاملاً". وساد الهدوء الحذر لليوم الثاني على التوالي المناطق الحدودية المتاخمة لمزارع شبعا.