بيروت "الحياة" - جال وفد الكونغرس الأميركي الذي يزور المنطقة على رؤساء الجمهورية إميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري، وأكد ان هدف جولته تقصي الحقائق وان واشنطن لا تزال قلقة من "حزب الله". وأبلغ الرئيس لحود الوفد ان افكار الرئيس الأميركي جورج بوش "تخلو من اي حلول آنية للموقف المتفجر". وكان الوفد برئاسة رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي بوب غراهام زار لحود يرافقه السفير الأميركي في لبنان فنسنت باتل. وقال عضو الوفد السيناتور مايك دووين: "أجرينا محادثات صريحة وجيدة تركزت على مستقبل العلاقات اللبنانية الأميركية، اذ تربطنا بلبنان علاقات وثيقة وقديمة". وإذ رفض الكشف عن تفاصيل المناقشات أشار الى انها شملت الارهاب في العالم. وأبدى لحود قلقه حيال الارهاب في العالم ونحن كذلك". وعن الوضع الأمني في لبنان قال: "لبنان بلد جميل". وأبلغ لحود غراهام "ان ما نتطلع اليه هو وقف التدهور الحاصل في المنطقة، لأن الوقت يمر بسرعة وهو ليس في مصلحة السلام العادل الذي لا بد ان يرتكز الى تطبيق القرارات الدولية". ودعا الى "تمكين اللجنة الرباعية من القيام بالتحضيرات اللازمة لعقد مؤتمر يخصص لمعالجة الوضع في الشرق الأوسط، تشارك فيه كل الاطراف المعنية ولا يتجاهل الحقوق العادلة". وأكد لحود ان "الدور السوري في لبنان هو عامل استقرار". وشدد على حق الفلسطينيين في العودة الى ارضهم وقيام دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس، مركزاً على رفض لبنان توطينهم على ارضه. وكرر ادانة لبنان الارهاب وتمييزه بين الأعمال الارهابية وحق الشعوب في استرجاع ارضها المحتلة، معتبراً في هذا الاطار ان "حزب الله" أرغم الاسرائيليين على الانسحاب من لبنان، ولا يوجد أي ارتباط بينه وبين تنظيم "القاعدة"، مشيراً الى ان وسائل الاعلام التي تسيطر عليها الصهيونية هي التي تروج لمثل هذه الادعاءات، بهدف الاساءة الى لبنان والمقاومة. وأوضح لحود موقف لبنان من أي عمل عسكري محتمل ضد العراق. وقال: "اذا شن الاميركيون حرباً ضد العراق فإن الغضب العربي سيكبر اكثر فأكثر، لا سيما ان العالم يتعاطى مع القضية الفلسطينية تحت تأثير الضغط الاسرائيلي". ورداً على سؤال عن المساعدة التي يمكن ان تقدمها الولاياتالمتحدةللبنان، اوضح "ان لبنان تلقى وعوداً بمساعدته بعد إتمام الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب الا ان ذلك لم يتم، ومن حق اللبنانيين مطالبة الدول المانحة الإيفاء بوعودها". ثم التقى وفد الكونغرس برئاسة دووين الرئيس بري بغياب غراهام لأسباب صحية. وقال دووين بعد اللقاء: "اجرينا محادثات صريحة حول الشرق الأوسط وعملية السلام في المنطقة ونحن لا نبحث فقط في قضايا أمنية وإنما في تقصي الحقائق وسنرفع تقريراً في هذا الشأن الى الكونغرس". ووضع بري النواب خلال لقاء الأربعاء في اجواء لقائه وفد الكونغرس وقال "انه اكد خطورة ما يشاع عن استخدام حق النقض لمنع التجديد للقوات الدولية وما يعنيه ذلك من خطر على الأمن والسلام الدوليين وليس فقط على الأمن في الجنوب. وعن الوضع الاقتصادي قال بري انه اكد للوفد الأميركي "ان الممانعة الأميركية هي التي حالت وتحول دون انطلاق اي مسعى دولي لمساعدة لبنان اقتصادياً ومالياً منذ تعطيل مؤتمر الدول المانحة وحتى اليوم". أما عن خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش فسأل بري الوفد "كيف يمكن ان يترك لادارة دولة تحمل لواء حماية الديموقراطية ان تطلق المفاهيم المشوهة لها وتشترط على الشعوب ممارسة حق الاختيار الحر الذي لا يبقى حراً بوجود الدبابة الاسرائيلية". وعن العلاقة اللبنانية السورية والوجود السوري في لبنان عبّر بري عن "قناعة اللبنانيين واجماعهم على أفضل العلاقات المميزة مع سورية، الا ان ذلك لا ينفصل عن المصلحة اللبنانية بضمان الاستقرار السياسي والأمني والدور السوري في هذا المجال. وسأل عما اذا كانت المصلحة الدولية هي في اهتزاز هذا الاستقرار؟ وأكد بري للوفد "ان اللبنانيين وقفوا وكل العرب الى جانب أميركا إثر احداث 11 أيلول، لكنهم لم يسمعوا كلمة تضامن اميركية واحدة مع ضحاياهم جراء الارهاب الاسرائيلي". ووصف دووين اللقاء مع الحريري ب"المثمر جداً"، وتخللته محادثات جيدة جداً حول ما يحصل في الشرق الأوسط والوضع في لبنان. وقال: "ان هذا البلد يهم الولاياتالمتحدة بدرجة كبيرة بسبب تراثنا المشترك". وعن موقف الحكومة الاميركية من "حزب الله" قال: "الولاياتالمتحدة ما تزال قلقة جداً بالنسبة لحزب الله، هذه المجموعة مسؤولة عن موت عدد من الاميركيين في الماضي ونحن ما نزال قلقين في شأن هذه المجموعة، موقفنا لم يتغير، وقد عبرنا عنه وسنستمر في التعبير عنه لأي شخص يريد سماع ذلك". وعما اذا كانت مهمته لها صلة بالعلاقة القائمة بين "حزب الله" و"القاعدة" التي أشارت اليها الولاياتالمتحدة أخيراً؟ أجاب: "لست على علم بقيام الولاياتالمتحدة ببحث ذلك، كان هناك بعض التقارير الصحافية حول ذلك ولكن لا يوجد اي تعليق رسمي في شأنها او من جانب الحكومة". ودعا السائل الى الإتصال بصحيفة "واشنطن بوست".