اطلقت ايران تحذيراً لافتاً تجاه ما اعتبرته "مخططاً اميركياً لتغيير كثير من الانظمة" بعد العراق، وقال وزير الخارجية كمال خرازي: "الحرب الاميركية المحتملة على العراق تأتي في سياق بسط الهيمنة الاميركية في المنطقة، وهذه القضية لن تنحصر بالعراق، بل ان اميركا تسعى بعد ذلك الى تغيير كثير من الانظمة في المنطقة وان توفر الظروف كي تتمكن اسرائيل من توسيع هيمنتها فيها". ونبّه الى ادلة "تشير الى ان اميركا تستعد للحرب فعلياً، والمهم بالنسبة الينا هو ان نحول دون حصولها، وان نعمل لحل مشاكل العراق عبر القنوات الديبلوماسية". واعتبر ان تعاون العراق لتنفيذ القرار 1441 وممارسة البلدان الاخرى "الضغط على اميركا"، هما من سبل الحؤول دون اندلاع الحرب، واضاف: "الجمهورية الاسلامية لم ولن تتدخل في شؤون المعارضة العراقية، لكنها في الوقت ذاته لن تكون مانعاً لها". وكانت فصائل عراقية معارضة منها الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني و"المؤتمر الوطني" اجرت محادثات في طهران مع رئيس "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" محمد باقر الحكيم قبيل مؤتمر المعارضة في لندن الشهر الماضي، من اجل توحيد المواقف ازاء النظام المقبل في العراق. ونقلت صحيفة انتخاب الايرانية محافظة معتدلة عن مصادر قريبة الى السفارة العراقية في طهران ان "القائم بالاعمال العراقي عبدالستار الراوي غادر الى بغداد الشهر الماضي ويبحث مع القادة العراقيين في الموقف الايراني من الازمة". وتوقعت عودته الى طهران حاملاً رسالة من الرئيس صدام حسين الى القادة الايرانيين. واستبعد خرازي ان تتعرض ايران لهجوم عسكري، وقال في تصريح صحافي انه يعتقد ان الولاياتالمتحدة لن تهاجم بلاده لان "ايران ليست العراق ولم تنتهك قرارات بما يعطي الذريعة لاميركا لتنفيذ مثل هذا الهجوم". واستدرك: "اميركا تسعى الى المس بنا وان تهدد بلدنا، لكن هذا الأمر لا يعني الهجوم العسكري على ايران". واعتبر انه لا يوجد اي عائق امام حل مشاكل بلاده مع اميركا "اذا عدّلت واشنطن سلوكها وتعاملت على اساس الاحترام المتبادل". وزاد "المشكلة ان اميركا تتعامل بعدائية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وتسعى كي يستسلم الشعب الايراني، لكنه لن يستسلم". وكان بعض المسؤولين في ايران وبينهم محسن رضائي امين سر مجلس تشخيص مصلحة النظام حذّر من ان واشنطن "ستعمد الى استهداف ايران بعد العراق" علماً ان الرئيس جورج بوش كان صنّف ايران ضمن "محور الشر" مع العراق وكوريا الشمالية. وقال رضائي: "الاميركيون فهموا عبر القضية الافغانية، انهم ارتكبوا اخطاء في موقفهم من ايران، لكن ذلك لا يعني انهم سيرتدون عليها بعد العراق". ونقلت الصحافة عن رضائي تأكيده ان "العسكريين الاميركيين لم يعطوا معلومات صحيحة عن دور تحالف الشمال المعارضة الافغانية وايران في سقوط حركة "طالبان" للمسؤولين السياسيين الاميركيين، الذين لم يفهموا ان الحرب في افغانستان كانت ستدوم شهوراً لولا مساعدة ايران". ونسبت وكالة "فرانس برس" الى الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي قوله ان بلاده "لن تتعاون مع اي دولة لشن حرب على العراق". ونفى اي تعاون بين طهرانوبغداد في قضية نقل محتملة لصواريخ عراقية الى "حزب الله" اللبناني كما جاء في اتهامات اسرائيلية.