علمت "الحياة" من مصادر نافذة في المعارضة العراقية أن "الحرس الثوري" الإيراني أكد لقادة في "فيلق بدر" التابع ل"المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" بزعامة محمد باقر الحكيم، ضرورة عدم قيام أي تعاون مع القوات الأميركية في حال شن هجوم أميركي على العراق. وأضافت المصادر أن هذا الموقف عزز موقفاً آخر كان أعلنه وزير الدفاع الإيراني الأدميرال علي شمخاني، قائلاً إن "الحدود مع العراق ستبقى آمنة وهادئة ولو تداعى النظام الحاكم في بغداد، بفعل الحملة الأميركية المحتملة". وجاء إعلان سفير إيران لدى سورية حسين شيخ الإسلام ان حدود بلاده ستكون مقفلة أمام أي هجوم على العراق، ليشير بوضوح إلى أن إيران لن تسمح للمعارضة العراقية المتمركزة فيها بشن هجمات على النظام العراقي انطلاقاً من أراضيها، في حال حصول الهجوم الأميركي. وتعتبر قوات "فيلق بدر"، أبرز القوى العسكرية للمعارضة الإسلامية العراقية، ويتمركز الفيلق في إيران ولا يمكنه أن يتحرك إلا بعد التنسيق مع سلطاتها، خصوصاً "الحرس الثوري". وكان محمد باقر الحكيم أعلن أخيراً أن قواته لن تقاتل بأمرة أميركية، وان ل"المجلس الأعلى" رؤيته ومشروعه الخاص للتغيير في العراق. وتعززت الرؤية الإيرانية الرافضة للتعاون العسكري بين المعارضة الإسلامية العراقية والقوات الأميركية بعد تقارير من واشنطن تفيد بأن إدارة الرئيس جورج بوش تنوي احتلال العراق وفرض قائد عسكري أميركي لحكمه. وترى طهران في هذا التوجه تهديداً مباشراً لأمنها القومي. وهو ما أكده اللواء رحيم صفوي القائد العام ل"الحرس الثوري"، إذ أعلن قبل يومين أن إيران لا يمكن أن تقبل باحتلال أميركي للعراق. وأضاف: "الولاياتالمتحدة تريد المس بالأمن القومي الإيراني من خلال احتلال العراق عسكرياً وإثارة الأزمات والتوترات في علاقات إيران مع الدول الأخرى". ويدل كل المؤشرات إلى أن موقف طهران من الحرب الأميركية المحتملة في العراق، سيكون مختلفاً عما كان عليه في الحرب الأفغانية، وفيها لم تمانع طهران تعاون قوات "تحالف الشمال" مع القوات الأميركية. ويسود اعتقاد في طهران بأن واشنطن في حال حققت ما تريده في العراق، ستوجه ضغوطها الكاملة نحو إيران لزعزعة الاستقرار فيها، وسط استبعاد استخدام الخيار العسكري معها، ولكن مع الرهان على الهزات الداخلية التي تمناها وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد. وهناك مخاوف إيرانية من زيادة واشنطن ضغوطها على حلفاء طهران في المنطقة، خصوصاً سورية ولبنان بعد الانتهاء من ملف العراق "بما يخدم تحقيق المصالح الإسرائيلية". وتراهن أوساط القرار الإيراني على تحول ما تصفه ب"نشوة القوة الأميركية" إلى وبال على واشنطن، في أفغانستانوالعراق.