أعلن وزير الخارجية الايراني كمال خرازي في دمشق امس ان التهديدات الاميركية بشن حرب على العراق "تمس الأمن الوطني لايران في شكل مباشر"، نافياً ان تكون طهران "دخلت في أي حوار مع الولاياتالمتحدة لفتح الأجواء الايرانية أمام الطائرات الاميركية" في حال شن هجوم على العراق. وأعلن الوزير قبل مغادرته الى بيروت ان بلاده لن تشارك في الحرب، وأضاف: "نحن ننشد مصالحنا فقط". نافياً وجود أي علاقة بين "حزب الله" وتنظيم "القاعدة". وتزامن كلام خرازي مع دعوة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الايراني محسن ميردامادي الى "ضمان مصالح" طهران "في ظل التغييرات في المنطقة"، لافتاً الى ان "العداء" لأميركا لا يحول دون "الإلتقاء على تحقيق مصالح مشتركة". والتقى خرازي في دمشق الرئيس بشار الأسد، كما أجرى محادثات مع نظيره السوري الوزير فاروق الشرع الذي شدد على ضرورة "احترام الشرعية الدولية وقراراتها، ومقاصد ميثاق الاممالمتحدة التي تحظر التدخل في الشؤون الداخلية للدول". واكد "وجوب تنفيذ قرارات مجلس الأمن من دون انتقائية من قبل كل الدول الاعضاء في المنظمة، بما فيها اسرائيل". وعبر خرازي عن قلق بلاده العميق من التهديدات الاميركية للعراق، وقال: "هذه التهديدات تمس أمننا الوطني في شكل مباشر، ونعارض أي ضربة عسكرية للعراق، فهذه المشكلة يمكن ان تسوى عن طريق مجلس الأمن وبالطرق الديبلوماسية". واكد خرازي في مؤتمر صحافي قبل مغادرته الى بيروت ان ايران لن تشارك في أي حرب على العراق، وقال: "نحن ننشد مصالحنا فقط"، لافتاً الى الخفايا الاميركية في تهديد ذلك البلد "من أجل ايجاد غطاء لما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والارتكابات ضد الشعب الفلسطيني الأعزل". ووصف الانتفاضة الفلسطينية بأنها "معجزة". وبعدما أشار الى عدم وجود أي علاقة بين "حزب الله" وتنظيم "القاعدة" اكد ان بلاده "لا تتدخل في القرارات التي تتخذها المعارضة العراقية الموجودة في ايران في شكل مستقل". مصالح ايرانية - اميركية؟ في طهران، اعتبر محسن ميردامادي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في البرلمان ان تنفيذ الولاياتالمتحدة حملة عسكرية على العراق بات أمراً يصل الى حد اليقين، لأن تغيير النظام في بغداد "صار أمراً لا يمكنهم الأميركيين التراجع عنه بعد الخطوات التي اتخذوها". ودعا الى ضمان المصالح الايرانية "في ظل التغييرات في المنطقة"، وعدم الاستعجال في اقامة علاقات مع واشنطن، ولكن "مع عدم اعتبار ان الحوار والعلاقة ينبغي ان يبقيا معلقين الى الأبد". واستدرك: "على رغم العداء مع اميركا، يمكن الالتقاء على تحقيق بعض المصالح المشتركة، لكن هذا لا ينطبق على القضية الفلسطينية، لأن مواقف ايران واميركا متناقضة تماماً". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ميردامادي قوله في مقابلة نشرتها امس وكالة الانباء الطالبية الايرانية اسنا ان "مستقبل العراق، ودور المجموعات السياسية المختلفة واتفاقات الجزائر عام 1975 رسمت الحدود مع العراق والوضع في الخليج ومستقبل النفط، كلها مسائل يمكن ان نرى على الأقل هل لدينا مصالح مشتركة حولها مع الولاياتالمتحدة". ورأى ان واشنطن بعد تغيير النظام في العراق يمكنها ان تزيد انتاج النفط العراقي "للضغط على ايران"، واضاف: "النظام الذي سينصّب في بغداد مهم جداً بالنسبة الينا، فمنذ نصف قرن كنا دائماً مهددين من العراق، واذا لم نتصرف في شكل صائب، هذه التهديدات قد تستمر". وذكّر بأنه خلال الأزمة الأفغانية، كانت لبلاده والولاياتالمتحدة مصلحة مشتركة في اطاحة نظام "طالبان"، معتبراً انه كان اجدى لإيران ان تتصرف في شكل مختلف لئلا "تصنف بين دول محور الشر وللدفاع في شكل أفضل عن مصالحها".