تعمدت وزارة الخارجية الايرانية ابقاء هالة غموض ثلاثية الابعاد حول موقفها المعلن من الحرب المحتملة بين العراق والولايات المتحدة. وبدا هذا الغموض في موقف اعلنه الناطق باسم الوزارة حميد رضا آصفي مؤكداً ان بلاده "ليست محايدة وانها ترفض اي هجوم عسكري اميركي على العراق ولن تقف الى جانب بغداد". وجاء موقف آصفي مكملاً لما أعلنه وزير الخارجية كمال خرازي عن عدم حياد ايران تجاه الازمة الاميركية - العراقية والحرب المحتملة، ما يجعل الموقف الجديد لإيران مفتوحاً على احتمالات في شأن كيفية تعاطيها مع الازمة والدور الذي تريد لعبه. وقال خبراء ايرانيون ل"الحياة" ان "الموقف الجديد يختلف عن سياسة الحياد السلبي الذي اعتمدته ايران خلال حرب الخليج الثانية. كما يختلف عن سياسة الحياد الايجابي التي انتهجتها خلال الحرب الاميركية في افغانستان والتي صبّت في مصلحة واشنطن". واعتبروا ان "ايران تعمل لاعتماد ديبلوماسية فاعلة لتحقيق مصالحها في ظل غمرة الاحداث المرتقبة". ومعروف ان حرب الخليج الثانية وحرب افغانستان ادتا الى تعزيز الوجود العسكري والسياسي الاميركي في جوار ايران التي تعرضت لمزيد من الضغوط والتهديدات الاميركية المباشرة، عبر سياسة الاحتواء المزدوج مع العراق ثم ادراج ايران ضمن دول "محور الشر". وتخشى اوساط القرار الايراني تحويل واشنطن حربها وتدخلاتها في العراق الى نهج سياسي وعسكري في العالم. في المقابل يرى مراقبون ان ايران كدول اخرى في المنطقة لن تكون منزعجة من ازاحة الرئيس صدام حسين. وفحوى الرسائل الايرانية الى واشنطنوبغداد ان طهران لن تقبل بتجاوز دورها الاقليمي نظراً الى ما تملكه من اوراق، ونفوذها الواسع في اوساط المعارضة الاسلامية العراقية وقواتها مثل "فيلق بدر" التابع ل"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" بزعامة محمد باقر الحكيم.