قفزت اسعار النفط في بورصة النفط الدولية صباح أمس في اول يوم تعامل في السنة الجديدة، وسط مؤشرات الى ان الاضراب العام في فنزويلا المستمر منذ شهر بدأ يؤثر سلباً في مخزونات النفط الاميركية. وتعززت اسعار النفط من استمرار المخاوف من شن الولاياتالمتحدة حرباً على العراق للاطاحة بالرئيس صدام حسين. لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - ارتفع سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم شباط فبراير في بورصة النفط الدولية في لندن صباح أمس، الى 29.25 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 60 سنتاً على سعر الاقفال يوم الثلثاء الماضي، ليواكب مكاسب النفط في نيويورك ليلة رأس السنة. واسترد "برنت" أمس بعض خسائره التي بلغت دولاراً في معاملات يوم الثلثاء الماضي عندما تسببت عمليات بيع لجني الارباح التي تحققت في الفترة الاخيرة في هبوط السوق من اعلى مستوياتها في عامين تقريباً. وكان "برنت" سجل اعلى مستوياته في 15 شهراً يوم الاثنين الماضي عندما سجل 31.02 دولار للبرميل. وقفز سعر الخام الاميركي لعقود شباط بنسبة اثنين في المئة في التعاملات الالكترونية في سوق "نايمكس" أمس مسجلاً 31.89 دولار للبرميل في اول تداول منذ اغلاق الثلثاء. وكانت سوقا النفط في لندنونيويورك مغلقتين أول من أمس في عطلة السنة الجديدة. وقالت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات "أوبك" السبعة انخفض يوم الثلثاء الماضي الى 29.85 دولار للبرميل من 30.42 دولار يوم الاثنين. وكان الثلثاء هو اليوم الحادي عشر الذي يظل فيه سعر السلة فوق النطاق المستهدف للمنظمة بين 22 و 28 دولاراً للبرميل. وتنوي "أوبك" استخدام آلية ضبط اسعار النفط اذا ظل سعر السلة فوق السعر المستهدف لمدة 20 يوم عمل متصلة. فنزويلا وظهر تأثير الاضراب الفنزويلي في بيانات المخزونات الاميركية هذا الاسبوع عندما اعلن معهد البترول الاميركي مساء الثلاثاء ان مخزونات النفط الخام انخفضت 9.13 مليون برميل لتصل الى 277.5 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في 27 كانون الاول ديسمبر الماضي. وادى هذا الهبوط الى انخفاض المخزونات بمقدار 32 مليون برميل عن مستوياتها قبل عام لتصبح مرتفعة 4.2 مليون برميل فقط عن ادنى مستوياتها في 26 عاماً والمسجلة في تشرين الاول أكتوبر الماضي عندما عرقلت عواصف عمليات شحن النفط على ساحل خليج المكسيك. وتسبب الاضراب الذي تنظمه المعارضة في فنزويلا في اصابة صادرات البلاد من النفط التي تبلغ 3.1 مليون برميل يومياً بالشلل. وتصدر فنزويلا معظم انتاجها من النفط الى الولاياتالمتحدة. واعلنت المعارضة في فنزويلا أمس يوماً للراحة لكنها تعهدت بعدم انهاء الاضراب الذي بدأ منذ 32 يوماً والذي عرقل صادرات النفط في محاولة لاجبار الرئيس هوغو شافيز على الاستقالة. وجاء في اعلان في التلفزيون في اطار حملة في وسائل الاعلام المناهضة للحكومة التي تؤيد الاضراب: "يوم الاربعاء الاول من كانون الثاني يناير والخميس الثاني من كانون الثاني، اعيدوا شحن طاقاتكم الى الحد الاقصى لانه في يوم الجمعة الثالث من كانون الثاني سنخوض معركة كبيرة". وتتهم المعارضة شافيز باساءة استخدام السلطة والفساد والعجز الاقتصادي واثارة الكراهية بين الطبقات. وتقول المعارضة ان شافيز سيحول فنزويلا الى ديكتاتورية شيوعية وان الانتظار الى ان تنتهي فترة ولايته في سنة 2007 سيلحق كارثة بالبلاد. واعلنت المعارضة الفنزويلية مساء أول من أمس وقفاً جزئياً للاضراب العام الذي اطلقته قبل شهر، مستثنية القطاع النفطي الاستراتيجي، حتى تتمكن من التركيز على التحضير لاستفتاء ضد الرئيس هوغو شافيز في الثاني من شباط المقبل. وقدرت المعارضة أول من أمس انتاج النفط الخام بنحو 190 الف برميل يومياً، أي ستة في المئة فقط من الانتاج الذي سجل في تشرين الثاني نوفمبر الماضي قبل بدء الاضراب 2،3 مليون برميل يومياً بينها 8،2 مليون للتصدير. لكن وزير الطاقة راوول راميريس قال يوم الثلثاء الماضي ان الانتاج الحالي يقدر ب700 الف برميل يومياً وانه سيتجاوز المليون برميل خلال كانون الثاني الجاري. وقالت المعارضة في بيان ان فنزويلا ستحتاج الى اربعة شهور على الاقل لاستعادة مستوى الانتاج المسجل في تشرين الثاني، مشيرة الى ان "تزويد محطات الوقود في البلاد التي نفدت منها هذه السلعة، يحتاج وحده على حمولة عشر ناقلات نفط على الاقل". ويشارك في الاضراب نحو 36 الف موظف من اصل 42 الفاً في شركة النفط الفنزويلية الحكومية بتروليوس دي فنزويلا حسب المعارضة. من ناحية ثانية، قالت مصادر في صناعة النفط الكويتية أمس ان الكويت، العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، تضخ حالياً مليوني برميل يومياً من النفط الخام، وهو ما يقل عن 100 الف برميل يومياً فقط عن طاقتها القصوى. وقال مصدر مقرب من دوائر صنع السياسة النفطية في البلاد ل"رويترز": "الكويت تنتج وتصدر مليوني برميل يومياً في الوقت الحالي". واضاف ان الكويت، وهي من المتشددين فيما يتعلق بالاسعار في "أوبك"، ستكون قادرة على تصدير ما يصل الى 2.1 مليون برميل يومياً الى اسواق العالم ولكن لفترة قصيرة فقط.