قفز سعر خام القياس البريطاني "برنت" في أول يوم تعامل عقب عطلة عيد الميلاد الى أعلى مستوى يسجله منذ 15 شهراً صباح أمس في بورصة النفط الدولية في لندن وارتفع الخام الاميركي الخفيف الى أعلى مستوى منذ عامين بسبب استمرار اضراب عمال النفط في فنزويلا وتجدد النزاع مع كوريا الشمالية في شأن تطوير الاسلحة النووية وتزايد احتمالات شن الولاياتالمتحدة حرباً على العراق. لندن - "الحياة"، رويترز - بذلت الحكومة الفنزويلية جهوداً مضنية لتلبية الحاجات المحلية من الوقود خلال اليومين الماضيين، فيما استمر هبوط الصادرات النفطية لفنزويلا خامس اكبر مصدري النفط في العالم بتأثير اضراب ينظمه خصوم الرئيس هوغو شافيز. وارسلت شركة "بتروبراس" النفطية البرازيلية 520 ألف برميل من البنزين الى فنزويلا يوم الاربعاء وذلك حسبما قال متحدث باسم الشركة. وهوى الاضراب المستمر منذ 25 يوماً بالصادرات النفطية لفنزويلا العضو في "أوبك" الى نحو 200 الف برميل يوميا من 2.7 مليون برميل يومياً في تشرين الثاني نوفمبر. وانضم الى الاضراب الكثير من المديرين والمسؤولين التنفيذيين في شركة النفط الوطنية الفنزويلية "بتروليوس دي فنزويلا" المملوكة للدولة اضافة الى عمال المصافي وربابنة الناقلات النفطية وعمال الموانئ، ما اضطر البلاد وهي اكبر منتج للنفط في اميركا اللاتينية والتي عادة ما تزود الولاياتالمتحدة بأكثر من 13 في المئة من وارداتها النفطية الى شراء الوقود من السوق الدولية. وفي مسعى لاستئناف نشاط القطاع النفطي اقال شافيز عشرات العاملين المنشقين في "بتروليوس دي فنزويلا" وارسل قوات وافراداً موالين للحكومة وبعض العمال الاجانب لتشغيل الناقلات والمصافي والمرافىء التي عطلها الاضراب. وقرر موظفو "بتروليوس دي فنزويلا" التي تحتكر انتاج النفط في البلاد مواصلة اضرابهم عن العمل الذي بدأوه قبل 25 يوماً الى ان يتنحى شافيز عن منصبه. ولم تظهر أي دلائل على انحسار الاضراب أمس بعد خروج الوف المتظاهرين الى شوارع العاصمة أول من أمس مطالبين الرئيس هوغو شافيز بالتنحي والدعوة لانتخابات فورية. ويرجع ارتفاع اسعار العقود الاجلة كذلك للمخاوف من شن حرب على العراق. ومن المقرر ان يصدر مفتشو الاممالمتحدة تقريراً نهائياً في شأن ما توصلوا اليه في العراق في 27 كانون الثاني يناير المقبل. وقال محللون انه مع اصرار العراق على عدم امتلاك اسلحة دمار شامل تتزايد التكهنات بأن يؤدي هذا التقرير الى شن حرب على العراق. واعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أول من أمس ان لديها مخاوف خطيرة في شأن انتشار الاسلحة بعد ان اعلنت كوريا الشمالية عزمها على تشغيل مفاعل نووي صغير جمد عام 1994 اثر ازمة تفجرت بسبب طموحات كوريا الشمالية النووية. رفضت كوريا الشمالية أمس الطلب الاميركي بوقف برنامجها النووي واكدت ان واشنطن تتجه بسرعة نحو "مواجهة خطيرة جداً" برفضها الحوار معها، كما افادت وكالة الانباء الكورية الشمالية. المخزون الاميركي ويهدد فقدان امدادات النفط الفنزويلية الى الولاياتالمتحدة بتقليص مخزونات الخام الاميركية مع اشتداد الطلب على زيت التدفئة في فصل الشتاء. لكن اثر اضراب فنزويلا لم يظهر بعد على مخزونات الولاياتالمتحدة، المستورد الرئيسي للخام الفنزويلي، إذ ارتفعت مخزونات الوقود الاسبوع الماضي وفق احدث بيانات صدرت في عطلة الاعياد. وساعد ذلك العامل على ارتفاع اسعار الخام على رغم الزيادة المفاجئة في مخزونات الخام الاميركية الاسبوع الماضي. وافادت ادارة معلومات الطاقة ان مخزونات الخام ارتفعت في الاسبوع المنتهي في 20 كانون الاول بمقدار 700 الف برميل مقارنة بارتفاع مقداره 2.7 مليون برميل اعلنه معهد البترول الاميركي. وقالت ادارة معلومات الطاقة ان مخزونات نواتج التقطير ارتفعت بمقدار 200 الف برميل لكن مخزونات زيت التدفئة انخفضت بمقدار 600 الف برميل خلال الاسبوع. وتعهدت منظمة الدول المصدرة للنفط بالتدخل لتعويض اي نقص في الامدادات بسبب اضراب فنزويلا، لكن المتعاملين يخشون انه اذا تزامن الاضراب مع حرب على العراق فان طاقة "أوبك" الفائضة ستتجاوز مداها راجع ص14. ارتفع سعر "برنت" للعقود الآجلة تسليم شباط فبراير الى 30.25 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 53 سنتاً على سعر الاقفال السابق يوم الثلثاء وهو أعلى سعر منذ 11 أيلول سبتمبر عام 2001. وسجل الخام الاميركي الخفيف في عقود شباط فبراير على نظام اكسيس للتعاملات الالكترونية 32.73 دولار وهو اعلى مستوى له منذ كانون الاول ديسمبر عام 2000، وتراجع سنتاً واحداً في الساعات التالية من التعامل الى 32.48 دولار. وقالت وكالة انباء منظمة الدول المصدر للنفط أوبك ان سعر سلة خامات "أوبك" السبعة كان 30.69 دولار للبرميل يوم الاول من أمس من 30.94 دولار يوم الاربعاء. وكان يوم الخميس ثامن يوم على التوالي يتجاوز خلاله سعر السلة مستوى 28 دولاراً للبرميل وهو السعر الاعلى في نطاق آلية "أوبك" التي تستهدف سعراً بين 22 و28 دولاراً للبرميل. ويشار الى ان المنظمة لم تصدر سعراً للسلة عن يوم 25 الجاري. وقفزت اسعار النفط العالمية بأكثر من 12 دولاراً، أي بنسبة 60 في المئة، منذ بداية السنة الجارية، وبأكثر من خمسة دولارات في شهر كانون الاول وحده، ما يزيد من المخاوف من ان ارتفاع تكاليف الطاقة قد يعرقل النمو الاقتصادي الهش في الولاياتالمتحدة.