استقبل زعيم جبهة "بوليساريو" السيد محمد عبدالعزيز، مساء أمس، في مخيمات اللاجئين الصحراويين في مدينة تندوف جنوب غربي الجزائر على الحدود مع المغرب، الوسيط الدولي لحل النزاع في الصحراء الغربية جيمس بيكر الذي عرض عليه اقتراحات جديدة لتسوية النزاع في المنطقة، ترتكز على مبدأ حق تقرير المصير. وجاء اللقاء بعد ساعات قليلة من لقاء بيكر مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. ومن المقرر أن ينهي بيكر جولته الى المنطقة مساء اليوم بزيارة نواكشوط حيث يلتقي مع الرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع. وللمرة الأولى منذ بداية النزاع في الصحراء، أشرك بوتفليقة جميع المسؤولين الجزائريين الذين تعاقبوا على ادارة الملف منذ بدايته، اذ حضر اجتماعه مع بيكر كل من السيد عبدالعزيز بلخادم وزير الخارجية والسيد أحمد اويحيى وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية والسيد عبدالقادر مساهل الوزير المنتدب المكلف الشؤون المغاربية والافريقية والسيد عبداللطيف رحال المستشار الديبلوماسي لرئيس الجمهورية والجنرال العربي بلخير مدير الديوان في رئاسة الجمهورية والسيد محمد بجاوي رئيس المجلس الدستوري والسفير عبدالله بعلي الممثل الدائم للجزائر لدى الأممالمتحدة. وأكد بيكر في تصريحات صحافية، بعد اللقاء، انه يحمل "اقتراحاً جديداً لتسوية قضية الصحراء الغربية"، لافتاً الى أن "هذا الاقتراح عرض على كل الأطراف المعنية بالنزاع في الصحراء الغربية من أجل ترقية تقرير المصير"، على أساس توصية من مجلس الأمن. ووصف محادثاته مع المسؤولين الجزائريين ب"الصريحة"، على أمل ايجاد تسوية نهائية لقضية الصحراء الغربية. وبثت "وكالة الأنباء الجزائرية" الرسمية، أمس، ان بيكر قدم لبوتفليقة اقتراحاً جديداً "يضمن الحق في تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية". ونسبت الوكالة الى "مصدر مأذون" تأكيده أن بوتفليقة "جدد لهذه المناسبة ثقة الجزائر في شخص السيد جيمس بيكر"، كما أكد "مساندته لجهود الأممالمتحدة من أجل ايجاد تسوية لنزاع الصحراء الغربية وفقاً للشرعية الدولية وسياسة الأممالمتحدة في مجال تصفية الاستعمار". وتحدثت مصادر سياسية عن مبادرة جديدة ترتكز أساساً على "تغييرات شكلية" في الاتفاق - الاطار الذي ترفضه الجزائر بحيث يضمن حق تقرير المصير، لكن مع اعطاء الادارة المغربية بعض الصلاحيات في ادارة المناطق الخاضعة لها الآن. ووصفت صحف جزائرية، أمس، اقتراحات بيكر بأنها "تكرس الجمود" الذي تعرفه المنطقة منذ اتفاقيات هيوستن سنة 1997. ورأت ان سياسة بيكر تخدم "المصالح المغربية". يذكر أن جولة بيكر تأتي قبل أيام من انتهاء ولاية البعثة الدولية لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية مينورسو.