التقى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، أمس، موفد الأمين العام للأمم المتحدة الديبلوماسي الاميركي جيمس بيكر في مقر الرئاسة بحضور عدد من المسؤولين الجزائريين أبرزهم وزير الخارجية السيد عبدالعزيز بلخادم ومدير الديوان في الرئاسة الجنرال العربي بلخير. ولم يدل الوسيط الدولي في نزاع الصحراء الغربية بأي تصريحات للصحافة لدى وصوله مطار الجزائر حيث استقبله بلخادم. وأوضحت مصادر سياسية ان بيكر يحمل "أفكاراً" جديدة تتعلق بتنظيم عملية تقرير المصير في الصحراء. وعلقت صحيفة "الوطن" الجزائرية امس على زيارة بيكر وقالت بأنها "غير مجدية"، مشيرة الى ان الوسيط الدولي فشل في تفعيل اتفاقات هيوستن وان أي تأخير في تقرير الشعب الصحراوي من شأنه أن يخدم مصالح المغرب. وفي الرباط، قالت مصادر رسمية إن السلطات المغربية تدرس اقتراح بيكر لحل نزاع الصحراء من خلال تسوية سياسية، قال عنها إنها تستند إلى القرار الأخير لمجلس الأمن الرقم 1439، لكنه لم يوضح مضمون الاقتراح، وترك موفد الأمين العام للأمم المتحدة الباب مفتوحاً أمام الأطراف المعنية لدرسها "وفق منطق بناء". ووصف محادثاته مع العاهل المغربي الملك محمد السادس أول من أمس في أغادير بأنها "ودية وبناءة". وأضاف: "انه من الأفضل أن تقوّم الأطراف المعنية بنفسها الاقتراح الذي يتلاءم والمهمة التي كلفني بها مجلس الأمن". ورأى أن التسوية السلمية للنزاع تنطلق من منح الاقليم حكماً ذاتياً، لكنه رفض كشف المعطيات الجديدة في اقتراحه الذي يُعتقد بأنه يميل إلى الربط بين صيغة الحكم الذاتي التي يؤيدها المغرب واستفتاء تقرير المصير الذي تدعمه الجزائر. لكن المهمة الصعبة للوسيط بيكر تكمن في التوفيق بين تمسك المغرب بالحل السياسي وتمسك الجزائر و"بوليساريو" بخطة الاستفتاء. ويسود اعتقاد بأنه ما لم يحدث انفراج في العلاقات المغربية - الجزائرية، يصعب احراز التقدم المطلوب لانهاء نزاع الصحراء.