بدأ الوسيط الدولي في نزاع الصحراء الغربية جيمس بيكر أمس محادثات في المغرب، في اطار جولة تقوده الى الجزائروموريتانيا ومخيمات جبهة "بوليساريو" في تندوف، من أجل استطلاع امكان تحريك حل لهذا النزاع. واستقبل كل من الرباطوالجزائر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، بالتمسك بموقفه، اذ شدد المغرب انه لن يقدم أي تنازل يتناول "وحدة أراضيه"، فيما شددت الجزائر على "تطلعات الشعب الصحراوي الى ممارسة حقه في تقرير مصيره بكل حرية". بحث العاهل المغربي الملك محمد السادس مع الوسيط الدولي في نزاع الصحراء الغربية جيمس بيكر امس في أكادير على الساحل الاطلسي جنوباً في تطورات قضية الصحراء، لكن مصادر رسمية مغربية رفضت كشف مضمون الاقتراح الذي يحمله بيكر في جولته على المنطقة التي تشمل المغرب والجزائروموريتانيا ومخيمات "بوليساريو" في تيندوف. وقالت ان اللياقة الديبلوماسية تفرض عدم كشف مضمون الاقتراح الجديد الى حين انتهاء جولة الوسيط بيكر. واكدت ان أهمية زيارة موفد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان للمنطقة تكمن في انها تأتي بطلب من مجلس الأمن قبل نهاية ولاية البعثة الدولية الى الصحراء "المينورسو" نهاية الشهر الجاري. إلا انها تندرج في اطار "البحث عن تسوية سياسية للنزاع". وعقبت على مضمون الاقتراحات المعروضة أمام المجلس لجهة العودة الى خطة الاستفتاء أو الحكم الذاتي الموسع أو تقسيم الاقليم أو انسحاب الأممالمتحدة، بأن الملف مسجل في وثائق الأممالمتحدة تحت بند "النزاعات السياسية" ما يفرض حلاً سياسياً و"ليس حلاً مفروضاً". ورأت ان "الاتفاق - الاطار" الذي وضعه بيكر في وقت سابق "سيظل الإطار الملائم للتسوية". وأكدت ان صيغة الاستفتاء المقترح بعد الفترة الانتقالية لخمس سنوات "مغاير لخطة الاستفتاء" السابقة. وعقبت على ذلك بأن المعطيات الجيوسياسية التي رافقت اقرار الاستفتاء أصبحت مختلفة في ضوء نهاية الحرب الباردة ورفض سياسة البلقنة. واكدت ان الرباط ترفض التنازل عن السيادة وكذلك اقامة حدود أي دولة بينها وبين موريتانيا. وأوضحت المصادر ان الاتصالات مع الجزائر قائمة، لكن لم يتحدد اي موعد لعقد قمة تجمع رؤساء الدول المغاربية في الجزائر، وعزت ذلك الى ضرورة انضاج الظروف. لكنها قالت ان المغرب منفتح على الحوار. وفي الجزائر، أكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن جهود بناء اتحاد المغرب العربي ستزداد رسوخا في حال إنهاء مشكلة الصحراء الغربية التي تعترض تطبيع العلاقات مع المغرب. وقال الرئيس الجزائري، في كلمة ألقاها خلال مأدبة عشاء أقامها تكريماً للرئيس الروماني ايون ايليسكو الذي يزور الجزائر حاليا، أن الإتحاد "سيزداد رسوخا لما تتحقق تطلعات الشعب الصحراوي إلى ممارسة حقه في تقرير مصيره بكل حرية و ذلك من خلال التطبيق الكامل غير المنقوص لخطة تسوية الأممالمتحدة التي تشكل المخرج الوحيد الذي يحظى بقبول الطرفين و زكّته المجموعة الدولية". وشدد الرئيس الجزائري على تأكيد قناعته من أن بناء اتحاد المغرب العربي "سيظل بالنسبة للجزائر خيارا استراتيجيا لا محيد عنه"، لافتا إلى أن هذا المسعى "ليس ضرورة حيوية بالنسبة لكل بلد من بلدان منطقتنا فحسب، بل إنه يتجاوب مع التطلعات العميقة لشعوبنا لما يجمع بينها من تاريخ ودين وحضارة". وكان وزير الخارجية الجزائري السيد عبدالعزيز بلخادم أثار خلال استضافته في برنامج "الحدث" الذي تبثه قناة "ال بي سي" مساء الأحد ملف النزاع في الصحراء الغربية. فأكد أن بلاده "تعتبرها قضية تصفية استعمار وتقف مع الشرعية الدولية التي تنص على أن يمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره". مشيراً إلى أن العلاقات الجزائرية - المغربية "ودية وليس هناك ما يمنع من تفعيل التعاون الثنائي وتجاوز القضايا العالقة بين البلدين". وفي تعليق بثته الإذاعة الرسمية أكدت الجزائر أن بيكر يحمل معه اقتراحات "تندرج في صميم مبدأ حق تقرير المصير"، كما ورد في اتفاقيات هيوستن العام 1997، وشدد على أن "الاتفاق - الإطار" الذي عرضه بيكر الربيع الماضي "تجاوزته الأحداث".