واشنطن – نشرة واشنطن – اعتبر السفير الأميركي السابق لدى برنامج الغذاء العالمي عضو الكونغرس السابق طوني هول، أن الأمن الغذائي يشكل «إحدى القضايا المهمة جداً في العالم، وأولوية لحكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما». ورأى هول، الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لمؤسسة «التحالف لإنهاء الجوع» في واشنطن، في حديث إلى موقع «أميركا دوت غوف»، أن «لا مبرر لوجود هذا النوع من الجوع في عالمنا اليوم، لأنّ ما يزيد على بليون شخص يعانون من جوع مزمن ويكابد بعضهم هذه الآفة إلى حد الموت جوعاً». وأكد أن مؤتمرات الغذاء العالمية مثل القمة العالمية حول الأمن الغذائي «مفيدة لتركيز الأنظار على هذه القضية، لكن يمكن أن تكون مخيبة للآمال أيضاً، لأن مشكلة الجوع العالمية النطاق لا تزال قائمة». وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة «لا تزال أكبر دولة مانحة في العالم لبرنامج الغذاء العالمي، وهي تساهم في مساعدات غذائية على أساس ثنائي، كما تؤمن منظمات غير حكومية وغير ربحية أميركية مساعدات غذائية، إضافة إلى الهبات المالية الحكومية». واعتبر أن «مساهمة الولاياتالمتحدة المالية في القضاء على الجوع عالمياً تعادل 40 في المئة من المساهمات الإجمالية في العالم». وقدّمت الوكالة الأميركية الدولية 2.6 مليون طن من الغذاء عام 2008، تزيد قيمتها على 2.6 بليون دولار، استفاد منها 56 مليون شخص في 49 بلداً وفي أربع قارات. وأعلن هول أن مبادرة حكومة الرئيس أوباما «تعالج مسألة الجوع في شكل شامل»، ووصفها بأنها «أفضل نص طالعه عن الجوع على مدى خمسة عهود رئاسية». وأشار إلى أن هذه «الاستراتيجية جامعة»، لأنها «لا تعالج المعونات الغذائية فحسب بل تركز على أهمية الزراعة والتغذية، ومشكلة مجاعة الأطفال، والتكنولوجيات الجديدة، وتعتمد نهجاً واسعاً في التعامل مع مشكلة الجوع». ولاحظ أن أفريقيا وتحديداً القطاع الزراعي فيها، «لم تنتج كميات غذاء تزيد على ما كانت تنتجه قبل 30 عاماً»، وهو «أمر مذهل»، لأن عدد سكان القارة «ازداد خلال هذه الفترة من دون أن يقابل ذلك زيادة في إنتاج الغذاء». وأكد هول أن الأمن الغذائي يمثل «أولوية قصوى» لحكومة الرئيس أوباما، وأقرّ بأن «الحصول على المساعدات الغذائية كان صعباً، خلال العامين الماضيين مع ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة. وعلى رغم تراجع أسعار المواد الغذائية أخيراً، فهي لا تزال مرتفعة في وقت تواجه فيه بلدان كثيرة الجفاف والاضطرابات المختلفة التي ستظل تساهم في زيادة النفقات». وأعلن أن عدد الجياع في العالم «ازداد بليوناً خلال العامين الماضيين نتيجة ارتفاع الأسعار ومشاكل أخرى متصلة». ولفت هول إلى أن مؤسسته (التحالف لإنهاء الجوع)، «تمارس ضغوطاً على الكونغرس الأميركي كي يطبق تشريعاً يرمي إلى مساعدة الجياع في العالم، كما يستطلع الرأي العام، وكشف استطلاع أخير عن أن «66.9 في المئة من الأميركيين يساندون إطعام الجياع في أنحاء العالم»، فيما رأى «50 في المئة منهم، أن القضية تكتسب أهمية كبيرة، ويدعمون استحداث منصب وزاري يتولى قيادة الكفاح ضد الجوع والفقر».