} يبدأ الموفد الدولي إلى الصحراء الغربية جيمس بيكر مطلع الأسبوع محادثات منفردة مع كل من المغرب وجبهة "بوليساريو"، طرفي النزاع في الصحراء، إضافة إلى الجزائر وموريتانيا بصفتهما مراقبين. وتتركز هذه المحادثات على الاتفاق - الإطار الذي اقترحه بيكر والذي يعطي الصحراء حكماً ذاتياً في إطار وحدة المغرب. علمت "الحياة" أن الجزائر ستوفد وزير الدولة وزير العدل السيد أحمد أويحيى على رأس فريق يضم ديبلوماسيين وعسكريين، للمشاركة في المشاورات التي دعا إليها الوسيط الدولي في الصحراء الغربية جيمس بيكر من الاثنين إلى الأربعاء المقبلين في باينديل في ولاية وايومينغ، وسط غربي الولاياتالمتحدة، ويرأس الوفد الصحراوي الديبلوماسي محفوظ علي بيبا يرافقه موفد "بوليساريو" لدى الأممالمتحدة محمد خالد. وستخصص المفاوضات للبحث في حل سياسي للنزاع في الصحراء الغربية في ضوء مذكرة "الاتفاق - الإطار" التي عرضها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والتي تمنح الصحراء حكماً ذاتياً في إطار الوحدة المغربية. ومن المقرر أن تجري المشاورات على نحو ثنائي، إذ يطوف بيكر على ممثلي الوفود ليعرض عليهم أفكاره، ويستمع إلى ردود كل منهم على حدة. وترجح مصادر جزائرية مطلعة على الملف أن يشترط ممثلو "بوليساريو" مناقشة الاقتراحات التي يحملونها "لتذليل العراقيل التي تقف وراء تنظيم استفتاء تقرير المصير في أقرب وقت"، تنفيذاً لتوصية مجلس الأمن دراسة "الاتفاق - الإطار" واقتراحات "بوليساريو" في آن. وتوقعت المصادر أن يقبل الوفد الجزائري، بشروط محددة، مناقشة مضمون "الاتفاق - الإطار" في خطوة تعد تحولاً مهماً في مواقف الديبلوماسية الجزائرية التي كانت ترفض في السابق أي مسعى يخرج عن ما تعتبره "الشرعية الدولية ولوائح الأممالمتحدة". ويرتكز قبول الطرف الجزائري لمناقشة "الاتفاق - الإطار" على مخاوف عدة، أبرزها أن يتهم ب"عدم التعاون مع موفد الأمين العام وعرقلة مساعي إحلال السلام في المنطقة". في موازاة ذلك، يخشى المفاوض الجزائري أن يؤدي قبوله مناقشة الخطة الأمنية إلى الفشل في تعديل مضمونها الأساسي الذي يكرس الدمج النهائي للصحراء الغربية في المغرب. ولتجنب استغلال المغرب المرحلة الانتقالية لإحداث تغييرات، عميقة في الهرم الانتخابي تحضيراً لاستفتاء تقرير المصير المحدد حسب الخطة، بعد خمس سنوات، سيتفادى الوفد الجزائري، خلال هذه الجولة، الخوض في التفاصيل التقنية والاجرائية حتى معرفة موقف بيكر من اقتراحات "بوليساريو". وضمن هذا الإطار تعتقد أوساط ديبلوماسية بأن رسالة النقاط ال19 من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة إلى أنان، بعد لقائه سراً في الجزائر موفده إلى الصحراء، تندرج ضمن منطق عرض الدوافع الأمنية والاستراتيجية الجزائرية في قضية الصحراء. وفي موازاة هذا التشدد الاجرائي، ستقدم الجزائر، بحسب المصادر، عرضاً لتسهيل مهمة الحوار بين المغرب و"بوليساريو" على أساس "معالجة مزدوجة وشاملة" تراعي اقتراحات الطرفين.