كشف تقرير عن "اجتماع لندن" لأطراف نزاع الصحراء الغربية، يوم الاحد الماضي، ان الوسيط الدولي جيمس بيكر لم يقدم "وصفة جاهزة" لتحريك عملية السلام في الصحراء، واكتفى بالطلب من أطراف النزاع تقديم "تصورات" لإخراج استفتاء تقرير المصير من مأزقه. وحصلت "الحياة" على نسخة من التقرير الذي يُعد بمثابة محضر للاجتماع. وحضر الاجتماع اضافة الى بيكر، وفد مغربي ضم وزير الخارجية محمد بن عيسى ووزير الداخلية أحمد الميداوي ومسؤولين عن التنسيق بين المغرب والاممالمتحدة ومنشقين عن جبهة "بوليساريو" ووفد جزائري رأسه أحمد اويحيى وزير العدل الذي يعتبر من مهندسي العلاقات الجزائرية - الافريقية وله إلمام واسع بملف الصحراء. في حين رأس الوفد الموريتاني الوزير ولد أبو بكر أمين. ومثل "بوليساريو" محفوظ علي بيبا رئيس الحكومة السابق في "الجمهورية الصحراوية". وبدأ الاجتماع الذي عُقد في "لانكاستر هاوس" في لندن بعد ظهر الأحد بمداخلة بيكر الذي عرض تطورات النزاع وقرارات الاممالمتحدة. ووصف الوضع الذي تجتازه خطة التسوية حالياً ب"المأزق" وانه يعكس خلافات حقيقية على مسار التسوية. وطلب الى أطراف النزاع تقديم تصورات للخروج من المأزق. لكنه رهن ذلك بثلاث سيناريوهات: تفعيل خطة التسوية لإجراء الاستفتاء، أو تعديل مضمونها عبر موافقة الاطراف كافة. أو طرح تصورات بديلة. لكنه لم يتحدث عن "وصفة جاهزة". ولم يعرض الى أي تفاصيل لما يعرف ب"الحل الثالث". لكنه شدد على ضرورة انجاز تسوية تضمن الأمن والسلم والاستقرار في منطقة شمال افريقيا. إثر ذلك تحدث محفوظ علي بيبا عن موقف "بوليساريو" مجدداً تمسكها بخطة التسوية والنتائج التي توصلت اليها لجنة تحديد الهوية، في اشارة الى القوائم الموقتة للناخبين. وابدى اعتراضات على مسودة الطعون بحجة انها تعيق اجراء الاستفتاء في الموعد المقرر سابقاً، أي تموز يوليو 2000. أما الوفد الجزائري فأكد دعمه خطة التسوية. وقال انه يساند موقف "بوليساريو" في اشارة الى الكلام الذي سمعه بيكر لدى زيارته الجزائر ومفاده انها تدعم اي موقف تلتزمه "بوليساريو". لكن الوفد ترك الباب مفتوحاً امام أي تصور تقترحه الأممالمتحدة. وبحسب محضر الاجتماع، فإن الوفد المغربي جدد بدوره التزام الرباط خطة التسوية التي ترعاها الاممالمتحدة، لكنه طالب بمعاودة تسجيل سبعة آلاف من المتحدرين من أصول صحراوية في قوائم الاقتراع. واكد ان لجنة تحديد الهوية سبق لها في وثائق ان أجازت هذه الاعداد، لكنها أدخلت تعديلاً على القوائم الموقتة. كما دعا الى معاودة النظر في تشكيل لجنة تحديد الهوية، من منطلق انها ارتكبت "تجاوزات" وان الهدف من تنفيذ مسطرة الطعون هو انصاف الرعايا المتضررين الذين تزيد اعدادهم على المئة ألف. ودعا الوفد المغربي ايضاً الى تسهيل عودة اللاجئين في ظروف أمنية تحول دون بقائهم "محتجزين في المخيمات" التي تديرها "بوليساريو" في الجزائر. وجدد التزام المغرب التعاون مع الاممالمتحدة. الى ذلك، تدخل الوسيط بيكر للمرة الثانية واقترح تحديد النقاش في قضايا سياسية أو تقنية. لكنه طلب من وفدي الجزائر وموريتانيا مواصلة الاجتماع أو الانسحاب. وفيما اختار الوفد الجزائري مغادرة القاعة، تمسك الوفد الموريتاني بمواصلة الاجتماع، مما أحدث بعض الارتباك في سير أعمال الاجتماع الذي استمر حوالى خمس ساعات، وتخلله بعض المناوشات طاولت مشاركة منشقين عن "بوليساريو" وقضايا جانبية أخرى. وأوضح بيكر انه سيعرض مضمون الاجتماع على الأمين العام للامم المتحدة بهدف وضع روزنامة جديدة للمساعي الدولية. لكنه لم يستبعد دعوة الأطراف المعنية الى اجتماع لاحق قبل نهاية حزيران يونيو المقبل.