سجلت استطلاعات الرأي في اسرائيل مزيداً من التدهور في شعبية حزب ليكود اليميني بسبب الفضائح التي تهزه، مما اضطر زعيم الحزب رئيس الوزراء ارييل شارون للجوء مساء امس الى ثلاث قنوات تلفزيونية كي يدافع عن نفسه في قضية رشوة مالية وخيانة للثقة تطاله مع نجليه وتتعلق بقرض قيمته 5،1 مليون دولار حصل عليه، خلافاً للقانون، بضمانة رجل اعمال جنوب افريقي يدعى سيريل كيرن. وانكر شارون ارتكاب أي مخالفات ووصف الاتهامات الموجهة اليه بأنها "افتراءات حقيرة"، متهماً حزب العمل بالتصرف بشكل "غير مسؤول". وفي مؤتمر صحافي بثته محطات التلفزيون مباشرة قبل ان تقطع البث بقرار من رئيس اللجنة المركزية الانتخابية الذي اعتبر ان تصريحات شارون تندرج في اطار "الدعاية السياسية" في اطار الانتخابات، قال شارون: "ليس لدي ما اخفيه... سأستمر في التصرف كما فعلت حتى اليوم". واضاف: "اعرف ان كل شيء تم بطريقة شرعية وضمن الاصول".وقال انه لا يوجد اي دليل على الرشوة في قضية تمويل ليكود وأن لدى احد ابنيه وثائق تثبت ان كل شيء كان قانونياً تماماً. واعلن امس في لندن، حيث استقبل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير زعيم حزب العمل الاسرائيلي المعارض عمرام متسناع، ان اسرائيل رفضت نداء شخصياً من بلير للسماح لوفد فلسطيني بحضور مؤتمر في العاصمة البريطانية الاسبوع المقبل مخصص لمناقشة اصلاح السلطة الفلسطينية ومؤسساتها. لكن الحكومة البريطانية أكدت ان الحوار سسيتمر "بشكل او بآخر". وفي اشارة الى تزايد التوتر بين البلدين قال الناطق باسم بلير ان اسرائيل سلمت ردها بعدما ارجأت اجتماعاً مقرراً بين رئيس وزرائها والسفير البريطاني، وأن الموقف الاسرائيلي "لم يتغير".. وجاءت الازمة الديبلوماسية بعد اتصال هاتفي غاضب بين وزيري الخارجية البريطاني والاسرائيلي الاثنين الماضي اتهم خلاله كل منهما الآخر بأن موقفه من مؤتمر لندن يلبد آفاق السلام. وعلى رغم محاولة المسؤولين البريطانيين أمس التقليل من تأثير لقاء بلير مع زعيم حزب العمل إلا ان الرسالة الواضحة من وراء الاجتماع هي تأييد بريطانيا غير المعلن لسياسة متسناع وبرنامجه الانتخابي الذي يدعو الى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين واقامة دولة فلسطينية مستقلة. وكان شارون اعترض على لقاء متسناع مع بلير واعتبر ذلك "تدخلاً بريطانياً في حملة الانتخابات الاسرائيلية". وأفاد استطلاع نشرت صحيفة "هآرتس" نتائجه أمس أن "ليكود" سيشغل 27 من مقاعد البرلمان الكنيست ال120 مقابل 31 منذ اسبوع و41 منذ اربعة اسابيع. ويشغل الحزب في البرلمان المنتهية ولايته 19 مقعداً. وتحدثت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن احتمال ان يشغل اكبر احزاب اليمين الاسرائيلية 32 مقعداً في البرلمان المقبل. اما صحيفة "يديعوت احرونوت" فرجحت احتمال ان يشغل ليكود 28 مقعداً مقابل 32 الاسبوع الماضي. واشار استطلاع ثالث نشرته "معاريف" الى تراجع "ليكود"، موضحاً انه سيشغل ثلاثين مقعداً مقابل توقعات اعطته 34 و40 مقعداً في استطلاعات سابقة. ولا يترجم تراجع ليكود بصعود لشعبية حزب العمل الذي تعطيه الاستطلاعات الاربعة بين 20 و24 مقعداً، وهو يتمثل حالياً ب 25 نائبا في الكنيست. ويستفيد من تراجع "ليكود" تشكيلات يمينية من بينها حزب شاس والحزب الوطني الديني، وخصوصاً حزب الوسط العلماني "شينوي" الذي قد يحصل على 17 مقعداً مقابل 14 حالياً.