} أفادت مصادر مطلعة أن قيادة الجيش الجزائري تدرس حالياً خطة جديدة لتشديد الحصار على معاقل الجماعات الإسلامية المسلحة في مناطق الشرق والوسط وغرب البلاد. لكنها أعربت عن الاعتقاد بأن الخطة الجديدة لن تخرج عن شكل العمليات التي كان ينفذها الجيش خلال الأعوام الماضية، من أجل شل نشاط عناصر التنظيمات المسلحة على المدى القصير. عمد قائد الناحية العسكرية الخامسة في الجزائر اللواء سعيد باي الى اقامة أول مركز عمليات يشرف عليه لواء في منطقة تيغرغار في ولاية باتنة 450 كلم شرق العاصمة. وأفيد أن الهدف من الخطوة ضرب البنى التحتية لقيادة "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في المنطقة، والتي مكنت عناصرها من التحرك في سرية كبيرة بعد الكمين الذي أودى السبت الماضي بحياة نحو 50 عسكرياً. وبحسب شهادات سكان المنطقة، يعمد عناصر الجماعات المسلحة منذ أسابيع إلى بناء ملاجئ وهمية ونشر عدد كبير من المواشي والحيوانات التي يسرقونها في مواقع بعيدة عن مراكز لجوئهم، بهدف استدراج أفراد الجيش إلى أماكن يصعب التحصن فيها. وفي ولاية تيزي وزو 100 كلم شرق العاصمة، تحدثت مصادر محلية عن تحضيرات يجري إعدادها على مستوى الناحية العسكرية الأولى لشن غارات جوية على بعض المواقع التي يعتقد بأن فيها ملاجئ للتنظيم المسلح في غابات سيد علي بوناب ومزرانة. وشهدت منطقة جنوب العاصمة عودة تصعيد أمني الأحد الماضي بعد مقتل 16 شخصاً في منطقة زبانة في ولاية البليدة 50 كلم جنوب العاصمة بعد أسابيع من هدوء خيم على المنطقة، اثر تفكيك شبكات "الجماعة الإسلامية المسلحة" التي يتزعمها أبو تراب الرشيد. ويعتقد بأن العمليات الجديدة التي تعدها القيادة العسكرية ستكون مشابهة من حيث الشكل والأهداف لتلك التي شهدتها منطقة قايد قاسم وأولاد علال في تشرين الأول أكتوبر 1997 والتي مكنت من قتل 120 عنصراً مسلحاً فضلاً عن تحطيم كل البنى التحتية ل"الجماعة الإسلامية المسلحة"، التي تراجعت لاحقاً نحو مرتفعات الشريعة في أعالي جبال البليدة. يذكر أن الحصيلة الأولية للاعتداءات التي هزت الجزائر منذ السبت الماضي تصل الى أكثر من 100 قتيل. وهو رقم قياسي منذ 1998، إذ أن المعدل الشهري لعدد القتلى استقر منذ العام 1999 بين 100 و120 قتيلاً. ويعتقد اللواء سعيد باي بأن التصعيد في الاعتداءات المسلحة "طبيعي لأن الجماعات الإرهابية لا تزال قوتها ضاربة". لكنه جدد قناعته في تصريحات صحافية، ب"ضرورة تجند الجميع لحصر نشاط أولوية الموت"، في إشارة إلى عناصر الجماعات المسلحة. وتعتقد أوساط أمنية مطلعة بأن الاعتداء الذي استهدف قافلة للجيش الجزائري السبت الماضي والذي أدى الى مقتل 49 جندياً مظلياً من القوات الخاصة، وإصابة 15 آخرين بجروح، ربما مكن مسؤول المنطقة الخامسة في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" عماري صايفي المدعو عبدالرزاق البارة وهو مظلي سابق في الجيش من تحقيق تقدم داخل التنظيم المسلح. وتشهد "الجماعة السلفية" منذ سنة صراعاً بين أصحاب التكتيك العسكري والقيادات المرجعية في القضايا الدينية والسياسية. وراح بعض هؤلاء ضحية هذه الصراعات. وفي شأن ما تردد في الأوساط الإعلامية عن وجود عناصر من تنظيم "القاعدة" داخل "الجماعة السلفية" خلال الاعتداء الأخير نفت المصادر الأمنية علمها بوجود نشطاء عرب في الوقت الراهن في الجزائر. وأكدت أن ما يتردد "كلام صحف لا نوليه أهمية كبيرة". ومنذ القضاء على موفد تنظيم "القاعدة" إلى منطقة المغرب العربي ودول الساحل "أبو محمد اليمني"، أصبحت الصحف الجزائرية تجتهد في "اكتشاف" نشطاء من تنظيم "القاعدة" في صفوف الجماعات الإسلامية المسلحة. وتحدثت الصحف عن وجود نشطاء من التنظيم الذي يتزعمه أسامة بن لادن في ولايات باتنة وبومرداس وتيزي وزو وبجاية، وهي المناطق التي تنشط فيها "الجماعة السلفية" بقيادة حسان حطاب والمعروفة بصلاتها المميزة على المستوى التنظيمي والفكري واللوجيستي بتنظيم "القاعدة".