أطلت المطربة اللبنانية تانيا صالح اول من امس على الجمهور اللبناني في مهرجانات جبيل، وكانت اصدرت اخيراً ألبوماً جديداً من انتاج شركة "ميوزك ماستر" يضم سبع اغان. في لقاء مع "الحياة" قالت: "المشاركة في المهرجانات تأخذ الكثير من الوقت والتحضير، وأقدر لميشال الفتريادس منظم مهرجان جبيل دعوتي الى المشاركة، فالمهرجانات عادة ما تكون محصورة بالنجوم العالميين". تقدم تانيا صالح مادة غنائية تشبه "السهل الممتنع"، عادة ما تكون من تأليفها وتلحينها، يساعدها في ترجمة افكارها الموسيقي عصام الحج علي وفيليب طعمة: "اتطرق دائماً الى قضايا اجتماعية، ومشكلات يعاني منها الناس جميعاً، فأنا شخص يراقب ويشعر بما يدور حوله من خراب وفوضى". الجيل الجديد والشاب هو من تغني له صالح، لأنه الجيل الذي سيغير ويقلب المعادلة السائدة حالياً. "انا لا احرض الشباب وانما اسخر من الواقع، وأدفع الناس بما اقدم للتفكير بما يدور حولهم، والتنبه الى انهم اصبحوا كالسياح في بلدهم، لا ضمان لهم ولا مستقبل والبطالة متفشية في كل مكان، وأظن ان بداية التغيير تكمن في التفكير بالحلول، تمهيداً لتحقيق الهدف الذي قد يتحقق مع الاجيال المقبلة". تؤكد صالح على شخصيتها الفنية المستقلة، وتصنف ما تقدمه في خانة الاغاني اللبنانية "اعمل جاهدة للحفاظ على استقلاليتي الفنية، حتى لو كان ذلك على حساب الوصول الى الجمهور العريض، يكفي ان من يسمعني يعرف تلقائياً انه صوت تانيا صالح، مع العلم انني انتقد نفسي دائماً ويساعدني في ذلك عملي السابق في مجال الاعلانات". وتوقفت صالح عند ما تشهده الساحة الفنية حالياً من مزج للآلات الموسيقية الغربية والعربية، إضافة الى الموجة الجديدة من الاغاني اللبنانية، فأكدت ان مزج الموسيقى موضة قديمة يلجأ اليها جميع الفنانين في العالم، وتحدثت ايضاً عن غياب الشخصية العربية في الموسيقى "ايام الحكم العربي في اسبانيا، كان مزج الموسيقى بدعة فنية قيمة ساعد على تطويرها الابداع الفني السائد في تلك المرحلة من الزمن، نحن نعيش حالياً حال انحطاط، ونلحق بكل ما هو غربي، ولا نراعي التناغم بين الموسيقى، همنا الاساس ما يدفع الناس للرقص والهز اكثر". اطلالات صالح الفنية قليلة نوعاً ما، وهي تعزو السبب الى رغبة شركات الانتاج والملحنين والكتاب بالوصول الى الشهرة سريعاً والحصول على المال بسرعة، "انا لا استطيع ان استقل هذه الموجة ولست دمية متحركة". تؤكد صالح انها لا تستوحي من احد لا سيما الفنان زياد الرحباني "هناك الكثير ممن استوحي منهم غير زياد الرحباني، مثل عمر الزعني مثلاً وصلاح جاهين وغيرهم، المشكلة اننا جميعاً نعالج المواضيع الاجتماعية نفسها"، وتختم: "المعادلة بالنسبة الي بسيطة جداً انا احب اللهجة اللبنانية، اشعر بمشكلات الناس في المجتمع اتكلم اللغة العربية دائماً حتى في مجتمع كل ما فيه مستورد".