القاهرة - أ ف ب - حمل الموسيقي اللبناني زياد الرحباني أمس، في مؤتمر صحافي في القاهرة، على رداءة الموسيقى التجارية التي تنتجها غالبية كبار المنتجين العرب وتجاهلهم للموسيقى الجادة والحقيقية برأيه. وقال الرحباني ضيف مهرجان القاهرة الدولي لموسيقى الجاز الذي يفتتح غداً، ان «الموسيقى التجارية الرديئة التي تقوم الشركات بتسويقها تشوه الموسيقى، تحت ادعاء ان الأجواء الشعبية تريد مثل هذه الموسيقى، الا ان الواقع يقول ان الذوق الشعبي اكثر ارتقاء من ذائقة هؤلاء المنتجين». وتأكيداً على كلامه أفاد بأن «التجربة الرحبانية قدمت في بعض اعمالها ترجمات لموسيقى عالمية متطورة، لم تكن معروفة في عالمنا العربي مثل موسيقى «انا والقمر جيران»، و «بعدك على بالي»، ولم يستخدم فيها لا طبلة ولا رقاً، وعلى رغم ذلك احبها الجمهور جداً». وأكد أن «الموسيقيين الجادين خسروا السوق وهذا حقيقي ولكنهم ينقلون تجربة موسيقية حية عن واقعهم الاجتماعي يختلف عن الموسيقى التجارية التي تكثر من الطبلة والرق والراقصات». وتابع الرحباني: «تأثرت بشكل رئيس بموسيقى الرحابنة وسيد درويش التي اتاحت لي الظروف ان اطلع عليها مباشرة ومنذ مرحلة مبكرة من عمري ومن خلال اهتمامات الأسرة بالموسيقى الشرقية في مصر التي أثرت كثيراً في الموسيقى اللبنانية وفي سورية، وإلى جانب الموسيقى الرحبانية التي اهتمت أيضاً بالتراث الموسيقي اللبناني والسوري واستطاعت ان تقدمها بشكل جميل». وحمّل الرحباني «شركات الإنتاج والتوزيع مسؤولية عدم اكتمال اعمال موسيقية مهمة في العالم العربي». وأكد ضمن السياق ان «هناك اسطوانة جاهزة لوالدته فيروز منذ اكثر من عام ولم نجد موزعاً يقوم بتسويقها، على رغم ان فيروز تولّت انتاجها». وفي رده على سؤال حول اغانيه السياسية الساخرة وتوقفه عن ابداع المزيد منها، قال ان «الظروف تغيرت وأصبحنا الآن في حالة سلام وقد تكون حالة هدنة طويلة لأنه من الممكن ان يؤدي الوضع الطائفي والأوضاع القائمة الى تفجير حرب جديدة بأي وقت»، وأردف ضاحكاً «عندها ممكن ان نعود ثانية للأغاني السياسية». وعن موسيقى الجاز، أفاد: «انا ارفض التصنيفات في موسيقى الجاز بين الجاز الشرقي والغربي الى آخره من تسميات. موسيقى الجاز هذ موسيقى الشعوب التي تفهمها وتعبر عن معاناتها من دون تصنيفات. فلا يوجد هناك موسيقى غربية ولا موسيقى شرقيه هناك موسيقى يستمتع بها البشر». ويكرم المهرجان هذه السنة ثلاثة موسيقيين كبار هم زياد الرحباني الذي سيفتتح أولى ليالي المهرجان مساء غد، وعمر خيرت الذي سيختتمه الى جانب الموسيقي الإسباني كارلوس بنافنت الذي مزج موسيقى الجاز بموسيقى الفلامنكو. واعتبر الرحباني ان «تكريمه الحقيقي «بالحشد الإعلامي الذي حضر المؤتمر الصحافي وفي فرصة اللقاء مع الناس والتفاعل معهم بموسيقى لن يتاح لهم سماعها في ظل ظروف الإنتاج والتوزيع القائمة».