أنقره، باريس - "الحياة" على عكس ما كان يتوقعه الزعيمان القبرصيان التركي رؤوف دنكطاش واليوناني غلافكوس كليريدس، مارس الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ضغوطًا قوية عليهما خلال اللقاء الذي جمعه بهما في باريس ضمن برنامج المفاوضات المباشرة بين الطرفين القبرصيين والتي بدأت في كانون الثاني يناير الماضي. وأكدت مصادر ديبلوماسية تركية ل"الحياة" بأن أنان الذي كان التقى كلاً من الزعيمين القبرصيين على حدة أولاً قبل أن يجتمع بهما مجددًا معًا إلى غداء عمل، طرح للمرة الأولى سلسلة من الأفكار. واعتبرت المصادر أن دور أنان خلال اللقاء كان أكبر وأكثر فاعلية من دوره في اللقاء السابق الذي جمعه بكليريدس ودنكطاش في قبرص في أيار مايو الماضي، إذ أعطى في شكل لبق كلا الطرفين مهلة حتى الثالث من تشرين الاول أكتوبر المقبل، للتفكير والنظر في ما أورده من اقتراحات قبل أن "يضطر" إلى وضعها في شكل رسمي أمامهما على الطاولة خلال اللقاء المقرر في نيويورك في الثالث من تشرين الاول المقبل. وعقب الاجتماع أشار مفوض أنان الشخصي للمسألة القبرصية ألفارو دي سوتو إلى "دور" سيقوم به خلال اللقاءات المقبلة بين الزعيمين القبرصيين في قبرص قبل اجتماع نيويورك، فيما صرح المتحدث باسم الحكومة القبرصية اليوناني ميخاليس بابابدرو بأن "الاوضاع تزداد صعوبة كلما اقتربنا من نهاية السنة الجارية، وأعتقد أن ضغوط الاممالمتحدة على كلا الطرفين ستزداد مع كل يوم جديد وكلما اقتربنا من تاريخ الرابع من الشهر المقبل"، فيما امتنع الجانب التركي عن الإدلاء بأي تصريحات. ومن المعروف أن الجانب التركي يرفض تدخل الأممالمتحدة في المفاوضات، وكان دنكطاش صرح قبل توجهه إلى باريس وعقب لقائه بالمسؤولين الأتراك في اسطنبول بأنه لا ينتظر أي جديد من اجتماع باريس وأن الجانب التركي يرفض تدخل أنان في المفاوضات وطرحه أي اقتراحات للحل. وكان دنكطاش تقدم بمسودة حل الشهر الماضي يقترح فيها حلاً كونفيديراليًا يستند إلى النموذج السويسري لتقسيم الاوضاع الداخلية وتنظيمها والنموذج البلجيكي في التمثيل الموحد خارجيًا، إلا أن الاقتراح لم يدرج في سجل المفاوضات. وفيما أكد أنان خلال لقاء باريس على ضرورة الاسراع لإيجاد حل للمسألة القبرصية قبل نهاية السنة الجارية، فإن الاتحاد الاوروبي أيضًا ينتظر تحقيق تقدم في المفاوضات القبرصية قبل اجتماع رؤسائه منتصف الشهر المقبل من أجل الاعداد لقمة كوبنهاغن في نهاية السنة والتي سيجدد خلالها موقف الاتحاد من عضوية قبرص ويحدد موعداً لمفاوضات عضوية تركيا في الاتحاد. وفيما تشير مصادر مستقلة إلى أن الاتحاد قد يسعى إلى إرضاء جميع الاطراف من خلال تحديد تاريخ معين لبدء مفاوضات تركيا وضم القسم اليوناني من جزيرة قبرص إلى عضويته، فإن الاوساط السياسية التركية كانت هددت بضم شمال قبرص إلى تركيا في حال قبول الاتحاد عضوية قبرص الجنوبية اليونانية قبل حل المسألة القبرصية.