يعقد البرلمان التركي اليوم جلسة سرية لمناقشة القضية القبرصية وانعكاس موقف تركيا من تلك القضية على العلاقات بين انقرة والاتحاد الاوروبي مع اقتراب موعد قبول الاتحاد عضوية الجزيرة القبرصية وهو القرار الذي سيضع تركيا في موقف صعب وأمام خيارات مؤلمة على حد قول وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم. وتعقد الجلسة بناء على طلب قدمه 125 نائباً في مقدمهم محمد ارتامشيليك وزير الدولة السابق لشؤون الاتحاد الاوروبي الذي يرى ان تضارب الآراء داخل الحكومة حول مستقبل القضية القبرصية والعلاقات مع الاتحاد الاوروبي يهدد مصالح تركيا الاستراتيجية، ويعتبر من الخطأ التهديد بمقاطعة الاتحاد الاوروبي وإلحاق شمال الجزيرة بتركيا في مقابل وعود الاتحاد الاوروبي بضم الجزيرة الى الاتحاد وقبول عضويتها قبل التوصل الى حل للمسألة القبرصية. ويلقي وزير الخارجية كلمة خلال تلك الجلسة يتطرق فيها الى تطورات القضية واحتمالاتها المستقبلية. وكان رئىس الوزراء بولند اجاويد هدد في حال اقرار الاتحاد الاوروبي ضم قبرص بأن تضم تركيا الشطر الشمالي اما كمحافظة تركية جديدة، او كولاية لها حكمها الذاتي ومرتبطة بأنقرة في شؤون الأمن والسياسة الخارجية. من جهة اخرى ا ف ب بعث الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش برسالة الى الاممالمتحدة قبل الاعلان عن لقائه مع الرئيس القبرصي غلافكوس كليريدس أكد فيها من جديد أن توحيد قبرص يجب أن يتم بين "دولتين". وتؤكد الرسالة الموجهة الى الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان في 12 الشهر الجاري على الموقف التقليدي لدنكطاش الذي يترأس "جمهورية شمال قبرص التركية" التي تعترف بها أنقره فقط. وكتب في الرسالة أن اي تسوية في قبرص يجب أن تكون بين "دولتين متساويتين وتتمتعان بالسيادة"، كما قال مسؤول قبرصي تركي طلب عدم كشف اسمه. واتفق كليريدس ودنكطاش على اللقاء في الرابع من الشهر المقبل في نيقوسيا، في مقر الاممالمتحدة الواقع على "الخط الاخضر" الفاصل بين جنوب الجزيرة وشمالها المحتل من تركيا. وكان دنكطاش اعلن الاثنين عن اجتماع القمة هذا الاول منذ منذ أربع سنوات. وصرح المتحدث باسم الحكومة القبرصية ميخالس بابابترو أمس الاربعاء أن كليريدس وافق على عقد القمة حتى وإن علم بوجود هذه الرسالة. لكنه اعتبر أن موقف دنكطاش لا يشجع بطبيعته على إحراز تقدم أثناء لقاءات مقبلة.