انقرة - "الحياة" قال زعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش ان تشاؤمه ازاء التوصل الى حل للمسألة القبرصية زاد بعد قراءته مسودة الخطة التي تقدم بها الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. وأوضح دنكطاش أن انان لا يزال مصراً على حل المسألة القبرصية استناداً لما كان يسمى بالجمهورية القبرصية منذ أربعين عاماً، رافضاً الاعتراف بهذه الجمهورية التي يرأسها مبدئياً الزعيم القبرصي اليوناني غلافكوس كليريدس. وجاء ذلك اثر عودة دنكطاش من نيويورك الى شمال قبرص امس، بعد توقفه ساعتين في اسطنبول التقى خلالهما زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء التركي عبدالله غول. ولوحظ ان دنكطاش رفض الحديث في تركيا وفضل التعبير عن رأيه في مسودة الحل الدولية أمام حشد استقبله في المطار شمال نيقوسيا. وكرر تأكيده أن ضم الجمهورية القبرصية التي يمثلها القبارصة اليونان الى الاتحاد الاوروبي خلال القمة الاوروبية المقررة في كوبنهاغن في 12 الشهر الجاري، سيؤدي الى فشل المفاوضات القبرصية. واوضح أن القبارصة اليونانيين لن يهمهم حل المسألة القبرصية بعد ان ينضموا الى الاتحاد الاوروبي، و"حينها سيرفضون ابداء أي مرونة او تقديم أي تنازلات في المفاوضات، مما سيصل بنا الى طريق مسدود". وأضاف أن الاتحاد الاوروبي لا يستطيع أن يتحمل تبعات ضم قبرص اليونانية اليه "فنحن نرى الى أي مسار تسير الامور وكم سيكلف ضم قبرص اليونانية الى الاتحاد قبل حل المسألة القبرصية، ولكننا لن نكون حتماً من يدفع ذلك الثمن". واعتبر دنكطاش أن عدد القبارصة اليونانيين الذين سيعودون الى الشطر الشمالي سيفوق العدد الذي جاء في المسودة، مما سيعيد الاختلاط بين القبارصة الاتراك واليونانيين من جديد، وهو ما يرفضه الجانب التركي تماماً ويصر على حل ثنائي الطوائف والمناطق في الجزيرة. وكانت أنقرة طالبت مراراً بتأجيل قبول عضوية قبرص في الاتحاد الاوروبي، فيما حرص كل من الاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة وأميركا على الضغط على أنقرة لحل المسألة القبرصية سريعاً قبل قمة كوبنهاغن الاوروبية. وكان الزعيمان القبرصيان دنكطاش وكليريدس قدما تقريراً ضمناه اعتراضاتهما على ما جاء في مسودة الحل الدولية، وبدأ انان دراسة هذه الاعتراضات من أجل اجراء بعض التعديلات على المسودة وعرضها عليهما من جديد قبل القمة الاوروبية. وفي الوقت نفسه، ذكر رئيس الوزراء التركي عبدالله غول عقب لقائه السريع مع دنكطاش أنه يتمنى أن يحدد الاتحاد الاوروبي موعداً لبدء المفاوضات مع أنقرة على عضوية الاتحاد، مشيراً الى أن ذلك القرار سيسهل حل الكثير من المشاكل العالقة ومن بينها القضية القبرصية. كذلك أكد اردوغان أن هذا الموعد يجب الا يتخطى عام 2003، رافضاً اقتراحاً عرضه الاوروبيون لمنح تركيا تاريخاً مشروطاً في تموز يوليو عام 2005. وفي وقت يحاول كل من الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي الوصول الى حل وسط في شأن القضية القبرصية قبل قمة كوبنهاغن، يعلق كثيرون في تركيا أهمية على الزيارة التي يقوم بها اردوغان لواشنطن غداً الاثنين، للقاء الرئيس الأميركي جورج بوش بدعوة من الاخير. ورأى مراقبون أن واشنطن التي كانت عرضت على أنقرة صفقة لدعم دخولها الاتحاد الاوروبي في مقابل دعم تركي كامل في المسألة العراقية، وجدت أن الاتحاد الاوروبي لا يرغب في تغيير موقفه من أنقرة، مما سيضطر واشنطن الى اقتراح صفقة جديدة على أنقرة خلال زيارة أردوغان.