سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الذهب يتجه الى حدود 400 دولار ... والخام قد يسجل 100 دولار للبرميل . ارتفاع كبير لاسعار الذهب والنفط في الاسواق الدولية يتزامن مع تنامي حديث الحرب وذكرى اعتداءات ايلول
مع تحذيرات وزير النفط السعودي السابق احمد زكي يماني بأن سعر برميل النفط قد يتجاوز 100 دولار "اذا ضربت صواريخ عراقية السعودية والكويت" ارتفعت اسعار الخام والذهب ومختلف المعادن الرئيسية في الاسواق الدولية مع اقتراب "الحسم في العراق" والذكرى الاولى لاعتداءات ايلول سبتمبر على الولاياتالمتحدة. ولم يتكرر بعد ارتفاع الذهب الى اعلى مستوى حققه قبل 12 عاماً عندما سجلت الاونصة 400 دولار مع الغزو العراقي للكويت عام 1990، او الى 850 دولاراً عام 1980 بعد الثورة الاسلامية في ايران وبدء الحرب العراقية - الايرانية والغزو السوفياتي لافغانستان وهي عوامل اثارت موجات شراء للذهب لم يسبق لها مثيل. كما لا يزال سعر الخام نحو نصف السعر الذي سُجل بعد غزو الكويت. وفسر بعض الخبراء ان ارتفاع الذهب قد يعود في بعض جوانبه الى تراجع سعر صرف الدولار مقابل العملات الرئيسية في العالم. لندن - "الحياة"، رويترز - اقبل المستثمرون على سوق الذهب امس في الوقت الذي تستعد فيه الولاياتالمتحدة وبريطانيا لشن حملة عسكرية محتملة على العراق ومع اقتراب الذكرى الاولى على اعتداءات 11 ايلول الماضي على نيويورك وواشنطن. وسجل الذهب 316.80 دولار للاونصة ارتفاعا من 314.70/ 315.20 دولار عند اقفاله السابق في نيويورك مساء الاربعاء ليبلغ أعلى مستوى له منذ 14 آب اغسطس الماضي. وبهذه المكاسب يكون سعر الذهب ارتفع بنسبة 17 في المئة بالمقارنة بمستواه في مثل هذا الوقت من العام الماضي. وأرجع محللون ومتعاملون في لندن مكاسب الذهب في الفترة الاخيرة للاقبال على الشراء قبيل ذكرى مرور عام على هجمات 11 ايلول. وقال بيتر هيليارد مدير مبيعات المعادن في "ايه. ان. زد انفستمنت بنك": "لا يمكن التهوين من اهمية الذكرى خصوصاً في ضوء استعداد الولاياتالمتحدة لشن حرب ضد العراق". وارتفع الذهب على الفور نحو عشرة في المئة في اعقاب الهجمات الى 295 دولاراً للاونصة مع لجوء المستثمرين اليه كملاذ آمن وسط الفوضى المالية التي اثارتها الهجمات. وكانت المخاوف من تكرار الهجمات على الولاياتالمتحدة العامل الرئيسي وراء ارتفاع الذهب الى مستوى 330.30 دولار اعلى مستوى له منذ عامين ونصف العام في حزيران يونيو الماضي. وتدعم السعر كذلك بانخفاض اسعار الاسهم وتراجع الدولار وتفاقم الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني وتباشير الحرب بين باكستان والهند وسعي شركات تعدين الذهب الرئيسية لخفض مبيعاتها الآجلة من المعدن للاستفادة من ارتفاع السعر الفوري. وقال جون ريدي محلل سوق المعادن في "يو. بي. اس واربرغ" من المرجح ان يتدعم الذهب مع اقتراب ذكرى هجمات 11 ايلول و"تنامي التوقعات بقرب شن هجوم على العراق". وقال الرئيس الاميركي جورج بوش مساء الاربعاء انه سيطلب من الكونغرس تأييد عمل عسكري ضد العراق وسيوضح "التهديد الخطير" الذي يشكله برنامج التسلح العراقي خلال حديث سيدلي به في 12 ايلول الجاري في الاممالمتحدة. من جهة ثانية ارتفع سعر خام القياس "برنت" في التعاملات الالكترونية المبكرة في بورصة النفط الدولية في لندن مدعوماً بانخفاض حاد في امدادات الوقود الاميركية واستمرار المخاوف المتعلقة بتوجيه ضربة عسكرية للعراق. وفي الساعة 36.7 بتوقيت غرينتش سجل "برنت" في عقود تشرين الاول اكتوبر 27.48 دولار بزيادة 38 سنتاً لكنه تراجع عند الظهر الى 27.28 دولار للبرميل. وفي نيويورك بلغ سعر الخام الاميركي الخفيف في عقود تشرين الاول 28.68 دولار بارتفاع 41 سنتاً على نظام اكسيس للتعاملات الالكترونية في بورصة نايمكس. وارتفعت اسعار الخام الآجلة مساء الاربعاء بعد ظهور دلائل على ان الولاياتالمتحدة تصعد من استعداداتها لشن حملة عسكرية على العراق المصدر الكبير للنفط. واظهرت احدث بيانات معهد البترول الاميركي الصادرة الاربعاء بعد اغلاق التعاملات في نيويورك انخفاض المخزونات الاميركية بمقدار ضخم بلغ 6.3 مليون برميل لتصل الى 298.9 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في 30 اب اغسطس الماضي. وادى هذا الخفض في مخزونات الخام الاميركية الى اعادتها الى مستوى اقل بنحو ستة ملايين برميل عن مستواها قبل عام. واشار المعهد كذلك الى انخفاض في مخزونات البنزين وزيت التدفئة. وتوقع بعض المحللين ان تزيد "اوبك" سقف انتاجها الرسمي في اجتماعها المقبل في 19 الجاري حتى اذا كان ذلك فقط لتبرير تجاوزاتها الكبيرة لسقف الانتاج. لكن عدداً كبيراً من وزراء "اوبك" قال انه يعارض زيادة الانتاج. وابلغ الفارو سيلفا الامين العام للمنظمة الصحافيين الاربعاء في البرازيل ان اسواق النفط الدولية تحصل على ما يكفي من امدادات الخام في الوقت الراهن. في المقابل ذكرت وكالة انباء "اوبكنا" نقلاً عن امانة المنظمة ان سعر "سلة اوبك" ارتفع قليلاً الاربعاء الى 26.22 دولار للبرميل من 26.14 دولار الثلثاء. 100 دولار للبرميل في ميسيري فرنسا قال وزير النفط السعودي السابق احمد زكي يماني ان الرئيس العراقي صدام حسين سيرد في حالة تعرضه لهجوم اميركي شامل بضرب السعودية والكويت ما سيدفع سعر برميل النفط الى مستوى 100 دولار. وقال يماني، الذي عرف صدام حسين للمرة الاولى عندما توسط في خلاف بين العراق وسورية عام 1975 ان الرئيس العراقي "قد يكشف عن خطورته خصوصاً اذا ما بدا انه سيفقد السلطة. واضاف في مقابلة مع "رويترز" ان "مهاجمة العراق في رأيي يمكن ان تكون كاللعب بالنار. احد السيناريوهات ولا اعرف ما ان كان سيناريو صالحاً ام لا هو ان لدى الرجل بعض الاسلحة البيولوجية والاسلحة الكيماوية وهذا ما يحاول البريطانيون وآخرون تأكيده لنا... من الخطر ان تجعل ظهره الى الحائط. اذا ازدادت الحال سوءاً على سوئها فما الذي يمنعه من اطلاق نيران هذه الاسلحة على الدولتين المجاورتين له في الجنوب وهما الكويت والسعودية. سيلقى مئات الاف الاشخاص حتفهم وستتوقف عمليات النفط لبعض الوقت". وقال يماني انه يجب التفكير بجدية في ما قام به الرئيس العراقي عندما طردت قواته من الكويت في حرب الخليج عام 1991. واضاف: "عندما غادر الكويت احرق ابار النفط قبل الرحيل... بالطبع تأخذون درساً من هذا سيكون الامر خطيراً جداً". وذكر يماني ان جنرالات اميركيين وبريطانيين وخبراء حضروا أخيراً حفلة نظمها مركز دراسات الطاقة العالمية الذي يرأسه لم يستبعدوا سيناريو مهاجمة السعودية والكويت من جانب العراق. وقال: "عام 1975 اخترت كوسيط بين العراق...عندما اقامت سورية سداً فوق الفرات وكان الجيشان السوري والعراقي يواجه الاخر على الحدود. تدخلت السعودية وكنت انا الوسيط. اعتدت مقابلته صدام يومياً... قلت انك لا يمكن ان تدفع ظهره قط الى الحائط وهو اقوى كثيرا من قط. يتعين ألا نستهين به. ان رد فعل صدام على هجوم اميركي سيؤدي الى ارتفاع اسعار النفط الى عنان السماء... اعتقد ان اسعار النفط ستصل الى ثلاثة ارقام، مئة فما فوق ،ما سيكون بمثابة كابوس للاقتصاد الدولي و"اوبك" التي تعمل جاهدة على الحفاظ على اسعار النفط عند مستويات مستقرة منذ انهارت الاسعار الى ما دون العشرة دولارات في عام 1998".