نجا محمد ضيف، "المطلوب الرقم 1 للدولة العبرية"، من موت محقق بعد ظهر أمس عندما هاجمت مروحية إسرائيلية بصاروخ سيارة مدنية أثناء سيرها في احد الشوارع المكتظة في مدينة غزة، ما ادى الى استشهاد فلسطينييْن وإصابة 40 آخرين. وكان اربعة فلسطينيين وضابط اسرائيلي قتلوا في حوادث متفرقة في الاراضي الفلسطينية، فيما واصل الجيش الاسرائيلي حصاره لمقر الرئيس ياسر عرفات في رام الله لليوم السابع على التوالي، وسط مخاوف على صحة الرئيس وبعض المحاصرين. أعلنت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في بيان امس ان اثنين من مقاتلي ذراعها العسكرية "كتائب عزالدين القسام"، استشهدا في الهجوم الذي شنه الجيش الاسرائيلي واستهدف محمد ضيف، "المطلوب الرقم 1 لاسرائيل". وافاد مصدر طبي ان ضيف اصيب في محاولة الاغتيال لكنه نجا من الموت. وكانت مروحية من طراز "اباتشي" شنت هجوما استهدف سيارة مدنية في منطقة الشيخ رضوان في غزة، ما ادى الى مقتل فلسطينييْن واصابة 40 من المارة. والشهيدان هما عيسى عطية بركة أبو عجيرم 31 عاماً وعبد الرحيم اسماعيل حمدان، وهو ابن القيادي البارز في حركة "حماس" الشيخ أحمد عز حمدانالذي استشهد اثنين من ابنائه في أوقات سابقة. وتوعدت "حماس" بان "تظل الميادين المجاهدة خفاقة حتى تكبر فوق حيفا ويافا وعسقلان"، في اسرائيل مضيفة انها "تعلن استمرار جهادنا حتى دحر العدو من بلادنا المغتصبة"، فيما اعلن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، أحد قياديي حركة "حماس"، أن "ضيف نفسه هو الذي سيرد بقوة على هذا الهجوم الذي ارتكبته دولة الإرهاب"، في إشارة إلى إسرائيل. ويعتبر ضيف "المطلوب رقم واحد" للدولة العبرية منذ عام 1996 في أعقاب توليه قيادة "كتائب القسام"، إلى أن تولى هذه المهمة صلاح شحادة لدى خروجه من السجن عام 1999، واغتالته إسرائيل في 22 تموز يوليو الماضي في قصف منزله بصاروخ من طائرة مقاتلة من طراز "إف - 16". ويعتقد أن ضيف عاد وتولى قيادة الكتائب في اعقاب استشهاد شحادة قبل نحو ثلاثة أشهر. وتنسب الدولة العبرية إلى ضيف التخطيط لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل وضد أهداف إسرائيلية أخرى أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 80 إسرائيلياً. ونجا ضيف، الذي يحيط به الكثير من الغموض والمطلوب منذ 13 عاماً، من محاولة اغتيال سابقة استهدفته وخبير المتفجرات رفيقه في "كتائب القسام" عرفان الغول، إلا أن ابن الغول استشهد في العملية. وكانت السلطة اعتقلت ضيف قبل نحو 3 سنوات وافرجت عنه من أحد سجونها قبل نحو عامين بعد أن قصفت إسرائيل سجوناً في مدينة غزة يُعتقل فيها سجناء من حركة "حماس" وفصائل أخرى من بينهم ضيف. وقالت مصادر طبية في مستشفى الشفا في غزة إن نحو 40 شخصا اصيبوا بحروق وجروح وكسور، مشيرة الى اصابة 15 طفلا دون سن 18 عاماً كانوا خرجوا من مدارسهم لتوهم، إضافة إلى 6 في حال خطر. وبدت السيارة التي أصابها الصاروخ مثل كتلة حديد متفحمة، فيما احترقت سيارة مجاورة كانت تمر في المكان لحظة القصف. غضب فلسطيني وساد غضب شديد الشارع في قطاع غزة أمس في أعقاب عملية الاغتيال البشعة، وتوجه آلاف المواطنين إلى مكان القصف للاطلاع على حجم الاضرار والمساعدة في اخلاء المصابين والجرحى، فيما توجه آلاف آخرين إلى مستشفى دار الشفاء في غزة لعيادة الجرحى ومشاهدة الجثث المتفحمة والمقطعة الأوصال أو المشوهة. وقال مواطن، بعد ان شاهد الجثث، ان "الحل الوحيد هو تنفيذ عملية فدائية في كل يوم في إحدى المدن الإسرائيلية كحل واحد وحيد لاسقاط رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون وأهدافه بتركيع الشعب الفلسطيني". ودانت السلطة الفلسطينية بشدة عملية "الاغتيال" التي اعتبرها وزير الحكم المحلي الدكتور صائب عريقات "جزءا من جرائم الحرب وارهاب الدولة المتواصل"، محملا الحكومة الاسرائيلية "مسؤولية هذه الجريمة ونتائجها". كذلك دعا نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني مجلس الامن الى "محاسبة اسرائيل" و"اجبارها على تنفيذ قرارته وارسال مراقبين دوليين الى الاراضي الفلسطينية". الى ذلك، ذكرت اذاعة الجيش ان المدعي العسكري رفض طلبا تقدمت به مجموعة "كتلة السلام" التي دعت الى تحقيق في دور قائد سلاح الجو في الغارة الجوية التي استهدفت غزة في 22 تموز يوليو الماضي. وادى اطلاق ثلاثة من صواريخ "القسام" من قطاع غزة وسقوطها مساء اول من امس في مدينة "سديروت" الاسرائيلية في صحراء النقب جنوب اسرائيل الى اصابة اربعة اشخاص بجروح. هجوم على مستوطنة وكانت جماهير غفيرة شيعت قبل قليل من عملية الاغتيال جثمان الشهيد بهاء أبو سلطان 22 عاماً، فيما هتف المشيعون بالرد على عمليات القتل والتدمير والاجتياح والاغتيالات اليومية بتنفيذ هجمات فدائية ضد الأهداف الإسرائيلية في كل مكان. وكان أبو سلطان استشهد في هجوم شنه على مستوطنة "ايلي سيناي"الواقعة شمال بلدة بيت لاهيا شمال القطاع. واصيب في الاشتباك جنديان إسرائيليان بجروح متوسطة، في حين اعلنت "كتائب شهداء الأقصى" التي ينتمي إليها الشهيد، ان ضابطاً إسرائيلياً قتل. وتوغلت قوات الاحتلال الاسرائيلي لاكثر من 500 متر في اراضي المواطنين في القرية البدوية في بيت لاهيا واطلقت نيران الرشاشات الثقيلة باتجاه منازل المواطنين في القرية وجرفت اراضي المواطنين. كما توغلت في بيت حانون شمال القطاع وهدمت منزلا وجرفت مزرعة للدواجن ومساحات زراعية واسعة. إلى ذلك، قال شهود إن قوات الاحتلال أقامت أخيراً ثلاثة مواقع عسكرية جديدة وسط قطاع غزةوجنوبه، في خطوة تهدف إلى تعزيز وجودها وقواتها في الوقت الذي يدور الحديث عن احتمال اجتياح قطاع غزة، على غرار ما يجري في مدن الضفة، في اطار الحرب المستعرة التي يشنها شارون على الفلسطينيين. وقال الشهود إن قوات الاحتلال أقامت موقعاً قرب مستوطنة "كسوفيم" جنوب مدينة دير البلح وسط القطاع، في حين أقامت الثاني شرق بلدة عسبان الواقعة شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع، والثالث شرق مدينة رفح الواقعة على بعد 40 كلم جنوب القطاعت، وهو الأضخم من بين المواقع الثلاثة. وأضافوا ان دبابات وآليات عسكرية كثيرة ادخلت إلى هذه المواقع، مشيرين إلى توقعاتهم احتمال ان تكون هذه الحشور تسبق عدواناً جديداً على القطاع. ثلاثة شهداء في الضفة ومقتل ضابط في غضون ذلك ا ف ب، رويترز، قالت القوات الاسرائيلية ان ناشطا فلسطينيا كبيرا "مطلوبا" منذ فترة طويلة قتل ضابطا قبل ان يُقتل بالرصاص في هجوم ل"القوات الخاصة" على مخبئه في كهف في طولكرم شمال الضفة. واوضح شهود ان الناشط هو نشأت ابو جبارة القيادي في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وافاد الجيش الاسرائيلي في بيان ان ابو جبارة اطلق رصاصة قاتلة على الضابط مارميل شتاين ارييل في وحدة الكوماندوس الاسرائيلية التي كانت تطبق على الكهف في كفر اللبد قرب طولكرم الخاضعة لحظر التجول قبل ان تتمكن الوحدة من قتله بالرصاص. وسمع شهود فلسطينيون دوي اطلاق الرصاص ثم انفجارات عدة، فيما قامت طائرات هليكوبتر اسرائيلية باجلاء الضابط الاسرائيلي. وفي وقت لاحق، قال شهود ان الجيش فجر بالديناميت بيت عائلة ابو جبارة. وكان الفلسطيني محمود ادريس 52 عاما قتل فجر امس برصاص اطلقه جنود اسرائيليون دخلوا المنطقة الغربية من مدينة جنين شمال الضفة، وفقا لمصدر امني فلسطيني. وفي مدينة الخليل، افادت مصادر طبية امس ان رضيعة فلسطينية توفيت اختناقا بسبب تنشقها الغاز المسيل للدموع الذي اطلقه الجيش في سوق مدينة الخليل جنوب الضفة. واضافت ان "الرضيعة غرام محمد ابراهيم الطل 14 شهرا من بلدة الظاهرية قرب الخليل كانت مع والدتها في سوق الخليل عندما اطلق الجيش صباح الخميس الغاز المسيل للدموع ... وتوفيت جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع". الى ذلك، بثت الاذاعة الاسرائيلية امس ان جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي شين بيت اعتقل الثلثاء فلسطينيا كان يعد لتنفيذ عملية انتحارية في القدس. واوقف الانتحاري المفترض الذي لم تعلن هويته على حاجز الرام على الطريق بين رام اللهوالقدس قرب مدخل المدينة المقدسة الشمالي. حملة اعتقالات في الضفة وتحدثت الاذاعة ايضا عن اعتقال نحو 15 فلسطينيا منذ ليل الاربعاء - الخميس في الضفة. واوضحت مصادر امنية فلسطينية ان اثنين من الفلسطينيين الذين تبحث عنهم اسرائيل اوقفا في بلدة طمون واعتقل فلسطيني ثالث في نابلس المجاورة. واكد مصدر عسكري اسرائيلي ان "وحدة خاصة" من "حرس الحدود" متنكرة في زي فلسطينيين اعتقلت المسؤول المحلي ل"كتائب شهداء الاقصى" في طولكرم نضال هنية 32 عاما بناء على معلومات من جهاز الامن الداخلي شين بيت بتهمة بالتورط في هجمات مناهضة وتجنيد اربعة ناشطين لتنفيذ عملية انتحارية احبطت في تموز يوليو. الى ذلك، نظمت "كتائب الاقصى" و"العودة" التابعتان لحركة "فتح" عرضا مسلحا امس في مدينة نابلس القديمة بمشاركة رمزية من "كتائب عز الدين القسام" التابعة ل"حماس"، تضامنا مع الرئيس ياسر عرفات. وحذرت "كتائب الاقصى" في خطاب امام سكان البلدة القديمة حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون من المساس بالرئيس عرفات المحاصر في مقره في رام الله. وقال مراسل وكالة "فرانس برس" ان نحو مئة ملثم جابوا شوارع البلدة القديمة في نابلس. وهو اليوم الثالث على التوالي الذي يقوم فيه سكان مدينة نابلس بتحدي حظر التجول وفتح محالهم ومزاولة اعمالهم وتوجه الطلاب الى المدارس، متحدين الدبابات الاسرائيلية.