يوم دام جديد مر على الفلسطينيين أمس الخميس سيطر فيه جيش الاحتلال الاسرائيلي على الميدان بتنفيذه سلسلة من عمليات الاغتيال والاعتقال وهدم البيوت وأحيانا حرقها. ونتجت عن العمليات الست التي نفذها خلال 12 ساعة استشهاد ستة في الضفة الغربية واثنين في قطاع غزة واعتقال 15 وسقوط العشرات من الجرحى. ويأتي التصعيد الاسرائيلي بالرغم من غياب ملحوظ للعمليات الفدائية عن الساحة الاسرائيلية، الامر الذي جعل ميزان الخسائر يميل أكثر فأكثر على الكفة الفلسطينية، فأصبح معدل القتل ثلاثة فلسطينين مقابل اسرائيلي واحد بعد أن كان يقترب من اثنين مقابل اثنين في الشهور الاولى من العام المنصرم. وأعلنت المصادر الأمنية والطبية الفلسطينية والشهود أن حمزة ابو الرب (35 سنة) المسؤول في حركة الجهاد الاسلامي قتل في قباطية قرب جنين وأحرق جنود الاحتلال منزله وهدموه بعد اشتباك مسلح استمر لساعات بين الطرفين، وأوضحت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد في بيان أعلنت فيه أن الشهيد تمكن من جرح أربعة من الجنود. وأقر ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان جنديا اصيب بجروح خطيرة وثلاثة آخرون بجروح اقل خطورة خلال هذا الاشتباك. واستشهد الفتى محمد عاشور (16 سنة) برصاصة في القلب خلال تبادل لاطلاق النار بين جنود الاحتلال واثنين من المسلحين في حي القصبة بمدينة نابلس تسبب ايضا في اصابة ثلاثة فلسطينين آخرين بجروح من بينهم فتاتان. واستشهد المسلحان بعد أن أطلقا النار على الجنود وقنابل يدوية. واستشهد الشاب جمال نادر (26 سنة) من كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح برصاص وحدة خاصة من الجيش الاسرائيلي في طولكرم. واستشهد في رام الله الشابان بسام الأشقر الناشط في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ومهدي أبو عبيد (19 سنة). وكان الأشقر يقود سيارة في وسط المدينة عندما باغتته وحدة اسرائيلية خاصة بوابل من النار واعتقلت عضو آخر من حماس كان يرافقه أما أبو عبيد فقد كان مارا في موقع الاغتيال وقتل بثلاث رصاصات في صدره. واستشهد سامر خليل شمالي الناشط في حركة فتح والمطارد من قبل اسرائيل في مدينة رام الله وزعمت المصادر العسكرية الاسرائيلية أنه قتل خلال محاولة اعتقاله، لكن مدير مستشفى رام الله حسني العطاري اكد أن عناصر من وحدات المستعربين الخاصة الاسرائيلية اقتحموا المستشفى مساء أمس واطلقوا النار على غرفة الحراسة التي يشرف عليها شرطيون فلسطينيون واعتقلوا اربعة منهم بعد ان اصابوا احدهم اصابة خطيرة وقاموا بجر الجريح على الأرض قبل أن يقتلوه فيما بعد. والشرطيون الثلاثة الذين اعتقلوا هم خليل عجوة واديب جواعده ومهند حجاوي. وفي قطاع غزة، استشهد فلسطينيان أحدهما عاصم السوسي (21 عاما) بنيران جنود الاحتلال عندما يحاولان التسلل الى مستوطنة نتساريم في قطاع غزة، بحسب مصدر عسكري اسرائيلي قال انهما كانا يرتديان ملابس مرقطة ومسلحين برشاشات هجومية وقنابل يدوية. واضاف ان جثتي احد الفلسطينيين سلمت الى السلطة الفلسطينية وجثة الثاني في طريقها اليها. وأقرت حماس بأن السوسي ينتمي لجناحها العسكري. وأعلن جيش الاحتلال أن جنوده اعتقلوا 12 فلسطينيا في الضفة الغربية وثلاثة آخرين في قطاع غزة. وقالت المصادر الفلسطينية ان ناشطين في كتائب عز الدين القسام احدهما طلال الباز المدرج على لائحة الاشخاص الذين تلاحقهم اسرائيل اعتقلا في قلقيلية. واعتقل متري فريج الضابط في الاستخبارات العسكرية الفلسطينية في بيت لحم وهو قريب الرئيس السابق لبلدية المدينة الياس فريج. واعتقل فلسطيني في نابلس بعد أن اصاب جنديا اسرائيليا بجروح طفيفة في تبادل لاطلاق النار. ونقلت صحيفة هآرتس الاسرائيلية عن مصدر عسكري ان ما لا يقل عن 1800 فلسطيني متهمين بالقيام بأنشطة مسلحة تم اعتقالهم خلال الاشهرالاربعة الاخيرة منهم 400 في شهر نوفمبر. وأكد مدير مخابرات نابلس طلال دويكات أن تكثيف العمليات التي تنفذها الوحدات العسكرية الخاصة للاحتلال والجيش الاسرائيلي يبين ان الحكومة الاسرائيلية غير معنية بوقف اطلاق النار بالرغم من تراجع العمليات الفدائية. وحذر من استئناف المسلسل الدموي. ونقل مراسل صحفي عن دويكات ان نشاط الجيش الاسرائيلي والوحدات الخاصة لا يستهدف المطلوبين كما يدعون، انهم يقتلون المارة والعزل في منازلهم، مشيرا الى سقوط ثمانية شهداء وهناك ايضا 28 جريحا في المستشفيات بنابلس لا يزالون في مراحل العلاج وبعضهم وضعه خطير، اضافة الى 12 جريحا غادروا المستشفى لاصابتهم بجروح طفيفة. وتساءل: جميع هؤلاء اصيبوا، فهل كلهم مطلوبون؟. ووصف الدويكات الوضع في مدينة نابلس بأنه متوتر والقناصة يطلقون النار على كل شيء متحرك ويبدو انهم سيواصلون نشاطهم هذه الليلة ايضا. واضاف إن الاهم بالنسبة لرئيس الوزراء ارئيل شارون هو تأجيل خريطة الطريق (التي اعدتها اللجنة الرباعية الدولية) وعدم توفير اي رادع دولي له عن السير في المسلسل الدموي نفسه. وقال ان شارون معني بالعودة الى دائرة العنف والعنف المضاد لانه سيستفيد انتخابيا من ذلك ففرصه الانتخابية اكبر في ظل العنف. وبذلك يرتفع الى 2064 فلسطينيا عدد الشهداء منذ اندلاع انتفاضة القدس في سبتمبر 2000 وسقط خلال المدة 681 يهوديا. النساء الفلسطينيات يبكين الضحايا في رام الله شبان فلسطين يبصمون أكفهم بدماء الشهداء في رام الله متعهدين بالثأر والشهادة