حقق التحالف اليساري المعارض "معاً من اجل مقدونيا" فوزاً كبيراً في الانتخابات البرلمانية اول من امس وفر له تشكيل حكومة بالشكل الذي يناسبه، فيما برز المقاتلون السابقون كقوة رئيسية للألبان. وأظهرت النتائج الأولية ان التحالف الذي يضم احزاباً للأعراق المقدونية والصربية والتركية والبوشناقية والغجرية بزعامة حزب "الاتحاد الديموقراطي الاشتراكي لمقدونيا" حصل على ما لا يقل عن 62 مقعداً في البرلمان المؤلف من 120 عضواً، فيما سيكون لحزب "الاتحاد الديموقراطي للاندماج الوطني" برئاسة قائد المقاتلين الألبان السابقين علي أحمدي 17 نائباً من بين نحو 25 مقعداً فاز بها الألبان. واعترف رئيس الحكومة المقدونية ليوبتشو غيورغيفسكي بخسارة حزبه القومي اليميني الذي حصل على 31 مقعداً، كما لحقت هزيمة مماثلة بحليفه "الحزب الديموقراطي الألباني" بقيادة اربن جعفيري لاقتصار نتيجته على أربعة مقاعد فقط. وأعلن زعيم "التحالف معاً من اجل مقدونيا" برانكو تسرفنكوفسكي ان نتائج الانتخابات ستوفر للتحالف اجراء تغييرات واسعة على الساحات السياسية والأمنية والاقتصادية المقدونية، وأعرب عن استعداده منح عدد من المناصب الوزارية لسياسيين من حزب علي احمدي "من اجل انهاء التوتر بين المقدونيين والألبان وتنفيذ اتفاق السلام وتحقيق استقرار البلاد والسعي الى اصلاحات واسعة لانقاذ الاقتصاد المقدوني المنهار وجعله في وضع مقبول من الاتحاد الاوروبي". وأجمعت الآراء في سكوبيا على ان خسارة الحزب الحاكم فاقت ما كان متوقعاً، وجاء ذلك بسبب غرور قادته وعدم مبالاتهم بآراء غالبية المقدونيين، خصوصاً في سياساتهم الموالية للغرب، مثل السماح باستخدام الأراضي المقدونية للغارات الجوية التي شنها حلف شمال الاطلسي ضد يوغوسلافيا، ونشر قوات للحلف في مقدونيا، إضافة الى مسؤوليته في الحرب الدامية مع الألبان العام الماضي". وشهدت سكوبيا والمدن المقدونية المختلفة منذ ظهور النتائج الاولية ليل اول من امس، وحتى مساء امس احتفالات واسعة في الشوارع فرحاً بالانتصار الانتخابي، وأعلن زعيم التحالف الفائز تسرفنكوفسكي في تجمع حاشد في سكوبيا امس انه سيبدأ اليوم اتصالاته مع حزب علي احمدي لوضع ترتيبات تشكيل الحكومة الجديدة.