انجزت المرحلة الاولى من اتفاق التسوية السلمية للأزمة في مقدونيا امس، بوضع تواقيع السياسيين المقدونيين والألبان عليه، لكن التنفيذ يتطلب تشريعاً برلمانياً وموافقة من المقاتلين ونشراً لقوات حلف شمال الاطلسي. ووقع الزعماء السياسيون في مقدونيا، مسودة اتفاق التسوية السلمية لأزمة مطالب الاقلية الألبانية الخاصة بالاصلاحات الدستورية الذي تم ابرامه الاسبوع الماضي في منتجع اوخريد السياحي، بين الاحزاب السياسية المقدونية والألبانية باشراف الوسيطين: الاميركي جيمس بارديو والاوروبي فرانسوا ليوتار. ووقع المسودة عن الجانب المقدوني السلافي رئيس الحكومة ليوبتشو غيورغيفسكي والزعيم الاشتراكي الديموقراطي برانكو تسرفنكوفسكي كما وقع وعن الألبان زعيماهما السياسيان اربن جعفيري وايمير اميري. وشهد مراسم التوقيع منسق الشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا والأمين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون اللذان اعربا عن تفاؤل كبير بنجاح الاتفاق، ووصفا الحدث بانه "فخر لمقدونيا ولكل الاطراف في حكومتها الائتلافية التي توصلت الى اتفاق تاريخي يفتح صفحة جديدة ويقيم سلاماً راسخاً في هذا البلد". وأشار سولانا الى ان تنفيذ الاتفاق "سيجعل مقدونيا جزءاً من العائلة الاوروبية الحديثة، الساعية الى السلام والاستقرار والازدهار"، في حين اكد روبرتسون ان الالتزام بوقف صارم للنار وتطبيق بنود الاتفاق "يوفران شروط الحلف الاطلسي لنشر جنوده في مناطق المواجهات ونزع سلاح المقاتلين". والتقى سولانا وربرتسون زعماء الاحزاب المقدونية والالبانية، كلاً على حدة، لصوغ البنود الخاصة بقضية انسحاب المقاتلين الألبان الى خط الخامس من تموز يوليو الماضي، عند تنفيذ اتفاق وقف النار، اضافة الى تسوية الخلافات في شأن صدور عفو عام عن المقاتلين". ويتطلب تنفيذ الاتفاق، موافقة البرلمان عليه خلال 45 يوماً. وأفاد رئيس البرلمان ستويان ادنوف رئيس الحزب الليبرالي المتشدد، انه "لن تتم مناقشة اي مشروع اتفاق قبل اتمام نزع السلاح". وأعلن احد قادة "جيش التحرير الوطني" الملقب "شباتي" انه "لا يمكن تسليم اسلحة المقاتلين قبل بدء الاصلاحات الفعلية، وظهور نتائجها الواقعية". لكن ديبلوماسياً غربياً، اكد ان الحلف الاطلسي، طلب من المقاتلين احترام وقف النار والتعاون في تنفيذ الاتفاق". واذا سارت الامور على ما يرام، فإن هذا الاتفاق سيضع حداً لستة اشهر من المواجهات الضارية بين القوات الحكومية والمقاتلين الألبان، خصوصاً ان اشتباكات الاسبوع الماضي كانت وصلت الى الضاحيتين الشمالية والغربية للعاصمة سكوبيا وهددت باندلاع حرب شاملة في البلد. واتخذت اجراءات امنية مشددة في سكوبيا امس، كما احيطت تحركات سولانا وروبرتسون بالسرية التامة. وساد هدوء جبهات القتال كافة باستثناء مناوشات وأصوات انفجارات متفرقة في المنطقة الشمالية القريبة من مدينة كومانوفو. وذكرت معلومات ان المسؤول الكبير في الحلف الاطلسي بيتر فيث اجرى اتصالاً مع المسؤول السياسي للمقاتلين الألبان علي احمدي، وطلب منه التزاماً كاملاً بوقف النار. ورأى مراقبون، ان توقيع مسودة الاتفاق يعتبر خطوة مهمة، ولكنها واقعياً، تبقى ضئيلة ما لم تتم ازالة المعوقات الكثيرة والمتشعبة التي تواجه انهاء الازمة المقدونية.