حققت الوساطة الأوروبية تقدماً مهماً في ايجاد حل للمشكلة المقدونية، يقوم على أساسين: الأول سياسي يستند الى تشكيل ائتلاف حكومي واسع من الأحزاب السلافية والألبانية، والثاني عسكري يخص إلحاق الهزيمة بالمقاتلين الألبان. اتفقت الفئات السياسية المقدونية السلافية والألبانية الممثلة في برلمان البلاد، على تشكيل ائتلاف حكومي موسع، يضم ثلاثة أحزاب للسلافيين هي: القومي بزعامة رئيس الحكومة ليوبتشو غيورغيفسكي. وتكتل معاً من أجل مقدونيا اليساري بقيادة رئيس الوزراء السابق برانكو تسرفنكوفسكي والليبرالي برئاسة ستويان اندوف وحزبين ألبانيين هما: الديموقراطي المشارك في الحكومة الحالية بزعامة اربن جعفيري والرفاه بقيادة ايمير اميري. وذكرت مصادر مطلعة انه تم الاتفاق بين هذه الأحزاب على إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في كانون الثاني يناير المقبل. وتم هذا الاتفاق بعد اجتماع مائدة مستديرة استمر تسع ساعات ليل أول من امس، نظمه منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وضم رئيسي الجمهورية والحكومة وزعماء الأحزاب الرئيسية للعرقين المقدوني والألباني. وأبلغ سولانا الصحافيين بعد الاجتماع، أنه تم إحراز تقدم مهم في مساعي احتواء الأزمة المقدونية، بعدما وافقت الفئات السياسية للعرقين المقدوني والألباني على "تشكيل ائتلاف حكومي واسع يعمل على عزل المقاتلين وحل المشكلات عن طريق التفاهم والحوار". وإلى ذلك، قال رئيس الحكومة المقدونية ليوبتشو غيورغيفسكي "إن فكرة إعلان حال الحرب لم تعد في جدول الأولويات الآن". لكنه ربط التخلي نهائياً عن هذا الإعلان بالقيام بعملية ناجحة ضد المقاتلين الألبان. وبناء على هذا الاتفاق، أوعز الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جورج روبرتسون الذي رافق سولانا في جزء من مهمته أول من امس الى ممثلين عسكريين عن الحلف اجتمعوا مع رئيس أركان الجيش المقدوني الجنرال يوفان اندريفسكي واتفقوا على "تنسيق الجهود المتعلقة بمواجهة الجماعات المسلحة عسكرياً وإنهاء قدرتها على المقاومة". وذكر التلفزيون الرسمي في سكوبيا، ان الاتفاق العسكري بين الحلف الأطلسي والجيش المقدوني "يتضمن تعاوناً لإلحاق الهزيمة بالمقاتلين الألبان في شمال البلاد أولاً، ومن ثم إنهاء الحركة المسلحة الألبانية أينما وجدت". وفي هذا المجال، اتفق الأطلسي أيضاً، مع دولة ألبانيا، على إحكام سيطرتها على المنطقة الحدودية المحاذية لمقدونيا. وأعلنت واشنطن دعمها للاتفاق. ونقل تلفزيون سكوبيا عن الناطق باسم البيت الأبيض اري فليشر، ان الرئيس جورج بوش "يساند كل الجهود المبذولة من جانب الحكومة المقدونية في تصديها للمتمردين الذين يعملون على إعادة العنف الى المنطقة". وأضاف "كان الرئيس بوش واضحاً حين أكد موقفه هذا إلى الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي" لدى لقائهما في واشنطن الأسبوع الماضي. وفي أول رد فعل للمقاتلين الألبان، نقلت محطة تلفزيونية خاصة في سكوبيا، عن مصادر المقاتلين انهم "سيواصلون القتال الى أن تقبل الحكومة إجراء محادثات معهم". وأوضحت ان المقاتلين "لن يتخلوا عن السلاح، ما لم تتحقق المطالب الألبانية بالمساواة الدستورية للشعب الألباني مع الشعب المقدوني بصورة كاملة". وواصل الجيش المقدوني امس قصفه لمواقع المقاتلين الألبان في المنطقة الحدودية مع كوسوفو وجنوب صربيا التي يسيطرون عليها. وتركزت قذائف المدفعية وصواريخ المروحيات على قرى سلوبتشاني ولوباتي وفاكسينتي. وأعربت منظمات الإغاثة الدولية في مقدونيا وكوسوفو عن قلقها إزاء المدنيين الذين لا يزالون في مناطق القتال.