وجه زعيم حركة "طالبان" الملا محمد عمر كلمة الى المسلمين لمناسبة مرور عام على ما سمّاه "الحرب الصليبية على الامارة الاسلامية في افغانستان"، تعهد فيها بمواصلة العمل على اخراج القوات الاميركية والغربية من افغانستان، معرباً عن ثقته في ان "النصر آت" وأن "حكم الشريعة سيعود الى افغانستان". وبثت مواقع اصولية عدة على الانترنت كلمة الملا عمر التي اعتبر فيها ان اميركا "تريد ان تتخلى الأمة الاسلامية عن دينها وتترك تحكيم الشريعة الإلهية". وقال: "ان الحرب التي تشنها اميركا على بلادنا هي جزء من هذه الحملة على الاسلام، إن اميركا عندما حاربت افغانستان ارادت بالدرجة الاولى القضاء على النظام الاسلامي ومنع تطبيق الشريعة الاسلامية ومنع احياء الدين الاسلامي الذي يخيفها، وإذا كانت اميركا جعلت من عمليات 11 ايلول سبتمبر ذريعة لضرب امارة افغانستان الاسلامية واعلان الحرب على المسلمين فإننا نعلم ان ذلك ليس هو السبب الوحيد، ونعرف أن اميركا كانت تريد ضربنا والقضاء على الامارة الاسلامية قبل ذلك بكثير وكانت تحاول ايجاد المسوغات، ولو لم تكن عند اميركا هذه النية المبيتة والارادة المتقررة لما شنت علينا الحرب بسبب عمل لم تتأكد بعد من الذي قام به". واضاف الملا عمر: "كان الاولى لأميركا بعد 11 ايلول ان تحاسب نفسها وتراجع سياساتها وتعرف اخطاءها وتغير طريقتها في التعامل مع المسلمين ومع غيرهم من شعب العالم الضعيف، ولو سألت نفسها ما الذي ادى بها الى ان تتعرض لهذه التفجيرات، وما السبب الذي دفع اولئك النفر من الناس ان يضحوا بحياتهم ليضربوا اميركا ويوجعوها؟ ولماذا كسبت عداء العالم الاسلامي؟ ولماذا فرح الضعفاء في العالم بهذا الحادث؟ ولماذا شمتوا بها؟ لو سألت اميركا نفسها هذه الاسئلة لوجهت اللوم الى سياستها وافعالها، ولاهتمت بنفسها واصلحت من شأنها، ولكن اميركا لا تريد ذلك، لانها تريد العلو والسيطرة والتحكم في العالم، فهي لا تستطيع ان تطرح على نفسها تلك الاسئلة لانها مدفوعة من اليهود والصهيونيين الذين يوجهونها ويملكون امرها". ولفت الى أن الامة الاسلامية "نالها من الظلم الاميركي أوفر نصيب، في فلسطين والعراق والسودان وكشمير وافغانستان وفي كل بلاد المسلمين". وتابع "إن الظلم والقهر الذي يعاني منه المسلمون في فلسطين على ايدي اليهود الاسرائيليين كل يوم والقتل والجراح والتشريد والحرمان، كله يتم بالدعم الكامل من اميركا وبرعايتها وتأييدها، فأميركا هي التي ترعى اسرائيل وتقويها وتمدها بالمال والسلاح وتساندها بالقوة السياسية لكي تعذب شعبنا المسلم في فلسطين وتحتل ارضه وتستعبده، وهي دولة كبيرة ولكنها صغيرة العقل ومغرورة، وهي قوية بطائراتها وقنابلها وآلاتها، ولكنها ضعيفة في معناها، تدعي انها ام الحرية والعدل وهي تمارس اشد انواع الظلم والاستعباد على الشعوب، وتدعي أنها تحارب الارهاب وهي تمارس اشد الارهاب على شعوبنا المستضعفة في فلسطين وكشمير وافغانستان وعلى كثير من شعوب العالم، ولكن العالم اليوم صار أكثر معرفة بأميركا". وتساءل مجدداً: "أين ما تتباهى به اميركا من الانسانية واحترام حق الانسان من مذبحة مزار شريف التي قتلت فيها بقنابلها آلاف الاسرى ومن اعطيوا الامان في قلعة جهانغي؟ ورفضت معاملة اسرى خصمها المعاملة اللائقة بالانسان كأسرى حرب؟". وقال: "عرف الناس اليوم أن اميركا هي راعية الارهاب العالمي، وهي راعية الظلم والقهر والاستعباد، وهي راعية الفساد الاخلاقي والاجتماعي في العالم، وهي سبب حرمان الشعوب وفقرهم وجوعهم ومعاناتهم، وما تلاقيه اميركا اليوم من النفور والكره والاستهجان ومن الرفض من كل شعوب العالم، هو دليل ذلك، وهي تتوهم بغرور القوة الظاهرية ان حالها سيكون افضل من حال سابقيها من الغزاة وان بإمكانها ان تحقق ما لم تحققه روسيا من قبل وتظن انها تستقر بسهولة في افغانستان وتتحكم في نصف العالم الشرقي من هنا، ولكنها لم تقرأ تاريخ افغانستان جيداً لانها لا تهتم بتاريخ واحوال الشعوب الضعيفة والفقيرة، ولو انها قرأت تاريخ افغانستان لعرفت انها تستعصي على الاجنبي والغازي منذ عرفت الاسلام ودخلت فيه عن ايمان ويقين، وأنها لا تستقر ولا تسلم امرها الا للإسلام ولمن يحكمونها بشريعة الاسلام". واختتم الملا عمر كلمته قائلاً: "إننا نتمسك بوعد الله ونثق به، ولا نخاف من وعود بوش واميركا، والله وعدنا بالنصر والتمكين إذا تمسكنا بدينه وتوكلنا عليه، فنحن مستمرون في جهاد اميركا وكل الغزاة، متوكلين على الله صابرين لأمر الله واثقين به، ونطمئن المسلمين في كل مكان اننا على العهد مستمرون، وان النصر آت وأن تفريج الله على المسلمين قريب، وبعد التوكل على الله تعالى فإننا لا نستغني عن دعم المسلمين ووقوفهم معنا بكل سبيل، وإن شاء الله سيعود حكم الشريعة الى افغانستان، وسيفرح المؤمنون بنصر الله، ولن تهنأ اميركا في افغانستان ولن تستريح، حتى تخرج نادمة، ويومها لن يقف معها أحد".