كنت أود الإجابة والرد على مقالة السيد باتريك سيل "بصيص من نور في نهاية النفق" "الحياة" 28/12/2001. لن أتطرق الى التفاصيل التي تكاثرت في هذه المقالة، وإنما سوف اختصر الرد على المقدمة التي فيها زبد المقالة. فأية إحصاءات تؤكد ان "معظم الناس" يتفق ان عام 2001 كان عاماً أسوداً في العالمين العربي والإسلامي؟ هل سها الكاتب عن اندحار الجيش الصهيوني في جنوبلبنان على يد المقاومة الوطنية الإسلامية اللبنانية؟ وماذا تعني عودة العراق الى الحضن العربي على رغم الحصار الظالم التي تفرضه قوى الظلم البريطاني والأميركي من طريق قصف طائراتها المستمر على شعبه الصامد؟ لقد ولّت ايام عام 1967، وولّت معها ايام الإحباط العربي والإسلامي. فإننا اليوم نشاهد انتفاضة مباركة في فلسطين، ومقاومات وطنية وإسلامية على طول العالم العربي. ومن قال ان هناك جرحاً نازفاً في العالم العربي؟ نعم توجد نار لمحاولة التفرقة والتفكك، ويصب عليها الزيت متآمرون. ثم كيف تعلن الولاياتالمتحدة الأميركية حرباً شاملة على "الإرهاب الإسلامي"، وتقوم في الوقت نفسه بدعم التحالف الشمالي الأفغاني وسواه في افغانستان؟ هل جنود هذا التحالف غير مسلمين؟ ان الأذى لحق بالدولة الأميركية التي ظهرت غطرستها امام انظار كل العالم المتمدن والمؤمن، ونقضت كل مفاهيم الديموقراطية والحرية التي كنا احياناً نتغنى بوجودها - ولو مجازياً -، نكاية بأنظمتنا. والذي ساعد على "ازدهار الإرهاب" ليس الثقافة الدينية، وإنما سياسة الولاياتالمتحدة الأميركية، تجاه شعوب وخيرات هذه الدول طوال عهود وحقبات طويلة من الزمن. اما بالنسبة الى الجزائر، فمن دعم ويدعم النظام العسكري فيه؟ ولماذا حالت اميركا، وسواها من الدول الأوروبية، دون تسلم زمام الحكم لمن فازوا في الانتخابات؟ وأميركا تدعي انها تقوم بنشر الديموقراطية والحريات في العالم؟ وماذا فعلت اميركا أخيراً مع باكستان التي اشترتها بحفنة من الدولارات، وتركتها في مهب الريح النووية الآتية من جارتها الهند، بحجة دعمها الإرهاب في كشمير وتورطها في اقتحام البرلمان الهندي أخيراً؟ هذه هي مدلولات السياسة الأميركية. ان اميركا هي التي تعاني "محنة ماحقة" وليس العالم الإسلامي المترامي الأطراف. ويمكنك ان تفتش لأميركا عن "بصيص من نور" في نهاية النفق الأسود والقاتم الذي تُدخل اميركا نفسها فيه باللجوء الى حرب تحرق الأخضر واليابس، الجالس والواقف، بحجة ملاحقة شخص "ارهابي" مسلم أو "منظمة" معينة تتوارى في وطن بريء مثل افغانستان. برمانا لبنان - سعد نسيب عطاالله