اعتبر زعيم حركة "طالبان" الملا محمد عمر أن المجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد الجيش الإسرائيلي "دليل على أن الحرب على الإسلام والمسلمين حرب صليبية مكشوفة". وقال الملا عمر في بيان حصلت "الحياة" على نسخة عنه أمس "هكذا صار اليهود والأميركان جيشاً واحداً في حربهم ضدنا ويقومون بمهمة واحدة ويتعاونون علانية لتنفيذها". واضاف: "بعدما أعلنت أميركا حربها على الإسلام في افغانستان وقامت بذلك تحت اسم حرب على الإرهاب، ونظراً لعدم وقوف المسلمين في العالم في وجهها وقوفاً قوياً، بل ولأن بعض الدول الإسلامية ساندتها وأعانتها في ذلك فإن اليهود اليوم يقومون بالأمر ضد شعبنا المسلم في فلسطين بكل جرأة ومن غير رادع أو خوف، فقتلوا النساء باسم حرب الإرهاب، ويتموا الأطفال واسروا الشيوخ وسجنوا الشباب، وهدموا البيوت وارتكبوا المجازر الجماعية، وهو الشيء ذاته الذي فعلته - ولا تزال تفعله - أميركا في أفغانستان". وأشار إلى أن "كل ذلك يحدث بأسلحة اميركية وبأموال اميركية، ووفقاً لقرارات وسياسات أميركية". واضاف "أن دولة اليهود في حقيقتها جزء من الدولة الاميركية الكبرى، ولهذا فإن أميركا لا ترضى أن تصاب دولة اليهود بأي أذى، فكيف يصدق الناس بعد هذا كله أن أميركا تريد أن تحارب الإرهاب وتقضي عليه وهي تمارسه بنفسها بصورة فظيعة أو عن طريق دولة اليهود التي ترتكب أشياء بشعة في حق الضعفاء العزل". وتساءل الملا عمر: "أليس اليهود هم الذين جاؤوا إلى فلسطين واحتلوها وطردوا منها أهلها وأخذوا أموالهم وانتهكوا أعراضهم وخربوا ديارهم، فكيف يكون إرهابياً من يقاتلهم ليبقى على أرضه، ويدافع عن عرضه، ويحافظ على دينه؟". وتساءل "هل يريد الأميركان منا أن نرى المحتلين يعيشون آمنين مطمئنين وأصحابَ الأرض المالكين مشردين مطاردين ومع ذلك لا نحارب ولا نقاتل من أجل طرد من اغتصب حقنا؟ وهل وصل الاستخفاف الاميركي واليهودي بعقولنا إلى هذا الحد؟". ووجه زعيم حركة طالبان الحديث إلى الشعب الفلسطيني قائلاً: "أما شعبنا في فلسطين فنقول له اصبر، وتوكل على الله، ولا تعتمد على غيره ولا تنتظر الفتح والنصر من أحد سواه، واعلموا أن ما زرعته أميركا وحلفاؤها من مشاكل في بلادنا لن يشغلنا عن أمر فلسطين وبيت المقدس إن شاء الله فأمة الإسلام أمة واحدة يتألم بعضها لآلام بعض ... وسيكون عدونا من الأميركان واليهود هم الخاسرين في نهاية المعركة، فإننا على يقين أن الله لن يتخلى عن عباده المؤمنين وأن النصر آت بإذنه تعالى".